منذ شهور نشرت الصحف صورا لعقد قران كبرا، ابنة السيد عبد الله جول رئيس الجمهورية التركية بحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعقيلته وعدد كبير من المدعوين، واهتمت هذه الصحف بالتعليق على ثوب الزفاف الأبيض الجميل الذي ترتديه العروس”، الذي غطى كل أجزاء الجسد والرأس”، وقبلت يد أبيها في حنو رقيق. وهي صورة كاد العالم ينساها أمام نماذج حفلات الزفاف الحالية التي تتم في أسر مسلمة يتم في فعالياتها التقليد لحفلات النموذج الغربي من لباس أقرب إلى التعري منه إلى لباس ساتر للجسد”، ناهيك عن حفلات الرقص المختلطة وتناول المسكرات”، بل في بعض منها ولقلة شاذة تم فيها التعري من الملابس أمام المدعوين!

ولا ننسي صورة زوجة الرئيس التركي عبد الله جول مرتدية الحجاب ومحتفية بكونها أول امرأة محجبة تدخل القصر الرئاسي في تركيا منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية وإعلان العلمانية على يد كمال أتاتورك.

 

هاتان الصورتان تحملان ألف معنى”، فهما من جانب توضحان الصورة المناقضة لكل ما شاهده الجمهور الذي تابع المسلسلات التركية السيئة في الفترة الأخيرة”، التي يتم من خلالها تمرير جميع المخالفات الشرعية التي تمثل الخلل في العلاقات الشرعية بين الرجال والنساء”، وتظهر أن جرائم الزنا كأنها عمل طبيعي لا غبار عليه!

- من ناحية أخرى”، أن زوجة الرئيس التركي السيد عبد الله جول وابنته مثالان متميزان لحفاظ المسلمة على حجابها واحتشامها في مناخ عولمي يشن هجمات متتالية لإسقاط حجاب المرأة المسلمة تحت ذرائع واهية”، وكتابات سخيفة يدعون فيها أن الحجاب امتهان لمكانة المرأة المسلمة وعزل لها”، وهناك عديد من الكتب والدراسات التي تكرس التخلي عن الحجاب وتحرض المتحجبات على التخلي عنه انتصارا لكرامتهن (كما يدعون)!

 

- ومن المهازل ما نشر منذ عام تقريبا عندما أطلق بعض السفهاء حملة لإسقاط الحجاب في بعض المدونات على شبكة الإنترنت”، ردا على مطالبة أحد المواقع إحدى المطربات المشهورات بالتعري الفاضح بالتحجب والتستر! ولهذا جند شياطين الإنس الذين يتاجرون بجمال المرأة وبتحويلها إلى سوق نخاسة حديثا تحت ستار كاذب يدعي الدفاع عن حريتها الشخصية في أن ترتدي ما تريد! وهم في الواقع المستفيدون من العري المحموم. واستعانوا بصور لرئيس سابق لإحدى الدول العربية وهو يخلع حجاب إحدى النساء المسلمات!

 

- ودائما من يهاجم الحجاب يورد أن المطالبة بالحجاب هو تدخل في شؤون النساء الخاصة وإرهاب فكري، وأن هؤلاء الأصوليين المتشددين لا هم لهم سوى تكميم المرأة وحرمانها من حقوقها الشخصية والاجتماعية والدينية. ولا أعرف كيف أن الحجاب سيحرم المرأة من هذه الحقوق؟ ولماذا النساء غير المحجبات في مختلف دول العالم وقد خلعن الحجاب إذا كان الحديث عن مجتمعات إسلامية أو لا يرتدين الحجاب أصلا لأنهن لسن مسلمات”، وفي مجتمعات غربية لا يتحجب فيها سوى الراهبات بصفتهن (راهبات) ولا نجد من ينتقدهن لأنهن يرتدين اللباس الأسود الساتر والفضفاض ويغطين شعورهن أيضا!! لأن جزءا من شعارات من يهاجم حجاب المرأة المسلمة من الجنسين معا يرددون أن شعر المرأة ليس رمزاً جنسياً تخجل منه، وجسدها ليس مسرحا لتهيؤ شهوانية، وأنها كائن سام بشعرها وجسدها!

