موقع التنمية البشرية لتطوير القدرات

نجمع لك الخبرات ..... لتصنع الغد الذي تريد

 

العادة الثالثة

ابدأ بالأهم قبل المهم / 203

 

عادة الإدارة الذاتية / 204

يجب ألا تكون الأمور التي في غاية الأهمية تحت رحمة الأمور الأقل الأهمية

جوته

 

هل تكفيك لحظة واحدة ، ثم تدون إجابة موجزة على السؤالين التاليين ؟ إن إجاباتك ستكون مهمة لك عندما تبدأ بالعمل بالعادة الثالثة .

السؤال الأول : ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنك فعله ( ولا تفعله الآن ) والذي إن فعلته على أساس منتظم ، قد يسفر عن اختلاف ايجابي هائل في حياتك الشخصية ؟

السؤال الثاني : ما هو الشيء الوحيد في حياتك العملية أو المهنية الذي قد يسفر عن نتائج مماثلة .

حسناً ، فلسوف نرجع إلى الإجابات لاحقاً ، ولكن دعنا اولاً نستعرض العادة الثالثة .

تقول العادة الأولى : " أنت المبدع ، إنك في موقع المسؤولية " . إنها تستند إلى الملكات الإنسانية الأربع المتفردة – الخيال والضمير ، والإرادة المستقلة . وبصفة خاصة – الإدراك الذاتي . إنها تمدك بالقوة لتقول : " إن هذا برنامج غير صحي تلقيته من طفولتي ، من مرآتي الاجتماعية . إنني لا أحب النص الخامل ، إن بوسعي التغيير " .

والعادة الثانية هي الإبداع الأول أو العقلي ، وهي تستند إلى الخيال – القدرة على التصور ، على رؤية الامكانات الكامنة ، على أن نخلق بعقولنا ما لا نستطيع أن نراه الآن بعيوننا ، والضمير – القدرة على كشف الستر عن تفردنا والخطوط الإرشادية الشخصية ، والمعنوية ، والأخلاقية التي من خلالها نستطيع وبكل سعادة إنجازها ، إنها الاتصال العميق مع تصوراتنا الذهنية الأساسية وقيمنا وراءنا عما يمكن أن نكونه .

فالعادة الثالثة ، إذا ، هي الخلق الثاني ، الخلق المادي ، إنها الإنجاز ، التجسيد الواقعي ، الانبعاث الطبيعي للعادتين الأولى والثانية ، إنها التدريب على الإرادة المستقلة باتجاه أن تكون مرتكزاً على المبادئ ، إنها اليوم الحلو واليوم المر ، تصنعه لحظة بلحظة .

والعادتان الأولى والثانية ضرورتان جوهريتان ومطلبان لازمان مسبقاً للعادة الثالثة . إنك لا تستطيع أن تكون مرتكزاً على المبادئ دون أن تكون أولا مدركاً ومطوراً لطبيعتك الايجابية . إنك لا تستطيع أن تكون مرتكزاً على المبادئ دون أن نكون أولا مدركاً لتصوراتك الذهنية وفهمك لكيفية تحويلها واتساقها مع المبادئ ، إنك لا تستطيع أن تكون مرتكزاً على المبادئ دون تركيز على الرؤية للإسهام المتفرد الخاص بك والذي عليك أن تصنعه .

وبهذا الأساس ، تستطيع أن تكون مرتكزاً على المبادئ ، يوم لك ويوم عليك لحظة بلحظة ، بالحياة في العادة الثالثة بممارسة الإدارة الذاتية الفعالة .

وتذكر أن الإدارة تختلف في جلاء عن القيادة هي في أساسها نشاط عالي القوة نابع من النصف الأيمن من المخ . إنها أكثر من وجود فن ، إنها ترتكز على فلسفة ، وإذا تعاملت مع موضوعات تتعلق بالقيادة الذاتية فعليك أن توجه الأسئلة المطلقة اللانهائية عن الحياة .

