لفنان السوري جمال سليمان في أحد أدواره لابساً الزي المصري التقليدي
بات الجلباب المصري أو الجلابية التي اعتدنا رؤيتها في الأفلام القديمة أو المناطق الشعبية في الأفلام الجديدة محل اهتمام وسائل الإعلام المصرية مؤخراً بعد أن سلط عضو مجلس الشعب المصري مصطفى الجندي الضوء عليها عندما طالب بجعلها زياً رسمياً للمصريين جميعاً.
ويقول مصطفى الجندي الذي يملك أسباباً دفعته إلى هذه الخطوة، "لأي مكان في العالم زيه القومي إلا مصر، كما أن من يرتدي الجلباب في مصر ممنوع من دخول أكثر من 70 بالمائة من الأماكن العامة بها، وهذا شيء غير دستوري وغير إنساني في بلد يرتدي ما يزيد عن 70 بالمائة من سكانه الجلباب".
وأضاف الجندي قائلاً، "كما أن الجلباب البلدي عندما يرتديه جورج أو محمد لا يظهر الفارق بينهما، ولكن بسبب الحرب على الجلباب ظهرت أنواع أخرى مثل الجلباب السعودي والأفغاني والباكستاني والعماني وغيره".
وأشار الجندي إلى أن كل من هذه الجلابيب جاءت بثقافتها، وهذا أمر غير مقبول. وتابع الجندي قائلاً، "إن 70 بالمائة من المصريين في البلاد العربية يرتدون الجلباب فلماذا لا يرتدون الجلباب المصري؟ لماذا نرتدي جلباب بلد آخر؟ إنها فكرة الهوية".
ومضى الجندي يقول، "إن الجلباب البلدي يدخل البرلمان المصري، ويحترم ثم لا يدخل الأوبرا أو الفنادق وبجوارها جلباب آخر سعودي داخل إلى الأوبرا أو الفنادق".
معارضة
وجوبهت الدعوة باعتراضات من رجال كثيرين، وفي هذا الإطار يقول رجل الأعمال شريف سعد، "لا تعليق على ذلك، هناك الكثيرون ينامون ويستيقظون صباحاً بأفكار لا يجب أن يعلق عليها الناس لأنه لا قيمة لها".
وقال المدرس عبد السلام منير، "كيف تحكم علي بارتداء شيء لا أريد أن أرتديه؟ ومن قال، إن أولاد البلد في مصر هم الذين يرتدون الجلباب، أنهم يرتدون القميص والبنطلون والبدل وكل شيء".
وتساءل منير قائلاً، "كيف ألبس الجلباب؟ كيف أسير؟ فأنا لا أعرف كيف ألبس الجلباب، وأنا لا أرتديه إلا يوم الجمعة في الصلاة من أجل المظهر العام لا أكثر، ولكنني لا أعرف كيف ألبسه؟ إنني أتعثر فيه".
وانضم الصوت النسائي للمعترضين على الدعوة، وفي هذا الإطار تقول الصحافية هبة القدسي، "إنه من الأفضل لعضو مجلس الشعب أن يطالب بمشروع قومي للمصريين جميعا بدلاً من زي قومي لهم".
وتساءلت القدسي عن فائدة وجود زي قومي للمصريين قائلة، "هل هويتنا اختزلت في الجلباب؟ إن هويتنا تتطور مع تطور الحياة، ولا يمكن حصرها في هذا الزي أو ذاك ،وليس تقليدا للغرب ارتداؤنا للبدل أو الفساتين، لأن العالم كله يعيش بهذه الطريقة".
الجانب المؤيد
ولكن هناك من له رأي مختلف تماما، وتقول المهندسة دعاء صالح، "إنها ليست فكرة سيئة أن يكون الجلباب زياً قومياً للمصريين".
وأضافت صالح قائلة، "عندما ارتدى الممثل السوري جمال سليمان الجلباب المصري كان جذاباً، فالجلباب ليس سيئاً في حد ذاته، وأن يكون له احترامه أمر جيد".
وبينت صالح، إنها لا ترى فرقاً بين الجلباب العربي والجلباب المصري.
وتساءلت صالح، "لماذا من حق الجلباب العربي أو الخليجي التعامل باحترام وكأنه زي رسمي لبلد ولا يحظى الجلباب المصري بذات المعاملة".
وتابعت صالح قائلة، "ولكن لا يعني ذلك أن الجميع سيرتدي الجلباب فهناك حرية شخصية، ومن حق أي إنسان أن يرتدي ما يريده، ولكن يجب أن يكون الجلباب خيارا متاحا".
ولكن أياً كانت النتيجة التي ستسفر عنها هذه الدعوة فالمؤكد أنها أعادت تسليط الضوء على زي مصري عريق عبر عن ثقافة مصرية خالصة عبر العصور، وتجاوز هذا الزي الفوارق الجغرافية والدينية والثقافية.
