مرض الجلد العقدي وهو واحد من أخطر الأمراض التي تصيب الأبقار فيتركها هزيلة مدمرة، الموت خير لها من الحياة..
عرف مرض "الجلد العقدي" لأول مرة في شمال روديسيا عام 1929، ثم في البرتغال عام 1945، وبعد ذلك انتشر في عدد من دول القارة الإفريقية حتى أصبح واحدًا من الأمراض المتوطنة فيها، وحديثًا امتد إلى الجنوب الغربي لصحراء إفريقيا وموزمبيق والسنغال في عام 2001.
كما ظهر في الكويت عام 86 - 88 وإسرائيل عام 1989 والتي كانت أول من عالج هذا الوباء بالإبادة، ولم يسجل هذا المرض في منطقة المحيط الهادي. ولعلّ واحدة من أبرز البلاد المصابة به في 2006 هي مصر.. فهذه هي المرة الثانية فقط التي تصاب فيها بهذا الوباء منذ عام 1988 حينما داهمها لأول مرة.
عبء ثقيل اقتصاديًّا
وبالرغم من أن معدل النفوق من المرض لا يتعدى 1 - 3% من إجمالي الحيوانات المصابة به فإن الأضرار الاقتصادية الناجمة عنه تُعَدّ كبيرة على الثروة الحيوانية؛ وذلك بسبب فقدان الحيوان وزنه بصورة بالغة وتأثر جلده. هذا بخلاف كونه يصبح مصدرًا خطيرًا للعدوى، قد يصيب بها الحيوانات الحلابة الأخرى الخالية من المرض، علمًا بأن نسبة انتشار العدوى قد تصل إلى 85% إذا لم تراعَ الظروف الوقائية اللازمة.
معدل النفوق يزيد بشكل كبير ليس بسبب المرض نفسه كما ذكرنا، ولكن بسبب ضعف المناعة الذي يسببه المرض فتتكالب المضاعفات الثانوية والتي تكون في كثير من الأحيان سببًا في الوفاة.
مرض الجلد العقدي يتسبب في ظهور عقد جلدية صلبة تنتشر في أجزاء الجسم
إن مرض التهاب الجلد العقدي Lumpy skin disease والشهير بـ"اللَمبي" هو مرض فيروسي لا يصيب الإنسان وينتشر في الأبقار من خلال الحشرات الناقلة له كالذباب والبعوض أو من خلال مس اللعاب المصاب أو الأدوات الملوثة.
فترة حضانة المرض تتراوح بين 5 أيام كحد أدنى إلى 28 يومًا كحد أقصى، ويبقى فيروس الجلد العقدي مختبئًا لفترات طويلة تصل إلى عدة أشهر أحيانًا حتى يتوفر الجو والظروف المناسبة لظهور الأعراض مثل مواسم الفصول الممطرة وفصول تكاثر الحشرات.
ويتواجد الفيروس داخل جسم الحيوان المريض لفترات مختلفة، حيث يتواجد في اللعاب لمدة تزيد عن 11 يومًا، وفي البثور التي يسببها المرض مدة تصل إلى 33 يومًا، كما نجده في مني الذكر لمدة 22 يومًا وفي سوائل الأنسجة والدم لعدة أيام. يتواجد المرض أيضًا في لبن الحيوان وفي ملابس ومعدات المتصلين مباشرة به لمدة 6 أشهر إذا لم يتم تعقيمها بصورة صحيحة.
أعراض ومضاعفات
ويبدأ المرض بحمّى شديدة حيث تصل درجة حرارة الأبقار إلى (40 - 41) درجة مئوية مؤقتة أو مستمرة لمدة أسبوعين. ثم بعد ذلك تظهر عقد جلدية صلبة تنتشر تقريبًا في معظم أجزاء الجسم يصل حجمها بين 1 - 5 سم في القطر تنفجر بعد ذلك تاركة قرحًا غائرة تتكون عليها بعد فترة قشور صلبة، وهي قرح مؤلمة للغاية وخاصة فى بعض الأماكن كفتحات الأنف، والظهر، والقدم، والذيل، وفي منطقة الجهاز التناسلي.
كما يصاب الحيوان باكتئاب وفقدان للشهية مصحوبًا بزيادة في الإفرازات الدمعية والمخاطية، ويصاب الحيوان أيضًا بالعرج بسبب الالتهابات وتنخر الأوتار، وإذا ما أصيبت الأوتار والمفاصل بعدوى ثانوية فسيصبح هذا العرج دائمًا.
ومن ضمن مضاعفات المرض الإصابة بالبكتيريا اللاهوائية، وطفيليات الدم، وإصابات الجهاز التنفسي، ومضاعفات ثانوية للتقرحات الجلدية، هذا فضلاً عن الفشل أحيانًا في الاستجابة للقاح.
كما أثبتت بعض الأبحاث وجود الفيروس في الأجنة داخل الرحم، خاصة في مراحل الحمل الأخيرة، وقد تؤدي العدوى الثانوية أيضًا إلى التهابات الرحم والإجهاض، والعقم الدائم لدى الذكور والإناث.
ويعتمد التشخيص على الأعراض الإكلينيكية، إضافة إلى مدى وبائية المرض في البلاد المستوطن فيها، ويجب التأكد من التشخيص وذلك بعزل الفيروس من بعض أنسجة وخلايا الحيوان المصاب، وفحصها بالميكروسكوب الإلكتروني؛ وذلك لأن هذا المرض يتشابه في أعراضه مع أمراض كثر تصيب الحيوانات، مثل أنواع من حساسية الجلد، فيروس "الهربز"، القراع والأرتيكاريا ولسعات الحشرات، كذلك الالتهاب الجلدي الفطري والتهابات الفم المختلفة.
في مواجهة المرض
عدة خطوات لازمة إذا ما تواجد المرض فى أي مكان لا بد أن تأخذ في الحسبان، منها:
1- حجر صحي صارم على المناطق المصابة بحيث لا يخرج ولا يدخل إليها أي حيوان، وهو الأمر الذي لا يحدث بشكل صارم في كثير من البلدان الإفريقية.
2- حرق الجثث المصابة بصورة صحيحة من قبل متخصصين.
3- تعقيم المزارع المصابة بما فيها من معدات وعاملين باستخدام مادة الأثير 20%، الكلوروفورم والفورمالين 1%، والفينول 2%، وبعض الأحماض والقلويات الضعيفة.
4- البدء الفوري في علاج الحيوان المصاب لتقليل الخسائر وتناول التحصينات المناسبة وخاصة للمزارع المجاورة.. وهناك نوعان من اللقاحات خاصة بهذا المرض قد تعطي المناعة لسنوات أو ربما للعمر كله، كما تستخدم المضادات الحيوية لمكافحة العدوى الثانوية المدمرة.
وقد توفر الحكومات على نفسها كل هذا العناء إذا ما منعت استيراد الحيوانات الحية إلا إذا كان لها سجلات وتواريخ معلومة، مثل ما يحدث في البلاد الأوروبية، فلا تدخل لبلادها حيوانات حية من هذه الأماكن الموبوءة، حيث يتم ذبحها كلها في مذابح بالمواني نفسها، وهو بالطبع ما لا يحدث في كثير من البلدان خاصة النامية، حيث لا توجد في تلك البلاد هذه المذابح المأمولة قريبة من المواني، وينتقل الحيوان إلى مذابح بعيدة ناشرًا المرض في طريقه.
المصدر: النشرات الارشادية لهيئة الخدمات البيطرية - مصر
نشرت فى 12 ديسمبر 2010
بواسطة sheep
عدد زيارات الموقع
432,302
ساحة النقاش