ديمقراطية ام فوضى؟؟
من تعامل مع اى انسان من دولة غربية ديمقراطية,يلاحظ شخصيات ذات اخلاق فى التعامل غير متعصبين لآرائهم يقبلون اراء الاخرين ويستمعون لها.
لو (هرشنا)فى رؤسنا قليلا وتذكرنا ان لنا اصول مشرفة وتذكرنا الاسلام الذى نسيناه ,لوجدنا ان نبينا الحبيب كان يقبل كل الآراء ولا يحقر من رأى احد,وسيدنا عمر وسيدنا ابو بكر كانا دائما على اختلاف فى الآراء , فمثلا فى حروب الردة كان سيدنا عمر رافض لها ولكن بعد نقاش وحوار قامت الحروب بعد قناعة منه واذعان واحترام لقائد الامة ,كذلك فى مسألة جمع القرآن الكريم نزل سيدنا ابوبكر على رأى سيدنا عمر لما رأى انه الصواب للامة.
ان كلمة السر فى الديمقراطية هى التجرد والاخلاص اما كلمة السر فى الاستبداد هى التعصب والانانية.
طبيعى جدا جدا ان نختلف ,لان البشر ليسوا مستنسخين ,انما توجد اختلافات جينية وتربوية وبيئية بينهم,حتى ننجح ونتقدم يجب ان يكون مقياسنا للامور مبنى على العقل والمصلحة العامة ورضا الله تعالى والتجرد من الاهواء ,ليس على دين باطل او عصبية او مسائل شخصية.
اذا كان خالق الكون المتحكم فية لم يفرض على البشر رأى واحد بل ترك لهم حرية الرأى فى امور حياتهم,فلماذا يصر كل منا ان يشرخ جدار الحرية بالتعصب ويهدم الديمقراطية بالانانية.
قال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " هود118-119 .
فلماذا نصر نحن على فرد آرائنا الشخصية القاصرة والبشرية على غيرنا من البشر ونحن متساوون فى كل شئ وليس لاحدنا فضل على الاخر الا بالتقوى والله وحده الذى يعلم ما فى القلوب وهو الذى يحكم عليها و ليس نحن.
ان الكنز الذى نملكة للاسف ضربنا به عرض الحائط وتركناه ولم نستخدمه وربما استفاد منه غير المسلمين اكثر منا,ان القرآن نعمة كبيرة وللاسف قل من يقرأة فضلا عن من يتدبره,ان القرآن اصبح منتهاه ان يحفظه الناس دون فهم او وعى او تدبر .
يجب ان نغير اسلوب تعاملنا مع القرآن ونفتش فى اعماقه عن حلول مشاكلنا ,وحتى الذين يدعون انهم علمانيون اقول لهم اذا كان الغرب الذين تتخذونه قدوه استفاد من القرآن وطبقه ونجح به فلماذا لا تستفيدون انتم منه وانتم تعيشون فى ظل الشرق ودفء الاديان.
علينا ان نفهم الديمقراطية ونتقبل الاخرين بدون تعصب ولا نتهم اى انسان بالعماله بدون بينه.
ان الذى اراه اليوم فى الاعلام هو اكبر دليل على قول القائل اننا غير مؤهلين للديمقراطية .
هل توجد ديمقراطية برأى واحد؟؟
لماذا يحاول طرف فرض رأية على الطرف الاخر وربما فرض رأية على الاغلبيه ,ومحاولة اتهام الاخر بالانانية والمصلحة لمجرد انه رأى رأى يخالفه.
لو عدنا لصندوق الانتخاب ذو ال 99.9% هل هذه ديمقراطية,هل هذا ما تريدونه؟؟
ولكن املى ان هذه الفترة ستأخذ وقتها ان شاء الله ثم يستوعب الناس معنى الحرية والديمقراطية والشورى الحقيقى,وان ما يحدث هو صدمة ما بعد الاستبداد ,لانه من الصعب ان يمارس الناس الديمقراطية ويفهمونها بدون تدريب عليها وبعد ما حرموا منها عقودا طويلة,واتمنى من الله تعالى ان ينير عقل وقلب كل الشعب باذن الله.
ساحة النقاش