موسوعة النباتات العملاقة
السلا م عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
السيكويا العملاقة:
إن كل من أتيح له الاطلاع على شئ من عالم النبات يفكر أول ما يفكر عندما يقال أمامه
النبات العملاق يفكر يتلك الشجرة العملاقة المشهورة والمعروفة جيدا في ولاية كاليفورنيا
الأمريكيه والمعروفة باسم السيكويا الأمريكية العملاقة.
يبدو أن هذه الشجرة قد إستمدت اسمها من اسم أحد زعماء القبائل الهندية التي سكنت
المنطقة.
لوحظ وجود هذه الشجرة في القمم النيفادية وفي الحدائق العامة في كاليفورنيا.
اسمها المتداول الشائع هو ((الشجرة الكبيرة)).
قد تسمى أيضا ((الجنرال شيرمن)).
إنها شجرة بالغة الطول والإرتفاع مما جعل البعض يبالغ كثيرا في الكلام على ارتفاعها.
قد يصل ارتفاعها بالفعل إلى 85 م وأطول شجرة قيست حتى الآن بلغت 96 م وهذا
ارتفاع شاهق على كل حال.
قد تغطي دائرة جذعها 35 م,كما تنطلق الأغصان من الجذع إلي مسافة 15 م.
يقدر عمر بعض الشجرات التي ما تزال حية إلى يومنا هذا بحوالي 1500 سنة.
في المتحف البريطاني في لندن هناك جذع لشجرة من هذا النوع تظهر فيه بوضوح
1335 حلقة.
للسيكويا العملاقة أقارب تزيدها اتساعا وتفوقها ضخامة إنها:
السيكويا الساحليةالدائمة الخضرة
التي تدعى محليا ((الخشب الأحمر)) فهي أكثر ارتفاعا من السيكويا العملاقة إذ أن
متوسط إرتفاعها 90 م.
بينما يصل طولها الأقصي إلى 120 م.
ولقد حفرت قاعدة جذع إحدى هذه الأشجار على شكل نفق تخترقه السيارات دون أن
تتأثر الشجرة أو تصاب بأذى,كما حفر باطن الشجرة منها سقطت على الأرض وأقيمت
حانه فيها.
وهذه الشجرة أمريكية هي الأخرى.
هذا ويبدوا أن السيكويا الدائمة الخضرة تعيش أكثر من العملاقة فقد تعيش ما يقرب من
2200 سنة.
الأوكاليبتوس:
صحيح أن شجرة السيكويا هي الشجرة المعروفة لدينا باعتبارها الأكثر طولا وضخامة,إلا
أنه ليس هناك ما يمنع أن نجد في مجاهل الغابات أشجارا تتفوق عليها خاصة وإننا نعرف
أشجارا ترفض الإعتراف بالهزيمة أمام أشجار السيكويا مثل أشجار الأوكاليبتوس (يسمى
في بعض البلدان العربيه شجر الكافور وفي بعضها الآخر الكينا).
شجرة الأوكاليبتوس عملاقة أستراليا يبلغ ارتفاعها 100 م ومحيط جذعها عند الأصل
25 م.
إلا أن شكلها يختلف كثيرا عن شجرة السيكويا.
فالسيكويا من الصنوبريات بينما الأوكاليبتوس من الآسيات التي تضم شجرة الآس (نوع
من الرياحين) وشجرة كبش القرنفل.
كما أن الأوكاليبتوس تكاد تكون عديمة الظل لأن ورقها الصغير والدقيق يتجه بشكل
عمودي نحو الشمس وهذا ما يفقدها برغم ضخامتها وارتفاعها القدرة على طرح الظلال
الوارفة.
البا أو باب:
البا أو باب نبات عملاق آخر لا بد من التوقف عنده.
وهو شجر يكثر في السهوب الأفريقية.
صحيح أن ارتفاع هذا الشجر ليس كبيرا بالمقارنة مع السيكويا,فالبا أو باب شجر معتدل
الإرتفاع إجمالا فهو ليس ((عملاقا)) لهذه الجهة.
ولكن عندما نأخذ قطره بعين الإعتبار يبدو لنا الأمر مختلفا,متوسط قطره 9 أمتار ولكن
هناك من يذكر جذوعا وصل محيطها إلى 30 أو 40 مترا حتى إن بعض هذه الجذوع قد
استعمل سجنا !.
أزهار هذه الأشجار كبيرة جدا وهي تتدلى من الأغصان التي تتصل بها بواسطة معاليق
طويلة.
ثمرتها كروية تقريبا قاسية من الخارج إلى أن لبها طحيني في الداخل وهو حامض الطعم
ومنعش.