غير أنك أتممت التعامل مع تلك الموضوعات ، وإذا ما أكملت حلها ، فعليك إذا أن تدير ذاتك بفاعلية لتخلق حياة تتسق مع إجاباتك . إن القدرة على حسن الادراة لا تمثل اختلافاً كبيراً حتى إذا لم تكن في " الغاية الصحيحة " ، أما إذا كنت في الغابة الصحيحة فإن هذا الاختلاف كل الاختلاف ، وفي الواقع ، فإن المقدرة على حسن الإدارة تقرر درجة بل وحتى وجود الخلق الثاني ، فالإدارة هي التقسيم ، والتحليل ، والترتيب ، والتطبيق المحدد ، النصف الأيسر من المخ المحكوم بالوقت للسيطرة الفعالة على الذات . والحكمة التي أرددها بشان الفاعلية الذاتية تقول : قم بالإدارة من اليسار والقيادة من اليمين .

 

قوة الإرادة المستقلة / 206

بالإضافة إلى الإدراك الذاتي ، والخيال ، والضمير – تأتي الملكة الإنسانية الرابعة – الإرادة المستقلة – التي تجعل الإدارة الذاتية الفعالة ممكنة حقاً ، إنها المقدرة على اتخاذ القرارات والاختيارات وعلى الفعل وفقاً لهما ، إنها المقدرة على أن تكون فاعلاً ليس خاضعاً للأفعال ، وأن تنفذ بايجابية البرنامج الذي قمنا بوضعه بمساعدة الملكات الثلاث الأخريات .

إن الإرادة البشرية شيء مذهل حقاً ، ولقد اثبتت ، مرة بعد أخرى ، تفوتها على أحوال شاذة تستعصي على التصديق ، ولقد أعطت عائلة هيلين كيلر المنتمية لهذا العالم اثباتاً لا يقبل الجدل لهذه القيمة ، لقوة الإرادة المستقلة .

وحينما نتفحص هذه الملكة في سياق الإدارة الذاتية الفعالة فإننا ندرك أنها ليست عادة ذلك الجهد الخارق ، والمرئي ، والأحادي الحدوث طيلة العمر ، والقريب من شراك النعل والذي يحقق النجاح الدائم . إن اكتساب القوة التي يتأتى من تعلم كيفية استخدام تلك الملكة العظيمة في القرارات التي نتخذها كل يوم .

إن الدرجة التي وصل إليها تطويرنا لإرادتنا المستقلة هي في الأساس القمة التي نضعها فوق عوائقنا ، إنها مقدرتنا على صنع والحفاظ على التزامتنا لأنفسنا ، أن " يطابق فعلنا كلامنا " ، إنها الشرف مع الذات ، وهي جزء أساسي من الأخلاقيات النمطية وجوهر النمو الايجابي .

إن الإدارة الفعالة هي البدء بالأهم قبل المهم ، وفي حين أن القيادة تقرر ما هي " الأشياء الأولى " فإن الإدارة هي التي تقدمها أولا ، يوماً بعد يوم ، ولحظة اثر لحظة . إن الإدارة هي الانضباط ، ووضعه موضع التنفيذ .

والانضباط ( Discipline ) كلمة مشتقة في اللغة الإنجليزية من كلمة ( Disciple ) أي الحواري أو التابع أو المريد – بمثل تابع لفلسفة ما ، أو لمجموعة من المبادئ ، أو لمجموعة من القيم ، أو لغرض مهيمن أو لهدف غير اعتيادي أو لشخص يمثل هذا الهدف .

وبتغبير آخر ، إذا كنت مديراً فعالاً لذاتك ، فإن انضباطك ينبع من داخلك ، فهو فعل نابع من إرادتك المستقلة ، فأنت حواري ، وأنت تابع لقيمك المستقرة في أعماق وللمصدر المنتج لها . كما أن لديك الإرادة ، والاستقامة لإخضاع مشاعرك ودوافعك وحالاتك المزاجية لتلك القيم .

لقد كان المقال الذي كتبه أي . م . جراي E . M . Gray بعنوان " القاسم المشترك الشائع للنجاح " هو أحد مقالاتي المفضلة . ولقد أفنى جراي حياته باحثاً عن القاسم المشترك الأوحد الذي يتشارك فيه جميع الناجحين ، وقد اكتشف أنه ليس هو العمل الجاد ، أو الحظ المواتي ، أو العلاقات الشخصية الانتهازية ، على الرغم من أهميتها جمعياً ، ولقد تضمن العامل الوحيد الذي بدا أنه فاق الجميع جوهر العادة الثالثة ابدأ بالأهم قبل المهم .

