جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أصلا جميع المنسوجات تصنع من ألياف طبيعية مثل القطن، الصوف، الموهير، الكتان، و الوبر . و هي كلها متوفرة بشكل ألياف لها أطوال محددة يجب تحويلها إلى غزول قبل أن تتحول إلى أقمشة. و لقد كان الحرير أول شريط أحادي له كتلة أو قوام. و على امتداد سنوات كان لدى العلماء هاجس لانتاج حرير" صناعي " . و تحقق ذلك في أواسط الـ 1800 ـات، حينما تم إنتاج الرايون من محلول سيللوزي يعاد تصنيعه تحويليا بشكل أشرطة رفيعة براقة تشبه الحرير. و أعقب ذلك فورا إنتاج الأسيتات المجهز من تحويل السيللوز مع الخلات اللامائي ( 2 ) ثم " الغزل الجاف " انطلاقا من المحلول المكثف، و ذلك بغاية استنباط المذيب الأسيتوني العضوي.
هذه التطورات وضعت الأساس العلمي الذي قاد والاس كاروثيرز العامل في شركة دو بونت لاختراع ألياف و غزول النايلون و ألياف البوليستر. و تحت ضغط التنافس في تلك الأوقات، انتحر كاروثيرز على خلفية اعتقاده أن جهوده أخفقت، و لقد كان مديره غير سعيد بما حققه على وجه الإجمال. و لكن النايلون، كان و لا زال، نجاحا مذهلا على المستوى التجاري. إنه ينتج أليافا تتمتع بمتانة أكبر، و مقاومة أعلى للاحتكاك، و مرونة مع تجاعيد عكوسة، و هو من السهل العناية به بالمقارنة مع المواد الليفية السابقة. و إن الجوارب النايلونية المصنعة بآلات التريكو نجحت في أسر قلوب الجماهير الغفيرة بجمالياتها المبهرة. و خلال الحرب العالمية الثانية كان من الممكن تبادل و بيع أي شيء له قيمة مقابل زوج من جوارب السيدات النايلونية.
و أدت متانة النايلون العالية إلى استخدامه في صناعة الدواليب فحل محل أسلاك الرايون. و هذا كان من نتائج التسويق الذكي و ليس لتفوق النايلون على الرايون. و على أية حال، إن مشكلة التسطح المحلي الناجمة عن تدعيم الدواليب بالنايلون و التي لم تتحرك طوال ليلة بكاملها دفعت المنتجين لاستخدام التدعيم بالزجاج، أو الفولاذ، أو البوليستر. و كذلك إن تقدما واضحا في تكنولوجيا الألياف تحقق في فترة تمتد من 1930 إلى 1950 . و هذا يعود لاختراعات الألماني كارل زيغلير ( 3 ) في منتصف الـ 1950 ـات . بذلك صنع العتبة للدخول إلى عصر جديد شاهد تقدم الألياف النسيجية. لقد اكتشف زيغلير طريقة انتاج بوليميرات جزيئات الإثيلين، و كانت في ذلك الوقت من نفايات مصافي النفط. و البوليمر هو أي مادة تتألف من جزيء عملاق قوامه جزيئات أصغر من نفس المادة. و إن الوزن الجزيئي للبوليمير يعطي فكرة عن عدد الوحدات البنائية التكرارية المتربطة في سلسلة واحدة. على سبيل المثال، الوحدة الأساسية ( و تدعى مونومير ) لغاز الإيثيلين ( ch2 = ch2 ) لها وزن جزيئي يبلغ 28، و لكن 10 وحدات مترابطة طرفيا لتشكل البوليمير 10( ch2 = ch2 ) لها وزن جزيئي يبلغ 280 مع درجة بلمرة هي اسميا 10.
اكتشف زيغلير مادة تحرض على تشكيل البولي إيثيلين بوزن جزيئي مرتفع . و بضخ غاز الإيثيلين في هذا المحرض على الانتشار، ينتج بوليمير الإيثيلين، البولي إيثيلين و الذي من السهل تصنيعه عن طريق صهره، و إن مواصفات انصهاره عالية بالمقارنة مع الشموع ذات الوزن الجزيئي المنخفض التي كانت تستخدم سابقا في إغلاق القوارير لتخزين الاحتياجات المنزلية. و لكن طبيعة زيغلير المطمئنة قادته إلى المصاعب. فقد شارك على سره بخصوص المحفز الكيميائي، خوليو ناتا ( 4 )، و هذا غادر إلى يطاليا، و استخدم نفس المحفز و نظامه في بلمرة غاز البروبلين لانتاج البولي بروبلين ( 5 ) . إن الإيثيلين و البروبلين وحتى الوقت الحالي كانت من نواتج نفايات تنقية النفط. و أنواع البوليميرات التي تشكل من كليهما يدعى البولي أوليفين المنتظم. و إن إمكانية تحديث هذه الغازات الرخيصة و تحويلها إلى مطاط ( بلاستيك ) و ألياف حازت على الدعم الفوري من شركات النفط و التي قدمت النفايات و حققت منها أرباحا طائلة. و هكذا دخلت في نطاق صناعة المنسوجات انطلاقا من بوابة تصنيع الألياف.
و انتهى الأمر بين زيغلير و ناتا، رفاق الأمس، إلى قطيعة تامة. و تلقى ناتا جائزة نوبل لاختراعه البولي بروبلين المنتظم. و حصلت شركة فيليبس للصناعات النفطية ( 6 ) على براءة الاختراع لانتاج البولي أوليفين المنتظم على نطاق تجاري و لكن، أساسا، بأسلوب مختلف كليا عما كان يجري في المختبر. و إن استخدام البولي بروبلين يعتبر حاليا من لزوم السجاد و الأثاث المنزلي و مفارش و أثاث الهواء الطلق، حيث يمكن بسهولة التخلص من الرذاذ و البقع بواسطة الماء و الصابون.
تقدمت صناعة المنسوجات فيما بعد و أصبح البولي بروبلين مضادا للبل، وأمكن غزل ألياف ذات أساس شمعي و ناعمة. و إن الألياف المصنعة بنفس الطريقة تمتص المياه مثل الألياف الطبيعية. مثل هذه الألياف الناعمة تستبقي من السوائل مقدارا تسمح به الفراغات الشعرية بين الألياف كما تفعل الألياف الطبيعية حين تمتص السوائل و تحتفظ بها في بنيتها الذاتية. و اليوم، إن الثياب الداخلية المخصصة لبلاد ذات حرارات منخفضة، يمكن ارتداؤها على الجلد لتحافظ على جفاف الجسم، فهي تتخلص من نتائج التعرق بواسطة الفراغات الشعرية ثم عن طريق طبقة خارجية أكثر قدرة على الامتصاص.
المصدر: شاهى للجلباب الشرقى
شاهى للجلباب الشرقى
0020882335773