شباب سيناء ومهنة الرعي.. ما أحلى الرجوع إليه!

 


 
مهنة الرعي والتجارة بالخراف لم تعد قاصرة
على كبار السن


"وجدتها.. وجدتها".. هاتان الكلمتان كانتا نهاية عهد أحمد سليمان عجوة بالبطالة.. فبينما كان يجلس مع أقرانه واليأس قد استبد به بعد أن فشل في الحصول على فرصة عمل ملائمة، كان مرور عجوز وأمامه قطيع من الخراف قبل أيام من عيد الأضحى هو طاقة النور والأمل التي تفتحت أمامه.

ذهب عجوة بذهنه 15 عاما إلى الوراء، حيث كان يشاهد جده يمارس مهنة هذا العجوز وسأل نفسه: "لماذا لا أعود إليها؟!".

كانت إجابته فورية، ومن اليوم التالي بدأ في تدبير مبلغ مالي لشراء الخراف، وبعد شهر أصبحت مهنة تربية الأغنام والتجارة بها هي مهنته.

ما فعله عجوة، كان منذ عامين جديدا على مجتمع شباب البدو الذي هجر هذه المهنة بحثًا عن فرصة عمل ملائمة لمؤهلاتهم التعليمية، ولكن مع ندرة الفرص انتقلت تجربته إلى قطاع عريض من الشباب البدوي الذي رأى في مهنة الأجداد وسيلة لمكافحة البطالة.

"خلصتني من العبودية"

مسلم نصار محمود واحد من هؤلاء الشباب.. قضى 5 سنوات من عمره بعد التخرج يبحث عن عمل، حتى حصل على فرصة بإحدى المصالح الحكومية، ولكن بنظام المكافأة، حيث كان يتقاضى 70 جنيها شهريًّا.. ثم قرر تقليد تجربة عجوة.

ويدعو مسلم كل الشباب البدوي إلى عدم الخجل من هذه المهنة التي أنقذته من "عبودية الوظيفة الحكومية" -على حد وصفه- وقال: "أنا حزين على الوقت الذي ضيعته بحثًا عن فرصة عمل، برغم أن الحل كان أمامي".

وبنفس القدر من الحزن أبدى منصور سلمي الحاصل على  ليسانس آداب    ندمه.. ليس على الوقت الذي أمضاه بحثًا عن فرصة عمل، ولكن على الفترة التي قضاها مترددًا في ممارسة هذه المهنة التي كان ينظر لها على أنها انتقاص من مكانته.

وعن سبب التحول في تفكيره، قال: "لحظة صدق مع النفس، جعلتني أسأل نفسي: وهل أنت أفضل من الأنبياء الذين عملوا بهذه المهنة؟!".

دخل إضافي

وإذا كان دافع البطالة هو السبب الرئيسي لاتجاه أصحاب القصص السابقة إلى مهنة الرعي وتجارة الأغنام، فإن الدافع كان مختلفًا مع عيد سليمان الذي لجأ إليها بعد أن أصبحت وظيفته الحكومية عاجزة عن تلبية متطلبات أسرته.

ولكن أسلوبه في ممارستها كان مختلفًا بحكم ارتباطه بعمل آخر.. حيث يكتفي بتربية عشرة رؤوس من الماعز والأغنام في بيته وبيعها سنويا في موسم عيد الأضحى.

ولا يشعر عيد بأي حرج من ذلك؛ لأن هذه المهنة هي "مهنة الأجداد"، على حد قوله.

وبدافع مختلف عن كل ما سبق يمارس محمود عليان هذه المهنة.. فرغم أنه لا يزال في المرحلة الثانوية فإن ذلك لم يمنعه من أن يصبح أحد المربين الصغار، وأصبح يمتلك مزرعة صغيرة تضم 15 رأسًا مختلفة الأنواع من ماعز وأغنام.

وقال عليان: "أمارس هذا الأمر كهواية إلى جانب الدراسة".

موسم الأضحى

هؤلاء الوافدون الجدد على هذه المهنة لم يقلقوا القدامى بها، على حد تأكيد محمد حسين "60 عاما"، وقال: "إنتاجنا من الأغنام والماعز كان لا يكفي الطلب عليها، ولذلك فإن اتجاه الشباب لمهنتنا سيعالج هذه المشكلة".

وتنشط هذه المهنة بسيناء مع عيد الأضحى، حيث يقبل التجار من مختلف المحافظات المصرية على شراء أغنام سيناء؛ لأنها تربى في بيئة طبيعية صحراوية وفي المزارع المعروفة "مزارع الخضار والكانتلوب والخوخ"، وتكون تغذيتها مضمونة بعيدا عن الإضافات الكيماوية.

ويهيب حسين بالوافدين الجدد أن يحافظوا على هذه المزايا التي تشتهر بها أغنام سيناء، قائلا: "نريد أن تكون عودتكم إضافة للمهنة، وليس انتقاصًا من قدرها".

المصدر: النت (محمد عطية)
sini4woman

اتمني ان تستفيدوا وتستمتعوا بهذة المعلومات والصور.واي تعليق او استفسار انا في الخدمة ولكم مني كل الشكر..

  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2009 بواسطة sini4woman

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

93,058