افهمنى .........افهمك
هناك عدة موضوعات اريد ان اتحدث فيها منذ فتره طويله,وهى موضوعات اصلاحية مجتمعية وخاصة بالاصلاح فى المجتمع ,ولكن للاسف الشديد كلما حضرت لموضوع او بحث ,اضطر للاسف الشديد ان اتكلم فى موضوعات اخرى بحكم الاحداث التى لا تنتهى.
الحقيقة اننا كمجتمع مصرى من اشد المجتمعات تنوعا وتبايناً,وهذامايؤدى الى التصادم بين فئات المجتمع المختلفة,وهذا التصادم وهذه المشكلات لا تقتصر على التصادمات الدينية. ولكن للاسف هناك صفه فى المجتمع المصرى شديدة السوء وهى الفهم الخاطئ للدين ,وللاسف من يتصدى للدفاع للدين كثير منهم جهلاء تماما فى الدين ولقد عايشت بنفسى بعضهم,وبرغم انى انسانه متدينة والحمد لله ولكنى معتدلة واعتدالى هذا يؤدى الى ان بعض المتشددين من حولى (وهم للاسف كثر) كثيرا ما يسيئون الى ويتهموننى بالتهاون فى الدين واتعامل بطريقة للاسف غريبه من بعضهن,بالرغم انى بفضل الله على قدر كبير من القراءة والثقافة الدينة والعلم والحمد لله, ولكن تجد احداهن لبست النقاب (امس) تأتى اليوم وتوجه الى النصائح والاتهامات ,اجدنى اضحك بداخلى بأسى والتمس لهن العذر واقول غداً ستتعلم,والحقيقة سبب ذلك انه لا يوجد مؤسسه دينية مقنعه للعامة ,والازهر كان فى فترات كبيرة تابع للسلطة مما ادى الى عدم ثقة احد فيه,فيسمعون لشيوخ جهلاء ويظنون ان تشدد الشيخ من تقواه.
هناك عدة نقاط يجب ان نعترف بها ونكون صرحاء مع انفسنا لينصلح الحال:
- انا نفسى كرهت هذا النوع من البشر وكرهت ملابسهم بشكل تلقائى نتيجة للفظاظة فى الدعوة والتعامل والتعصب ,فمابالنا بالاخوة المسيحيين؟؟
- لقد تربينا على تربيه خاطئة تشككنا دائما فى اخواننا المسيحيين ,بالرغم اننا لم نر منهم الا كل خير وان كان بعضهم فيه اخطاء فنحن اخطائنا اكثر.
وبالتالى انتقل هذا الاحساس الى اخواننا المسيحيين وظل هناك دائما تنافر واحتقان فى العلاقه بيننا وبينهم .
- يجب ان ننظر الى الموضوع من الجهه الاخرى,ونضع انفسنا فى مكان اخواننا ,المسيحيين المصريين صعايدة وغيورين على اعراضهم مثلنا تماما وبصراحة محترمين ,لذلك ماذا ننتظر منهم لو هربت ابنتهم او زوجاتهم؟؟ اريد ان اكون واقعية واصف شعور الآخر ,خاصة وانه فى الفترة الاخيرة زاد موضوع اسلام بناتهن وزوجاتهن,واكيد ليس كل البنات والزوجات اسلمن اقتناعا بالاسلام ,بل بعضهن يهربن من اب قاسى او زوج ظالم.
- من النقطة السابقة احمل المسيحيين مسئوليه كبيرة ,لان منع الطلاق لديهم من الاسباب التى ادت الى ذلك وعلى حد علمى ان البابا يتعنت فى موضوع الطلاق,ولكن يجب ان يوجد حلول لهذا الامر ,لانه ليس من المعقول ان تدفن المرأة حية فى بيت زوج ظالم اويضربها او لايعطيها حقوقها الشرعية فى الفراش ويطلب منها الصبر وهى بشر ,فطبيعى ان تجد ضالتها فى الاسلام وتقتنع به لانه اعطى للمرأة كرامتها وحق الطلاق والخلع,فتهرب من زوجها ودينها الى دين يعطيها الحق فى السعادة والآدمية.