وقد لاحظ الكاتب أن " الشخص الناجح يفعل الأشياء التي لا يجب أن يفعلها الفاشلون ، إنهم لا يحبون فعلها حتى من باب الضرورة ، غير أن كراهيتهم تخضع لقوة أغراضهم " .

إن هذا الخضوع يتطلب غرضاً ، مهمة ، إحساساً واضحا بالاتجاه والقيم كما في العادة الثانية ، كلمة " نعم " ملتهبة داخل النفس تجعل من الممكن قول " لا " للأشياء الأخرى ، كذلك فهو يتطلب أيضاً إرادة مستقلة ، والقوة لفعل شيء حينما لا تكون راغباً في فعله ، أن تكون منفذاً لقيمك بدلاً من أن تكون منفذاً للدوافع أو الرغبة الوقتية للحظة ما . إنه القوة على الفعل متمسكاً بإبداعك الايجابي الأول .

 

الأجيال الأربعة لإدارة الوقت / 208

توفر لنا العادة الثالثة التعامل مع العديد من الأسئلة المثارة في نهر الحياة وسياق إدارة الوقت ، ولكوني دارساً مخضرماً في هذا المجال المثير والممتع ، فقد تولد لدى اقتناع شخصي بأن جوهر أفضل تفكير في مجال إدارة الوقت يمكن إيجازه في جملة واحدة : " نظّم ونفّذ في إطار الأولويات " ، وتمثل هذه العبارة تطور ثلاثة أجيال في نظرية إدارة الوقت ، وقد أفرز الاهتمام بمعرفة أفضل طريقة لإدارة الوقت نوعيات متشبعة وعديدة من المناهج والأساليب والأدوات .

وقد تمحورت الإدارة الذاتية إلى مجرد نموذج شبيه بالعديد من المجالات الأخرى للأنشطة البشرية ، فالطفرات التطويرية الكبرى ، أو " الموجات " كما يطلق عليها " ألفين توفلر " Alvin Toffler ، تتبع بعضها بعضاً واحدة اثر أخرى ، وتضيف كل منها بعداً حيوياً جديداً . وعلى سبيل المثال ، في مجال التطور الاجتماعي ، فإن الثورة الزراعية أعقبتها الثورة الصناعية ، التي تبعثها ثورة المعلوماتية ، وكانت كل موجة لاحقة تخلق مداً عارماً لتقدم اجتماعي وشخصي .

وبالمثل ، في مجال إدارة الوقت ، كان كل جيل بيئي على الجيل الذي سبقه وكان كل منها يدفعنا إلى المزيد من السيطرة على حياتنا ، ويمكننا القول إن الموجة الأولى أو الجيل الأول يمكن تمييزه بالمذكرات وقوائم المراجعة ، وهو جهد كان يهدف إلى إضفاء شكل ما من الإدراك والخصوصية للعديد من المتطلبات التي وقعت على كاهل وقتنا وطاقاتنا .

أما الجيل الثاني فيمكن تمييزه بالتقاويم وجداول المواعيد ، وتعكس هذه الموجة محاولة للنظر إلى الأمام ولجدولة الأحداث والأنشطة المستقبلية .

وبعكس الجيل الثالث المجال الحالي لإدارة الوقت ، حيث يضيف إلى تلك الأجيال السابقة الفكرة المهمة المتمثلة في وضع الأولويات ، وفي إيضاح القيم ، وفي مقارنة الجدوى النسبية للأنشطة على أساس علاقتها بتلك القيم ، وإضافة لذلك ، فإنه يركز على تحديد الأهداف – أهداف محددة قصيرة ، ومتوسطة وطويلة الأمد والتي يتم تسخير الوقت والطاقة في اتجاه تحقيقها في تناغم مع القيم ، كما يتضمن هذا الجيل أيضاً فكرة التخطيط اليومي ، ووضع خطة محدودة لإنجاز لك الأهداف والأنشطة التي ينعقد العزم على أن نكون ذات أهمية عظمى .

وفي الوقت الذي أضافت فيه الجيل الثالث إسهامات بارزة فقد بدأ الناس يدركون أن " كفاءة " الجدولة والتحكم في الوقت عادة ما تكون معاكسة لتحقيق النتائج المرجوة ، فالتركيز على الكفاءة بخلق توقعات تتصادم مع الفرص لتطوير علاقات مثمرة ، وتحقيق احتياجات إنسانية ، والاستمتاع باللحظات التلقائية اليومية .

