كان الشارع يعج بالحركة والحياة ,وكانت علياء تسير عائدة من كليتها مرهقه من عناء يوم طويل ,كانت تحمل حقيبتها فى يدها وتسير وسط الشارع شاردة الذهن تفكر فى الفراش الذى ينتظرها بعد عناء اليوم الطويل,وفجأة وبدون مقدمات مرت بجوارها سيارة مسرعة وقبل ان تفيق علياء من الموقف كانت يد امتدت من السيارة الى حقيبتها فخطفتها من يدها.
وسط ذهولها ووسط مشاهدة كل المارة لما حدث هرب السارق دون ان يتمكن احد من ايقافه,او يحاول فعل شئ.
هذه القصة من بين مئات القصص التى امتلأ بها الشارع المصرى ,فكل يوم نسمع ونقرأونرى عشرات بل مئات الحوادث المشابهة لهذه الحادثة,فضلا عن الجرائم الاكثر عنفاً,فهناك من شوهدت وهى ملقاة على الطريق مقتولة والسبب سرقة ذهبها,وهناك عشرات الامهات المكلومات والاتى لا يستطيع القلم ان يصف مأساتهم, والذين تم خطف أطفالهن وهن لا يعلمن عنهم شيئاً حتى الآن.
سرقة,قتل,نهب,خطف...............مئات المشاهد المكررة والمروعة والتى لم يكن يشهدها الشارع المصرى من قبل بهذه الصورة الفظيعة.
ما الذى حدث فى المجتمع ؟هل السبب كما يقولون هو الفقر والحاله الاقتصادية,هل السبب هو الفلتان الامنى فى الشارع المصرى؟
ما الذى نزع الرحمة من قلوب هؤلاء البشر؟
هل هو الظلم الواقع على الشعب المصرى؟هل هو غياب تطبيق الشريعة وغياب الوازع الدينى فى النفوس؟
فى الحقيقة تباينت الآراء حول كل هذه الاسباب,وان كنت أرى أن السبب هو جميع هذه الاسباب مجتمعة.
ولكننا الآن لا يمهنا الكلام عن الاسباب بقدر ما نريد ان نبحث عن الحلول ,فنحن كمن وجد ناراً تكاد تحرق كل شئ فنحاول اطفائها ولا نبحث عن سببها الا بعد ان نطفئها لنتجنب حدوثها بعد ذلك.
فما علاج هذه الظاهرة؟
فى الحقيقة هناك شقين لحل هذه المشكله ........شق يقع على الحكومة,وشق يقع علينا نحن.........!
الشق الذى يقع على الحكومة بالطبع هو معروف حيث يجب على الحكومة اولا:تأمين الشارع المصرى بصورة مكثفة ,وثانياً:التمكن من محاسبة هؤلاء المجرمين وتطبيق حد الحرابه عليهم وهو عقاب المفسدين فى الارض(أن يقتلوا أو يصلبوا او تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض),بالرغم من قسوة هذا العقاب ولكنى اراه الحل لان الموضوع أصبح ظاهرة وليست جرائم فرديه ,بل ظاهرة تهدد المجتمع المصرى بالدمار,لذلك البتر هو الحل ليعيش المجتمع فى سلام قبل ان يغرق الكل.فيجب إعدامهم فى ميدان عام.
وان قال البعض ان الفقر هو مبرر انا بصراحه لا أراه مبررابداً لأن هناك الكثير من الفقراء الشرفاء والذين يرزقهم الله من حيث لا يحتسبوا ,والفقر ليس هو السبب دائماً لمثل هذه الجرائم البشعة فأحيانا يكون الجشع أو المخدرات من الاسباب .
بالطبع حتى لو قامت الحكومة بهذا الدور سوف تقل هذه الجرائم ولكن الحكومة لن تدخل الى بيوت الناس وتمنع الجرائم داخلها فهناك مئات من جرائم العنف تتم داخل العائلات نسمع عنها كل يوم.
اذن هناك شق آخر يقع علينا نحن وهو تكاتف ايدى المثقفين والدعاة والعلماء لمحاولة تغيير المجتمع ونشر الفضيلة.
بالطبع هذا هو الطريق الاصعب ولكن ذلك لا يعطى المبرر لتركة او اليأس منه ,فهناك مبدأ إسمه التراكم ,فكلما كثر الشئ تراكم وأحدث تغييرا على مر الزمن.وكذلك لو حاول كل منا أن يكون مصلحا فى نفسه مصلحا لمن حوله ناشراً للفضيله فى جميع المجتمعات يجب ان يحدث التغيير باذن الله ولو بعد حين.
بالاضافه الى الدعوة الى الطبقات الغنيه بترك الاسراف ومظاهر البذخ التى توغر قلوب الفقراء وتجعلهم يريدون الحصول على شهواتهم ومآربهم بأى ثمن والتى ترسخ حب الدنيا لدى المجتمع وتجعله يفعل اى شئ فى سبيل ذلك.
فمئات السيارت الفارهه ,بالاضافه الى الاعلام والدراما التلفزيونيه التى تبرز مظاهر الترف فى طبقه بعينها يزيد من هذه المشكله.
بالاضافه الى ان الله تعالى نهانا عن ذلك (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).وكما نعلم فرض الله الزكاة على الاغنياء او الذين يملكون النصاب ,فضلا عن الصدقات التى تكاد تكون واجبه اذا لم تفى الزكاة بحاجه الفقراء ,وللاسف الكثير من القادرين لا يخرجون زكاتهم أصلا,والتى لو أخرجها كل الاغنياء لما كان هناك فقيرا على وجه الارض .
اذن الدعوة يجب ان توجهه الى طبقات المجتمع ككل حتى نحاول الوصول باذن الله الى حل هذه المشكله التى ضررهها يقع على الجميع الغنى والفقير ,لاننا كلنا فى سفينة واحدة وان غرقت فلن تترك احد انما سيغرق الكل.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
ساحة النقاش