فكأنما أحيا الناس جميعاً
بهرنى ما حدث فى تشيلى من انقاذ عمال المنجم الذين كانوا محتجزين ,وتذكرت اهل الدويقة الذين تركتهم حكومتنا المبجلة مدفونون تحت الصخور.
لو كان ذلك حدث فى مصر لتركوا دون ادنى محاولة لانقاذهم.
شهران وهؤلاء العمال عالقون على عمق 600 متر تحت الارض,ولم تتركهم حكومتهم ,بل حافظت على حياتهم وارسلت لهم الطعام والشراب ووسائل الاتصال,حتى وصلت الى الاختراع الذى انقذهم والذى تكلف 22 مليون دولار.
هؤلاء الناس فى نظرى مسلمين اكثر من الذين يدعون الاسلام,فالاسلام فى نظرى افعال وليست اقوال.
فربنا تبارك وتعالى يقول (ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا ).
فالافعال اهم من الاقوال ,لذلك انا لايسعدنى ابداً هذه الموجة المنتشرة من التدين الظاهرى الذى انتشر فى بلادنا لان ذلك لم يأتى بأى نتيجة على سلوكيات المجتمع للاسف الشديد
,بل على العكس فتشدد بعض الناس وهم اجهل ما يكونون بأساسيات الدين,وقد عايشت الكثير من هؤلاء الناس الذى ادى بهم التشدد الدينى الى الاضرار بأبنائهم وبكل من حولهم بدون وعى او فهم.
يجب ان يفهم الاسلام على حقيقته ولا يفهم عن طريق اللعب على اوتار العواطف فقط.
ان الاسلام اسلوب حياة وخلافة الانسان فى الارض,والاسلام رسالة لكل البشر وخيرها يعم على كل البشر ,لا مجرد طقوس ينغلق عليها مجموعة من البشر وفتاوى يحتكرها شيوخ لا يفهمون روح الاسلام فيَضِلون ويُضِلون.
ان ما حدث فى تشيلى ابلغ من مئات الكلمات والكتب فالفعل اقوى من الكلام الاجوف ,وياليتنا نحن من قمنا بمثل هذا.
لو عدنا الى سيرة نبينا الحبيب لفهمنا معنى الاسلام الحقيقى,ان الاسلام لا يحتاج الى هذا الكم من الفتاوى والكتب الممتلئة,انه دين الحب والحياة.(ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا)
ان الله تعالى ارسل رسلا لاقامة العدل على الارض ,ان نبيا ارسله الله فقط لان قومه يخسرون فى الموازين ويغشون.
ان الاخلاق هى رساله الاسلام وجميع الانبياء (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق),وللاسف الانشغال بالشكل عن الجوهر ينسينا الجوهر بل يجعلنا نهتم بأقول الناس عنا ويدفعنا الى الرياء دفعاً,وكان الاجدر بنا ان نصلح الجوهر فينصلح المظهر من تلقاء نفسه.
اتمنى ان يأتى علينا اليوم الذى نفهم فيه جميعا ديننا الحقيقى ونقيم به العدل على الارض ,وفى انفسنا.
ساحة النقاش