authentication required

توجيهات وإرشادات لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة

أ/ عبد الرحمن بن عبد المحسن البعيمي

طفل خاص وأسرة غارقة في الحزن أصبح الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة مؤخراً محط اهتمام الأسر والمربين. وتتأثر الأسر بشكل بالغ بوجود أطفال ذوي احتياجات خاصة لديها مما يجعل الأسرة في الماضي تفكر في وضع الطفل في مؤسسة خارج المنزل لأسباب عديدة منها:

1- التكلفة المادية الكبيرة .

2- قضاء الأسرة وقت طويل في تلبية الحاجات الشخصية للطفل الخاص مثل تناول الطعام وارتداء الملابس واستخدام الحمام .

3- رفض المجتمع أحياناً للأطفال الذين لديهم إعاقات.

4- الحد من نشاط الأسرة في جميع النواحي خاصة في ظل وجود طفل متخلف عقلياً.

5- عجز بعض الأسر عن السيطرة على الطفل العدوانية أو كثرة الحركة.

والآن ربما تكون الأسرة أكثر إيجابية لذي الحاجات الخاصة من حيث المشاركة في تدريب الطفل، ويهمنا في هذا المجال التخلف العقلي الذي هو: انخفاض ملحوظ في الأداء العقلي العام، يصاحبه عجز في السلوك التكييفي مما يؤثر سلبًا على أدائه فيكون بحاجة دائماً إلى رعاية وإشراف ودعم خارجي في نواحي النضج والتعليم والتوافق النفسي وقد يكون التخلف العقلي بسبب عوامل وراثية أو مرضية أو بيئية.

حاجات نفسية اجتماعية لذوي الحاجات الخاصة:

عندما نتحدث عن طفل خاص يجب علينا أولاً عدم تصنيفهم أو الحط من إنسانيتهم بسبب اختلافهم عن الآخرين وإنهم يواجهون مشكلات خاصة بهم تتعلق بالذات والتصور الجسمي والغضب والاعتمادية، ولذلك يجب التعامل مع الإنسان ككل متكامل. تصورات الآباء عن طفل المستقبل كثيراً ما يتخيل الآباء طفلهم الذي لم يولد بعد وماذا سيكون ؟ يتوقعونه طفلاً عادياً صحته جيدة، ويحدوهم الأمل لرؤية هذا الطفل ويكون امتداداً لهم ويحقق ما يصبون إليه ؟؟. ولكن عندما يولد الطفل ولديه إعاقة يشكل ذلك لهم صدمة عنيفة وتبدد آمال الأسرة الجميلة بسبب تلك الصدمة التي يرون فيها الطفل لا يستطيع خدمة الأسرة أو القيام بها على أكمل وجه وأشياء أخرى بددت أحلامهم الجميلة فجعلت معظمهم يستجيبون بمشاعر متنوعة بين الصدمة والحداد والشعور بالذنب والشعور بالخجل والرفض والقبول، وهذه المشاعر تختلف بين الآباء والأمهات على السواء، فبعضهم تتطور إيجابياً نحو هذه المشاعر وبعضهم تقف عد حد ميعن، وآخرين تكون ردة فعل لإحداث معينة تنتهي بنهاية الحدث وحدوث هذه المشاعر وتأزمها تؤثر سلباً على الطفل.

اعتراف شجاع:

