بسم الله الرحمن الرحيم
البقرة الحلوب
عرفـت الجـزائر فـي السنـوات الأخـيرة مشـاريع استثـمارية كثـيرة في الفلاحـة تحـت مسـمى ( الدعـم الفلاحـي ) هـذا الدعـم الـذي قـيل عنه الكثير و ما زال فالمبلغ المخصص يعد بملايير الدولارات ممنوحة من طرف احدي الدول الخليجية و قامت الحكومة بدعم الفلاحة بجميع انواعها ( التشجير و تربية المواشي و تربية الأسماك و الأعلاف ..... ) .
الفكرة في حد ذاتها جد رائعة حيث مكنت الكثير من الشباب في الإستثمار في الميدان الفلاحي مما كان يوحي بأن الجزائر سوف تصبح من اكبر المصدريين للحـوم الحمراء و البيضاء و الحليب و الفواكه بمختلف انــواعها ، و مع مرور السنوات الأولى تبين العكس من ذلك تماما حيث زاد الإستراد لجميع المواد المذكورة و هذا منطق لا مفر منه لجميع دول العالم الثالث و بدون استثناء لأن واضعي المشاريع و الخطط لا تهمهم المصلحة العامة بل الخاصة و الخاصة فقط و هم يعرفون بأن المشروع غير ناجح و لا يأتي بأية نتيجة و هذا لعدة اسباب منها عدم احساس المواطن بقيمة العمل و يريد الثـراء في اقصر مدة ممكنة ثم عدم اقتناع الشباب بفكرة العمل الفلاحي و من البداية يضع نصب اعينه كيفية الإستفادة من المشروع بدون عناء يذكر و كل واحد له مجاله الخاص به للنهب فالكثير من المشاريع وهمية و التي انطلقت ثم تبخرت و منها التى تركت بدون اعمال فلاحية سواءا السقي او الرعاية الصحية ( جميع اعمال الفلاحة ) .
ان أي امه تكون بهذه المواصفات لا يمكن لها ان تنهض او ان تتقدم لان الأساس هو الإكتفاء الذاتي و نحن لم و لن نحقق الإكتفاء الذاتي حتى ولو طبقنا جميع برامج الأممة المتحدة للتغذية و الزراعة .
فأول خطـوة هي المحافظة على قيمة الوقت و العمل و هـذان العنصران لا يوجدان في القاموس العربي بصفة عامة و الجزائري بصفة خاصة .
هــذا مـا كــان يحذر منـه السيد الرئيس الشـاذلي بن جديـد بإطــلاق عبــارة البقـرة الحــلوب .
ساحة النقاش