وكنتيجة لذلك ، فقد اعرض الكثير من الناس عن برامج إدارة الوقت ، وعن المخططين الذين يجعلونهم يشعرون بأنهم مجدولون أكثر مما يجب ، ومقيدون إلى حد بعيد ، ولذا فقد أطاحوا بكل شيء وراء ظهورهم . عائدين إلى تقنيات الجيلين الأول أو الثاني من أجل الحفاظ على العلاقات ، والتلقائية ونوعية الحياة

ولقد بدأ جيل رابع ذو أهمية نوعية مختلفة يبزغ إلى الوجود ، ويدرك هذا الجيل أن " إدارة الوقت " مسمى خاطئ – حيث أن التحدي لا يكمن في إدارة الوقت ، بل في إدارة أنفسنا ، فالإحساس بالرضا هو نتاج للتوقع بمثل ما هو نتاج للإدراك ، ويقع التوقع ( الرضا ) في إطار دائرة تأثيرنا .

وبدلاً من التركيز على " الأشياء " و " الوقت " ، فإن توقعات الجيل الرابع تركز على حفظ وتعزيز " العلاقات " وعلى تحقيق " النتائج " – وباختصار ، على الحفاظ على التوازن بين الإنتاج والقدرة على الإنتاج .

 

المربع رقم (2) / 210

إن التركيز الجوهري للجيل الرابع للإدارة يمكن حصره في مصفوفة إدارة الوقت الموضحة في الصفحة التالية . وفي الأساس ، فإننا نستفيد وقتاً بأحد طريق أربعة .

وكما ترى في الجدول ، فإن العاملين اللذين يحددان النشاط هما " العاجل والهام . والعاجل يعني الحاجة إلى بذل العناية الفورية ، إنه " الآن ! " حيث تلح علينا الأشياء العاجلة ، إن الهاتف أمر عاجل ، ولا نستطيع معظم الناس هضم فكرة مجرد السماح لجرس الهاتف بالاستمرار في الرنين .

ولقد تقضي ساعات عديدة في تحضير مواد موضوع ما ، أو أن ترتدي ملابسك وتسافر إلى حيث تلتقي بشخص ما في مكتبه لمناقشة بشأن موضوع ما ، غير أنه إذا انبعث حدوث جرس الهاتف أثناء وجودك عنده ، فلسوف يحظى بالأسبقية على زيارتك الشخصية .

مصفوفة إدارة الوقت

عاجل

غير عاجل

<!--الأنشطة

أزمات طارئة ، مشكلات ضاغطة مواعيد تسليم مشروعات ، اجتماعات مفاجئة ، طلبات غير متوقعة

<!--الأنشطة

تخطيط ، استعداد ، وقاية ، تكوين علاقات ، توضيح التعليم ، تمكين ترويح عن النفس .

<!--الأنشطة

كتابة تقارير لا داعي لها ، مقاطعات ومكالمات هاتفية ، بعض ما يصل بالبريد ، اجتماعات غير هامة مسائل هامشية

<!--الأنشطة

بريد عشوائي ، مكالمات عابرة ، وسائل إضاعة الوقت ، الإسراف بالراحة

إذا كان عليك أن تخابر أحدا هاتفياً ، فليس هناك أشخاص كثيرون قد يقولون لك " سأكون معك في غضون 15 دقيقة – انتظر من فضلك " ، غير أن هؤلاء القلة من الأشخاص قد يتركون على الأرجح منتظراً في مكتب ما لمدة لا تقل عن ذلك بينما يكونون مشغولين في إكمال حديث هاتفي مع شخص آخر .

والأشياء العاجلة عادة ما تكون ظاهرة ، إنها تضغط علينا ، وتلح على أن تتخذ إجراء ما ، وعادة ما تكتسب الأشياء العاجلة شعبية لدى الآخرين ، وهي تكون دائماً ماثلة أمامنا وكثيراً ما تكون باعثة في تنفيذها على السرور ، والمرح والبساطة ، ولكنها في اغلب الأحوال تكون غير هامة .

والأهمية ، من ناحية أخرى ، يجب أن تكون ذات صلة بالنتائج ، وإذا كان هناك شيء هام ، فإنه يضيف إلى مهمتك وإلى قيمك ، ولأهدافك ذات الأولوية الأولى .