 يرفض معظم الآباء الاعتراف بإعاقة طفلهم وهم قد ينكرون وجود أي مشكلة ليده خاصة إذا كانت غير شديدة وهذا في البداية، ولكن قد تتغير نظرتهم عندما يكبر ذلك الطفل، وهي ردة فعل طبيعية يعذر بها الآباء. وبعض الآباء يكون الأمر عليه سهلاً بأن يعترف بالإعاقة ويتعامل مع هذا الطفل والذي يذكرهما بالطفل فقداه وفقدا معه الحلم الجميل. ولذلك فإن مشاعر الأسى والحزن ضرورية للوالدين إلى حد معين، وبعض الآباء يكون لديه شعور بالذنب بالنسبة لطفلهم المعوق فهم يشعرون بأنهم فعلوا شيئا ما تسبب في إعاقة طفلهم أو أن إعاقته إنما هي عقاب لخطأ ارتكبوه. ولا شك أن تقوى الله والدعاء للأولاد تكون –بإذن الله- حرزاً لهم من أشياء كثيرة يحفظهم الله منها ولا يعني ذلك أن إعاقة الطفل تكون بسبب عقاب لأمر مرتكب من الوالدين . والوالدان عادة يبحثان عن سبب للإعاقة لدى الطفل للتخفيف من وطأة الشعور بالذنب مثل تذكر الأم من بداية الحمل حتى الولادة تبحث عن سبب للإعاقة كسوء التغذية أو الجهد الزائد وأحياناً يتهم الوالدان بعضهم الآخر بوجود العامل الوراثي لديه . وقد تحدث هذه الاتهامات أزمة خطيرة بين الزوجين وهي قد تكون غير حقيقية وأحياناً أخرى يقوم الوالدان بلوم الطبيب وإهماله ومرة يعتقدون أن الطفل محسود وأن عيناً أصابته ونحن بدورنا لا ننكر هذه الأشياء قد تكون من الأسباب في وجود الطفل ولكن في حدود وليست مطلقة في جميع الإعاقات. واهتمام المجتمعات المتزايد بالطفل الذكي والرغبة في وجوده تجعل الوالدان يشعران بالإحراج والخجل من وجود الطفل المعوق ولذلك يتجنبون إخراجه من البيت خوفاً من نظرات الآخرين الغريبة ومن عبارات لا شفقة والتدخلات التي لا مبرر لها. وأحياناً يشعر الآباء بعزلة عن أقاربهم وأصدقائهم وتتغير اهتماماتهم الحياتية إذ عليهم أن يخصصوا جهداً كبيراً للعناية بأطفالهم.

أخي الأب ... أختي الأم ... إن الشعور بالذنب تجاه الطفل الخاص تسبب مشاعر الرفض التي تجعل الوالدان يفكران بمكان يوضع به الطفل خارج البيت، ولذلك فالآباء يحاولون أن يعملوا كل شيء للطفل فيبقى معتمداً عليهم ولذا يكونوا قد ألحقوا به ضرراً. إن على الآباء أن يكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم الذاتية قبل أن يكونوا قادرين على تقبل الطفل، ويجب أن يتكيفوا مع مشاعرهم الشخصية ومع ردود فعل الآخرين ولذلك يمكن أن يكون تقبل الطفل على مراحل.

1- يتقبل الوالدان أن الطفل معاق ويقبل به كما هو ويدركون أن الطفل المعاق شخص له مشاعر وحاجات.

2- يجب أن يقبل الآباء أنفسهم حيث عليهم أن يتغلبوا على مشاعرهم الخاصة بالخجل والشعور بالذنب ويعتبروا أقوى من الآخرين وهذه الأشياء تكون ضرورية للطفل الخاص لكي يتعلم ويتطور، ولا يعني ذلك أن المشاعر قد انتهت حيث إن الواقع يقول إن مشاعر الحزن والأسى لا ينتهيان ولا يقدمان أي شيء للطفل لذلك يجب النظر إلى مستقبل الطفل والأسرة معاً. وكذلك مشاعر الغضب والإحباط مع كل عمر يتقدم به الطفل مثل: (العمر عند المشي- العمر عند التكلم- تقدم الأخوة الأصغر سناً- التفكير بالراعية عند تقدم الوالدان بالعمر). وهذه الأشياء تعتبر من مظاهر اكتشاف حالة الإعاقة لدى الطفل ، ولذا عليكم أيها الوالدان العزيزان أن ترضيا بما قسمه الله لكما وأن تفكرا بالأجر العظيم الذي سوف يؤتيه الله لكما –إن شاء الله تعالى- نتيجة الصبر والاحتساب في رعاية هذا الطفل الخاص، وأن تواجها الآخرين وتعتزا بالطفل وتشجعانه على التعلم والتقدم والتطور في جميع النواحي النفسية والتكيفية والتعليمية لكي يقوم بخدمة نفسه والاعتماد عليها. وأن المكابرة وعدم الرضا عن الإعاقة والقول بأن الطفل طبيعي وخاصة في حالات التخلف العقلي إنما هي ضرر على الطفل ولا فائدة منها. لذا يجب التخلص من هذا الشعور فوراً وكذلك يجب عدم اللجوء إلى الحماية الزائدة من الوالدين للطفل بل يترك يتزود بخبرات الحياة حتى يتكيف مع الواقع الذي يعيش فيه. وعلى الآخرين (الأقارب وغيرهم) تقدير مشاعر الوالدين والتذكر بأن لهما مشاعر وأحاسيس والتفكير بمشاعرهما من حيث الحرص على الطفل والخجل من الآخرين الذي ربما يكون هذا الطفل من نصيب أحدهم وكذلك عليهم (الأقارب والأصدقاء) عدم تجاهل الطفل علانية أو غير علانية بل عليهم تقبله كأي طفل آخر.