هذه صورة الثمرة
في داخل جذع الشجرة قلب إسفنجي رخو يمكنه امتصاص كمية إضافية من الماء.
أثناء فصل الجفاف قد يحدث أن يأتيها فيل ظمآن فيمزق قشرتها ويروي غليله بما تختزنه
من ماء !.
الشجرة الغابة:
إنها تينه بانيان في الهند التي تعود بأصلها إلى التين البنغالي (الذي في الصورة) وهو
شجر غريب جدا.
أثناء نمو هذه الشجرة تتشكل لها شيئا فشيئا جذور هوائية تنطلق من الأغصان باتجاه
الأرض مما يوفر للشجرة مع اكتمال نمو هذه الجذور نقاط ارتكاز جديدة.
توزع هذه الجذور بما يشبه الأكواخ الكبيرة.
في بنغال الغربية هناك نوع من التين قد يصل عدد جذور الواحدة منها إلى 300 جذر
ضخم تغطي مساحة 30,000 متر مربع !.
تينة بانيان شجرة مكرمة في الهند لأن بوذا كان ينصرف إلى التأمل تحت ظلها.
سائر العمالقة:
هناك صنوبريات أخرى عملاقة غير السيكويا معروفة في أميركا مثل صنوبر
((فانكوفر)) وصنوبر ((دوغلاس)) فقد يصل ارتفاع هذين النوعين إلى 100 م.
اما الصنوبر الفضي أو صنوبر ((فوج)) المعتدل القامة فهو بطوله البالغ 60 م أكبر
صنوبر في أوروبا.
وهناك ((عمالقة)) من نوع آخر فهناك بعض الأشجار تعيش عمرا مديدا,فقد ذهبت
بعض الأبحاث والدراسات إلى أن عمر بعض الأشجار هو 3600 و4000 سنه وكان
الرقم 4900 قد جرى تقديره لأرزه في كاليفورنيا.
وإذا إنتقلنا إلى عالم النباتات الدنيا رأينا أمورا عده ملفته للنظر,فهناك نباتات ليس لها
قوام السيكويا ولا ضخامتها ولكنها تفوقها طولا.
فمن ذلك بعض أنواع المعترشات وهي نباتات متسلقة تعيش في الغابات المدارية الرطبة
وتلتف على جذوع الأشجار وأغصانها إذ يمكن أن يبلغ طول بعض أنواع الطحالب إلى
ما يزيد على 200 م.
(التي في الصورة يتجاوز طولها 60 متر) وتنمو هذه الأنواع بسرعة فائقة,إذ تصل
سرعة النمو عند بعضها إلى معدل 45 سم في اليوم الواحد !.
غير أن ما يبدو عملاقا في أغلب الأحيان في النبات ليس ارتفاعه أو قطر جذعه وإنما أحد
أعضائه.
فأزهار اللوبيلية التي تعيش في المرتفعات الجبلية في أفريقيا الشرقية ضخمة جدا.
وكذلك أزهار الصبار الأمريكي
الذي يعيش على امتداد السواحل البحرية الجافة.
فقد يصل إرتفاع الساق الزهرية إلى 10 م.
وهناك زهرة رافليسيا ارنولدي
التي تعيش طفيلية في الغابات المدارية وتستمد غذاءها من جذور نباتات أخرى.
هذه النبته ليست سوى زهرة واحدة قد يصل عرضها إلى 90 سم وتزن 9 كلغ !.
كذلك قد يكون حجم الثمار والبذور كبيرا وأشكالها عجيبة غريبة .
تحتاج ثمار النخيل في جزيرة السيشل إلى ما يزيد على عام واحد لتنضج,كما يمكن
أن يصل قطرها إلا نصف متر ووزنها إلى أكثر من 15 كلغ.
قد يصل طول نبته الروتنغ المعترشة والمنتمية إلى النخيليات إلى 200 م وهي
معروفة بكونها النبته الأكثر شربا للماء.
إذا اقتطعنا منها مترين أو ثلاثة أمكننا أن نستخرج من القسم المقطوع ليترا من
الماء الصافي !
يحفر جذر شجرة الطرفة الصحراوي عميقا في باطن الأرض ليصل إلى عمق
حوالي 50 م.
أما جذور البا أو باب فتمتد أفقيا بحيث تتوسع إلى مسافة 100 م بعيدا عن الجذع!
تنتمي النبته التي تعيش في أعلى الإرتفاعات إلى فصيلة الحزاز الأحمر.
فقد عثر أحد متسلقي الجبال على هذا الحزاز متشبثا بصخور تقع على ارتفع
6600 م.
المصدر: من الحياة
نشرت فى 3 أغسطس 2010
بواسطة sho
عدد زيارات الموقع
26,474
ساحة النقاش