إننا نستجيب للأمور العاجلة ، والأمور الهامة غير العاجلة تتطلب المزيد من المبادرة ، والمزيد من الايجابية ، ويجب علينا أن نعمل لانتهاز الفرصة ، بأن نجعل الأشياء تحدث ، وإذا لم نمارس العادة الثانية ، وإذا لم تكن لدينا الفكرة واضحة عما هو هام ، وعن النتائج التي نرغب فيها في حياتنا ، فسيكون من اليسير تحويلنا ناحية الاستجابة إلى العاجل .

تأمل للحظة في المربعات الأربعة بمصفوفة إدارة الوقت تجد أن المربع رقم (1) يشمل الهام والعاجل معاً ، ويتعامل مع النتائج المهمة التي تتطلب عناية فورية ، وعادة ما نطلق على الأنشطة التي يتضمنها المربع رقم (1) " الأزمات " أو " المشكلات " إننا جمعياً نواجه بعض أنشطة المربع رقم (1) في حياتنا . غير أن هذا المربع يستغرق الكثير من الناس ، فهم مدراء للأزمات ، يتعاملون بعقولهم مع المشكلات ، ومنتجون محكومون بتوقيتات محددة .

وكلما ازددت  في التركيز على المربع رقم (1) ، فإنه يظل يكبر ويكبر حتى يسيطر عليك ، إنه كمثل الموجة العاتية الساحقة ، إن مشكلة ضخمة تقبل عليك وتطرحك أرضا ثم تشل قدرتك ، وإذا ما قاومتها فلمجرد أن تواجه مشكلة أخرى تقوم بدورها بلطمك ، ثم طرحك أرضا ثانية .

وهناك بعض الناس الذين يتعرضون حقيقة للطمات المشكلات طوال النهار وكل يوم ، ولا يجدون أمامهم إلا متنفساً واحداً في الهروب إلى الأنشطة غير الهامة وغير العاجلة بالمربع رقم (4) ، لذا فإنك إذا راجعت إلى جدولهم الإجمالي ستجد أن 90% من وقتهم في المربع رقم (1) ومعظم العشرة في المائة الباقية في المربع رقم (4) ، مع قدر ضئيل لا يكاد يذكر من الاهتمام للمربعين (2) و (3) . وهذا بيان لكيفية حياة الأشخاص الذين يديرون حياتهم من خلال الأزمات .

<!--النتائج

 

<!--الإجهاد

<!--الاحتراق

<!--إدارة الأزمة

<!--منغمس دائماً في إطفاء الحرائق.

2

4

3

 

وهناك أشخاص آخرون يقضون قدراً كبيراً من وقتهم في الأمور " العاجلة " ، ولكن غير الهامة بالمربع رقم (3) ، وهم يظنون أنهم في المربع رقم (1) . إنهم يقضون معظم وقتهم في الاستجابة لأشياء عاجلة ، مفترضين أنها هامة أيضاً ، والحقيقة أن أوجه العجلة في تلك الأشياء يستند عادة على أولويات وتوقعات الآخرين .

1                                                                                                       2

<!--النتائج

<!--التركيز القصير الأمد

<!--إدارة الأزمة

<!--السمعة – شخصية متقلبة

<!--يرى عدم جدوى الأهداف والخطط

<!--يشعر بأنه ضحية ، فاقد للسيطرة

<!--علاقاته ضحلة أو فاشلة

4

 

الأشخاص الذين يقضون الوقت تقريباً في المربعين رقمي (3) و (4) يعيشون حياة تفتقر إلى المسؤولية .

 

1

2

<!--4

                      النتائج

<!--انعدام تام للمسؤولية

<!--الفصل من الوظائف

<!--اعتماد على الآخرين

أو على المؤسسات في الأساسيات

 

يحرص الأشخاص الفاعلين على البقاء بعيداً عن المربعين (3) و (4) ؛ لأن الأمور ، سواء كانت عاجلة أم لا ، فهي غير هامة ، كذلك فإنهم يقلصون من حجم المربع رقم (1) لأدنى حد بالبقاء لوقت أطول بالمربع رقم (2) .