كيف تصبح مدرسًا ناجحًا لطفلك؟

 1- اختر لطفلك نشاط مناسب يكون متوفر لديه ومحبب له.

2- اختر لطفلك نشاط بسيط وتدرج في صعوبته لأن النجاح سوف يدفع الطفل والأب للاستمرار، ومثل ذلك اختبار لونين فقط أو شكلين لتعليم وتدريب الطفل ثم التدرج في الصعوبة بإعطائه مواضيع أخرى ويضاف موضوع واحد فقط في كل مرة على ما تعلمه سابقاً.

3- تعليم وتدريب الطفل على تسمية الأشياء المنزلية مثل المطبخ - الحمام- غرفة النوم.

4- أعط طفلك شيء آخر لعمله مع الاستمرار بالنشاط الأول.

5- نوع النشاط ولا تقتصر على نشاط واحد لكي تجعل الطفل يكتسب مهارات جديدة ويبتعد عن الملل.

6- شجع أفراد العائلة الآخرين على المشاركة في تدريب وتعليم الطفل.

7- وضع برنامج تدريبي للطفل بإشراف الوالدين ومشاركة الأخصائيين والمعنيين في هذا المجال.

إرشادات مهمة لولي الأمر يجب اتباعها:

1-    امتدح نجاح طفلك والأشياء التي يعملها بشكل صحيح مهما كانت صغيرة سواء بالكلمات أو الاحتضان.

2-    اعمل على تعدل سلوك طفلك بطريقة غير مباشرة مثل ذلك "لا تقل لطفلك هذا خطأ واعمل كذا وكذا" بل قل له الشيء الصحيح ودعه يحاول أن يقوله أو يعمله مثلك.

3-    تكلم مع طفلك بوضوح وصوت عادي.

4-    استخدم أكثر من طريقة للتحدث مع طفلك عن الأشياء ودعه يلمس ويتذوق ويشم الأشياء لأن استخدام الحواس يفيده كثيراً ورما تكون بعض الحواس ضعيفة لديه.

5-    كن قدوة للطفل اعمل ما تقول ولا تقل شيئاً ثم تنفذ غيره.

6-    قدم لطفلك العاطفة الجسمية مثل الاحتضان واللعب جسدياً معه.

7-    وضح لطفلك الأشياء قدر الإمكان ووفر له الخبرات المتنوعة.

8-    غير أسلوبك لتعليم الطفل إذا لم تنجح طريقتك الأولى واستخدم أكثر من بديل لتعليم وتدريب الطفل.

9-    خاطب طفلك بطريقة عادية وخصص من 5 إلى 15 دقيقة يومياً لتعليم الطفل نشاط جديد أو إعادة نشاط قديم.

10-   عامل طفلك بنفس التقدير والاحترام الذي تعامل به أصدقاءك.

المصدر: http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=1796

  • Currently 285/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
95 تصويتات / 1163 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2009 بواسطة sn1

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

199,204