 

- بل ادعوا لأنفسهم حق الفتوى الشرعية الدينية”، وهم شرذمة من العلمانيين من مختلف الجنسيات وقالوا: إن الحجاب لم يكن يوما فريضة دينية أو ركنا من أركان الإسلام. ولأنه رمز استعباد المرأة، وطالبوا بأن يكون هناك يوم في السنة”، وهو يوم المرأة العالمي”، يوما لنزع الحجاب، لتوعية المخدوعات بشعارات الإسلاميين بخطر مشروعهم في اضطهادها وتحويلها إلى عورة ونصف إنسان، وتضامنا مع اللاتي يجبرن على وضع هذه الخرقة (قطعة قماش) على رؤوسهن” ..

بل إن إحداهن كانت تطالب بنزع الحجاب لأنه إرث كنسي وليس من الإسلام! وقالت أيضا في لقاء تلفازي معها: إنه تمييز ضدي بصفتي امرأة مسلمة أقرأ القرآن وأفهم ديني ومن تتحجب فإنها تمارس (تمييزا ضدي وتظهرني أني غير مسلمة)! هل وجدتم أسوأ من هذا التبرير؟ بل ذكرت أنها ستقتل ابنتها إذا تحجبت في يوم ما! رغم أنها كانت في ذلك اللقاء تعتقد أن الحجاب يفرض على النساء وتطالب بإعطاء المرأة حريتها في أن ترتدي الحجاب أو لا ترتديه! عندما حاصرتها المذيعة بالأسئلة حول هذا التناقض في الموقفين لم ترد وصمتت”، ذلك لأن ما تخفيه نفسها الأمارة بالسوء أدانها أمام جمهور المشاهدين.

ولست أستعرض هذا الموقف لأبرهن شرعية حجاب المرأة المسلمة”، من خلال ثرثرتها ولكن أوجهها رسالة لمن يهتدي بهديها ويجد فيها نموذجا للكاتبات الرائدات كما يقال!

 

- نحن بصفتنا نساء مسلمات ندرك تماما أن الحجاب (فرض على المرأة)، وهو أمر رباني بستر زينتها بما في ذلك وجهها وصدرها وسائر زينتها، لقوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) والخمار هو ما يتدلى من الرأس فيغطي الوجه، وكذلك الجلباب وهو الرداء الذي تستر به نفسها فلا يبدو منها شيء. وقال تعالى: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب) فهو إذن حماية للمرأة حتى لا تكون عرضة للأذى من الشهوانيين من الرجال وكان ذلك سببا في كثرة الفواحش من الزنا ومقدماته”، وما حالات التحرش الجنسي التي تشتكي منها معظم المجتمعات إلا إحدى النتائج لعدم حجاب النساء وتسترهن وابتعادهن عن إظهار مفاتنهن”، وهناك عديد من الدراسات التي تثبت ذلك ومنشورة في مواقع الإنترنت أو مراكز البحوث والدراسات لا فرق في ذلك المجتمعات المسلمة أو غير المسلمة.

 

- وعندما يذكر الحجاب فإن هذا لا يعني غطاء الشعر فقط وارتداء البنطال الضيق والبلوزة اللاصقة بالجسم! فهذا ليس الحجاب الشرعي”، وهو مع الأسف المنتشر حاليا لدينا هنا وفي بعض مجتمعاتنا الإسلامية”، ولنا الهدي الرباني في شروطه لقوله تعالى: "يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"“، أي (استيعاب جميع البدن إلا ما استثني).

فهل نتبع الهدي الرباني لحياة آمنة للنساء أم نتبع نعوق الآخرين الذين لا يفرقون بين التشريع الإلهي والخروج عليه لإرضاء النفس الأمارة بالسوء

المصدر: شاهى للجلباب الشرقى
shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى 0020882335773

  • Currently 145/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
43 تصويتات / 1891 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2009 بواسطة shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى

shahygelbab
شاهى للجلباب الشرقى تاسس عام 1994 م »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

590,313