- يجب ان يعترف المسيحيين ان هناك متطرفون مسيحيون كما ان هناك متطرفون مسلمون ويتبرأون منهم والا كانوا مشتركين معهم.
- بعض المسيحيين الذين يستقوون بالخارج يزيدون من الاحتقان خاصة ان هذا الخارج وبالتحديد امريكا اساءت الى المسلمين بكثير من التصرفات الارهابية,وبالطبع نشعر من هذا الفعل منهم بأنهم خونه وهذا يزيد من الدائرة الطائفية ويعرض الوطن للخطر ,ويؤكدون بهذا التصرف انهم غير خائفون على مصر وغير وطنيون ويؤكدون تصرفات الحكومة السابقة باستبعادهم من الكثير من الاماكن السيادية.
- هناك شئ آخر هام يحرك الفتنه من الخفاء ,وهو غرف البالتوك,التى يقوم فيها المسيحيين بسب الاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم بأفظع السباب وانا بنفسى دخلت مرة غرفه لارى ما يقال ,ففجعت من كم القذارة فى الالفاظ والاستفزاز,اقول لهم لماذا تفعلون ذلك؟؟هل تريدون استفزاز المسلمين ( من تحت لتحت) وعندما يقومون برد الفعل تصرخون وتقولون يفعلون بنا كذا وكذا,هل انتم بهذا تخافون على امن الوطن؟؟؟
- هناك نقطة اخرى خاصة باخواننا السلفيين,تعجبت جداً مما حدث ثانى يوم من تنحى مبارك,انطلق السلفيين بصورة غريبه,بعد ان كانوا يرفضون الثورة ويقولون انها فتنه – انطلقوا فى مؤتمرات فى كل انحاء مصر يدعون الى الحكم بالشريعة ,ولقد فكرت قليلا فى هذا الموضوع واغلب ظنى ان ذلك كان بتدبير من امن الدولة لكى يفزع الناس من الاسلاميين وتحدث الكثير من المشكلات كما حدث,اين كانوا فى الثورة وقبلها؟؟حتى ان احدهم ,كان يقول ان الثورة فوضى خلاقة وظل يخرف ويقول كلام غريب ,وبالمناسبة هذا الرجل من اسوأ ممن يدعون السلفيه واظن ان امن الدوله يحركه والله اعلم .
- اخواننا المسيحيين معهم حق فى العديد من القضايا الخاصه بالتمييز فى بعض الوظائف ولكن هم من فعلوا ذلك بأنفسهم نتيجة للعديد من التصرفات التى تدل على عدم خوفهم على الوطن ومع ذلك اظن ان هذا سينتهى ولكنهم لم يصبروا ,ومما افزعهم انقضاض السلفيين على الثورة,وبصراحة نحن ايضا نرفض الكثير من السلفيين الذين يسيئون الى الاسلام,بغض النظر عن الاحداث الخاصة بالكنيسة انا شخصيا اعرف بعض السلفيين منذ عشرين سنة واعلم انهم للاسف يضرون الاسلام ويخرجوه من معناه ويسيئون الى الدعوة.
- نريد الازهر ان يكون هو المؤسسه الدينية الوحيدة التى تجمع الجميع وان نثق جميعا فيه لان هذا فى نظرى انشقاق عن جمهور المسلمين.
هل هناك حل لكل هذه المشكلات؟؟
يجب على العقلاء من الجانبين فهم القضية بوعى وعدم التعميم ويجب ان يفهم اخواننا المسيحيين اننا كمسلمين نعانى من تصرفات الكثير من السلفيين مثلهم تماما وان الحكومة السابقة وامن الدوله كانوا يستخدمون كثير من السلفيين لضرب التيار الاسلامى المعتدل والواعى حتى لا يؤثر فى المجتمع حفاظاً على عرش الطغاة.
المحصلة يجب ان نفهم ولا نعمم ونتعاون بحب فى اصلاح المجتمع ونحلم بمصر الجديدة معاً.
ساحة النقاش