جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قائمة هي قيامة وزير الثقافة في مصر، عندما اشار الى غطاء رأس المرأة في مصر على انه «عودة الى الوراء» او نقل لعادات دخيلة غريبة عن الثقافة المصرية، ودخل الوزير في حيص بيص، واتسعت الرقعة عن الرتق، ودخل المجتمع المصري في حوار لا يستطيع الانسان وصفه، ولكن مؤشراته كلها تدل على ثقافة أحسن ما يقال عنها إنها ثقافة فاشلة، يختلط فيها الحابل بالنابل، وتخلو من اي معايير تحكم الحوار، علمية كانت أم دينية، حوار هو المعادل الموضوعي لأغاني شعبان عبد الرحيم، اي بعد اي مقال تقرأه، لا ينقصك الا ان تضيف في آخره... وإإإإيه.
بما أنني لست عالم دين لا أستطيع الحديث في موضوع غطاء رأس المرأة أو وجهها، الا من زاوية سياسة واجتماعية او تاريخية، وبما أن الوزير تحدث عن المرأة وهو رجل سياسة، فلا بد من الحديث عن سياسة الملابس عامة في مصر، بما يشمل الرجال والنساء. وبداية لو نظرنا الى الاعلانات المنتشرة في الشوارع لوجدنا ان جميعها في مستوى نظرنا، فلا تجد اعلانات في مستوى الوسط او الارجل او الاقدام، اذن رأس الانسان وفي كل الحضارات تقريبا كان ولا يزال هو موضع اللوحة الاعلانية، سواء تاج الملك او الملكة، او طربوش الشيخ او الباشا، او قبعة الرجل أو المرأة في الغرب، او غطاء رأس المرأة في الشرق او عمامة الرجل في صعيد مصر، حيث اكتب هذا المقال هذه المرة، او غترة وعقال الرجل في بلدان الخليج، وتزيين هذه النقطة العالية من الجسد بالزمرد في حالة مهراجا الهند او الماس والياقوت في حالة ملكة بريطانيا، او نوع القبعة وتصميمها في حالة السيدات الغربيات، جميعها رموز اجتماعية تدل على تميز لابس هذه العلامة طبقيا او قبائليا، الى غير ذلك من نوعية التقسيمات الاجتماعية. وبعيدا عن أي تحليل او تحريم ديني بقي رأس المرأة في بلاد الشرق، وكذلك رأس الرجل ايضا، كلوحة الاعلانات، تزال الاعلانات والرموز مع قدوم كل نظام جديد سياسيا كان ام اجتماعيا.
المصدر: شاهى للجلباب الشرقى
شاهى للجلباب الشرقى
0020882335773