وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة نفت فرض ارتداء الحجاب على الطالبات

رغم نفي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في غزة صدور أي قرار بفرض الجلباب على الطالبات في المدارس الحكومية، إلا أن ردات فعل المنظمات الحقوقية والتنظيمات الفلسطينية لازالت شديدة إزاء ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة بقرار شفهي من مديري المناطق التعليمية في غزة لمديري مدارس البنات، ما حذا بالعديد من الطالبات في التفكير جدياً نحو الالتحاق بمدراس خاصة، بعيداً عن المدارس التي تتحكم بها وزارة تعليم غزة.

وقال خالد راضي الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في غزة لـ"العربية.نت": إن وزارته لم تصدر أي قرار بفرض الجلباب والحجاب على الطالبات. وأضاف "قرار الوزارة واضح بعدم إلزام الطالبات بزيّ معين".

واعتبر راضي أن ما صدر عن بعض المديرات في مدارس غزة هو "اجتهاد فردي من قبل بعضهن". وأكد أن وزير التعليم الدكتور محمد عسقول قام بمراجعتهن شخصياً، لأن تصرفاتهن ليس لها علاقة بقرارات الوزارة المقالة. لكنه استدرك بالقول إن هدف المديرات من فرض الجلباب هو "لمصلحة الطالبات، مع العلم أن الغالبية العظمى من الطالبات يرتدين الحجاب ضمن قناعات خاصة بهم".

لكن طالبات أكدن لـ"العربية.نت" أن مديرات ومدرسات هددن الطالبات في حال عدم ارتداء الجلباب، بعواقب لم يحددنها.

وفاء محمود طالبة في الصف الثاني عشر، أخذت تهديد المدرسات لهن على محمل الجد، واضطرت لأن تلبس الجلباب خوفاً من عواقب رفضها للقرار.

وقالت الطالبة وفاء إن مديرة المدرسة طالبت البنات بضرورة لبس الجلباب وإلا سيكون لها عقاب، لم توضحه. لكنها أشارت إلى أن القرار يبدو داخلياً. لكنها أكدت أن كل إداريي ومدرسي مدرستها هم من السيدات، في إشارة إلى تأنيث مدارس الفتيات، أي منع عمل المعلمين في تلك المدارس واستبدالهم بمعلمات.

وانتظمت الدراسة في قطاع غزة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، بخلاف مع وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية التي قررت بدأ العام الدراسي في الأول من سبتمبر. وهو ما فسّره مراقبون بأن هذا العام سيشهد خلافاً تعليمياً كالسنتين السابقتين.

وكانت وزارة التربية والتعليم في حكومة غزة نفت أي حديث عن فرض ارتداء الحجاب على الطالبات. وقالت في بيان لها وصل لـ"العربية.نت" نسخة عنه: "المجتمع الفلسطيني ملتزم بطبعه ولا يحتاج إلى قرارات تفرض عليه".

وأوضحت أنها "ليست بحاجة للدفاع عن قرارات لم تتخذها، وهي أيضاً ليست بحاجة للتراجع عن قرارات تصدرها وفق ما تراه مناسباً للمصلحة التربوية والعامة، وهي لن تخجل من المُضيّ قدماً في أي قرار تتخذه، مع تأكيدها على عدم وجود قرار في قضية الحجاب".

واعتبرت الوزارة أن إثارة هذه الضجة مع بداية العام الدراسي الجديد تستهدف النيل من نجاح وزارة التربية والتعليم في غزة بتجاوز قضية المعلمين المستنكفين.

وقالت الطالبة دعاء إن مديرة مدرسها أخبرتها بضرورة لبس الجلباب. وأضافت "أنا أرتدي الزي المدرسي العادي، وهي تنورة وقميص جينز أزرق غامق وأضع منديلاً على رأسي، لكن ذلك لم يعجب المديرة".

وتخشى دعاء أن تعمد المدرسات المحسوبات على حماس إلى رسوب الطالبات اللاتي لم يلتزمن بلبس الجلباب. وقالت "سيكون نهج محبط جداً ومهين للجميع، عندما نبتعد عن العلم ونفكر فقط في الجدال وردود الأفعال".

ومنذ العام الدراسي الماضي، اضطرت وزارة التربية والتعليم إلى الاستعانة بمدرسين حديثين، بعد استنكاف أكثر من 4000 مدرس من غزة عن العمل، بسبب التنقلات التي قامت بها الوزارة ضد مديرين ومدرسين محسوبين على حركة فتح.

من ناحيتها، أعربت فصائل فلسطينية عن رفضها لفرض قرار الحجاب على الطالبات. ودعا نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إلى حملة شعبية لمواجهة ممارسات حركة حماس التي تستهدف الحريات العامة وانتهاك القانون، وصبغ المجتمع برؤيتها الخاصة، معتبراً أن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع تعددي يقوم على احترام الحريات العامة.

وقال غنيم "لا يجوز لحركة حماس ولا لغيرها أن تلجأ بطرق مباشرة أو غير مباشرة لفرض بعض الاجتهادات التي توحي وكأن قيم وتقاليد ومسلكيات العامة تتعارض مع القيم الإسلامية". وأكد أن القيم الإسلامية النبيلة ستبقى مكوناً أساسياً للشخصية الفلسطينية.

من جانبها عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن قلقها البالغ من إجراءات فرض الجلباب على طالبات الثانوية بقطاع غزة، وتأنيث مدارس البنات وإخلائها من المدرسين الأكفاء. وأكدت الجبهة في بيان صحافي وصل "العربية نت" نسخة عنه، أن مثل هذه الإجراءات "تحدث شرخاً في النسيج المجتمعي الفلسطيني وستنعكس سلباً على أوضاع التعليم، وتعتبر تعدياً صارخاً على الحقوق الإنسانية التي كفلها القانون، فلا يوجد أي بند في القانون الأساسي الفلسطيني يتيح لأي جهة كانت فرض رؤيتها على المجتمع الفلسطيني، خاصة أن المجتمع الفلسطيني متعدد الاتجاهات والميول والمذاهب".

وأشارت الجبهة الشعبية إلى أن حماس بدأت فعلاً في تطبيق ما يمكن اعتباره "قراراً غير معلن" بفرض الزي الشرعي وارتداء الجلباب في مدارس المرحلة الثانوية. وشددت على ضرورة إبعاد التعليم والطلبة عن التجاذبات والصراعات السياسية التي تعصف بالداخل الفلسطيني.

ولم تستبعد مصادر فلسطينية مطلعة أن تكون حماس أصدرت قرار فرض الزي الشرعي على طالبات الثانوي، لكنها تفضل عدم الإعلان المباشر لهذا القرار، لتجنب اتهامها من قوى غير إسلامية في قطاع غزة بأسلمة المجتمع الغزي بالقوة.

واليكم هذا المقال بالصوت والصورة

shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى 0020882335773

  • Currently 143/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
42 تصويتات / 1005 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2009 بواسطة shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى

shahygelbab
شاهى للجلباب الشرقى تاسس عام 1994 م »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

581,106