الزي المغربي التقليدي أو ما يعرف محليا بـ"القفطان" أو "التكشيطة" باللهجة المغربية يعُتبر رمزا للتقليد والإبداع المغربي على حد سواء. وتأتي شعبية الزي سواء في الداخل أو الخارج من أناقته وبساطته.
يعتبر "القفطان" المغربي من أقدم الألبسة التقليدية، إذ يعود ظهوره إلى العصر المريني، لكنه انتشر في الأندلس، حسب بعض الباحثين، بفضل الموسيقي "زرياب" في بداية القرن 19، الذي كان يرتدي هذا الزي، حينما انتقل إلى الأندلس.
ويعتز المغاربة بقفطانهم كأحد رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بأصالتها، ومهما تعددت أنواع الأثواب وجودتها تبقى للتكشيطة خاصيتها التي لا محيد عنها وهي مفخرة النساء من جميع الطبقات.
وتكتسي التكشيطة أهمية خاصة لدى الخياط التقليدي الذي لازال يبدع في تصميمه. وتجد أن المغربيات ما زلن يفضلن اللجوء إلى الخياط عوض المصممات الحديثات.
"نراعي دائما في تصاميمنا المختلفة، التقاليد المغربية، والإبداع في الألوان، وفي أصناف التطريز الذي يحمل خاصية كل المناطق المغربية، كما أن البساطة في التفصيل تبقى هي المهيمنة في كل الأزمنة" هكذا أخبرنا محمد، وهو خياط معروف بإتقانه للتكشيطة المغربية، في أكبر متاجر الملابس التقليدية بالدار البيضاء.
وتقول فاطمة بشري، ربة بيت،: "لا يمكن أن أستغني عن خياطي الذي يتقن تفصيل قفاطيني. لقد تعرفت عليه حين تكلف بإعداد كل فساتين زفافي، ووجدت أنه، رغم اتباعه الفصالة الحديثة، فهو يحتفظ بالخصوصية المغربية في القفطان المغربي. فضلا عن أنه غير مُكلّف كما هو الأمر بالنسبة لبعض الخياطات الحديثات اللواتي أصبحن يخرجن القفطان المغربي عن المألوف ليجعلوا منه قطع متعددة تكلف الكثير من الثوب ومن المال".
ولم تستطع المغربيات رغم حداثتهن وإتباعهن الموضة من التخلص من القفطان أو التكشيطة في الأعراس، وتعويضها بفساتين السهرة التي ترتديها مثلا الفنانات. في حين تبقى القليلات ممن ترتدين هذه الفساتين محط نظرة استغراب وليس إعجاب في الأعراس التي تحضرها.
وتتميز الخياطة التقليدية للقفطان المغربي بانتمائها إلى مناطق مغربية مشهورة. فالخياطة الفاسية تتميز بأصالة عريقة تمزج بين أصالة الإتقان وخيوط "الصقلي" المترقرقة باللمعان والتي لا ترضى المرأة الفاسية عنها بديلا. وهناك الخياطة الرباطية التي يطلق عليها أيضا الخياطة المخزنية، لأنها تجعل من الثوب قفطانا فضفاضا، كما كانت تلبسه نساء القصر في الماضي.
وترى سعيدة فاتح وهي موظفة، أن القفطان الرباطي هو لكل المناسبات ولكل الأزمنة ولا تنقرض موضته "لهذا أحرص على نفس الخياطة في كل ثوب جديد حتى أستغله لسنوات عديدة، خصوصا وأن تكلفة الخياطة أصبحت باهظة".
لبنى الشرايبي، وهي خياطة ومصممة قفاطين بإحدى الُمجمعات التجارية بالمعاريف في الدار البيضاء، تقول: "لا غنى عن القفطان أو التكشيطة المغربية، فهي رمز أصالتنا، والمرأة منا لا تجد شخصيتها في أي لباس آخر في الأعراس أو المناسبات العائلية، إلا في القفطان".
وتضيف: "الموضة تتغير في نوع الثوب مثلا من الحريري إلى "لورغانزا" أو "الشبكة"، وكذا في نوعية الخياطة، حيث شاهدنا ذات صيف الإقبال على الثوب المطرّز، وأحيانا أخرى على الثوب المرصع باللؤلؤ الصغير، ثم في أغلب الأحيان تبقى الموضة للثوب الحريري، لكن الخياطة تبقى هي نفسها، ماعدا بعض التحسينات التي نضيفها نحن المصممات من ابتكارنا، حتى نضع لمسة خاصة ومتميزة بنا".
أما غيثة الورداني، وهي مصممة قفاطين أخرى، فتقول: "لقد درست تصميم الأزياء، وتفننت كثيرا أثناء الدراسة في تصميم فساتين السهرة وفساتين الفرح، لكن ليس هذا ما يكسبني أجرتي اليوم، إذ كل الزبونات تطلب القفطان".
الممثلة سوزان ساراندون حضرت مهرجان مراكش الدولي السادس للسينما في حلة تقليدية مغربية