إن المربع رقم (2) هو جوهر الإدارة الذاتية الفعالة ، إنه يتعامل مع الأمور التي ليست عاجلة ، ولكنها هامة ، مثل تكوين العلاقات ، تدوين رسالة الحياة الشخصية ، التخطيط للمدى البعيد ، ممارسة التمرينات ، والصيانة الوقائية والتجهيزات – وجميع هذه الأشياء هي ، وكما تعلم ، أمور نحتاج إلى فعلها ولكننا بطريقة ما نلتفت من أجل فعلها لأنها غير عاجلة .

1

2

               النتائج

<!--رؤية منظور

<!--توازن

<!--انضباط

<!--تحكم

<!--أزمات أقل

 

 

وإذا ما عبرنا عن وجهة نظر ( بيتر دراكر Peter Drucker ) فإن لأشخاص الفاعلين ليسوا من الذين يشغلون عقولهم بالمشكلات ، بل هم الذين يشغلونها بانتهاز الفرص . إنهم يعملون على تربية الفرص واضمحلال المشكلات ، إنهم يفكرون بطريقة وقائية . إن لديهم أزمات وطوارئ حقيقية للمربع رقم (1) والتي تتطلب عنايتهم الفورية ، غير أن عددها ضئيل نسبياً ، إنهم يحافظون على الإنتاج والقدرة على الإنتاج متوازيين بالتركيز على ما هو هام ، ولكن غير عاجلة ، والأنشطة ذات العزم العالي والمنشئة للمقدرية المنضوية تحت المربع رقم (2) .

ومع أخذك لمصفوفة إدارة الوقت في الاعتبار ، استرح للحظة ، وفكر كيف كانت إجاباتك على الأسئلة في بداية هذا الفصل , ما هو المربع التي تتناسب معه ؟ هل هي هامة ؟ هل هي عاجلة ؟

إنني أرى أنها ربما كانت تتناسب المربع رقم (2) إنها هامة على ما يبدو ، هامة جداً ، ولكنها غير عاجلة ، ولأنها ليست عاجلة ، فإنك لا تقوم بفعلها .

والآن انظر مرة أخرى إلى طبيعة تلك الأسئلة : ما هو الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تفعله في حياتك الشخصية والمهنية والذي إن فعلت على أساس منتظم ، قد يتسبب في فرق ايجابي هائل في حياتك ؟ إن الأنشطة المربع رقم (2) مثل هذا التأثير . إن فعاليتنا تحقق قفزات نوعية ضخمة حينما نمارس هذه الأنشطة .

***

كنت قد سألت مجموعة من مدراء أحد مراكز التسوق سؤالاً مماثلاً : " إذا كان عليكم أن تعملوا شيئاً واحداً فقط في حياتكم المهنية ، وتعلمون أنه سيكون له تأثيرات ايجابية بالغة الضخامة على النتائج ، فما هو ؟ " ، ولقد كانت استجابتهم الجماعية تنصب على إقامة علاقات شخصية مؤثرة مع المستأجرين ، مالكي المتاجر داخل مركز السوق ، وهو النشاط الذي يندرج تحت المربع رقم (2) .

وقد قمنا بتحليل الوقت الذي يقضونه في هذا النشاط ، وتبين أنه يقل عن خمسة بالمائة ، لق كان لكل منهم أسبابه الوجيهة ومشكلاته أيضاً . كان عليهم إعداد تقارير ، وحضور اجتماعات ، والرد على مراسلات ، وإجراء اتصالات هاتفية ، والتعرض لمقاطعة متكررة أثناء العمل ، لقد استهلكهم المربع رقم (2) .

لقد كانوا يمكنون وقتاً ضيئلاً للغاية مع مدراء المتاجر ، إضافة إلى أن هذا الوقت كان زاخراً بطاقة سلبية ، وكان السبب الوحيد الذي يجبرهم على زيارة مدراء المتاجر هو تنفيذ التعاقد – أو تحصيل الإيجار أو مناقشة أمور تخص الإعلانات أو غيرها من الأمور التي قد يكون متجاوزة لنطاق تعليمات المركز التجاري – أو لغير ذلك من الأمور المشابهة .

كان مستأجري المتاجر يكافحون من أجل البقاء ، ودعك من تحقيق الازدهار ، كانت لديهم مشكلات في العمالة ، ومشكلات في النفقات ، ومشكلات في جرد المخازن ، وكم ضخم من المشكلات الأخرى ، وكان معظمهم يفتقر إلى أي تدريب إداري على الإطلاق ، كان بعضهم تجاراً جيدين ولكنهم بحاجة إلى معاونة ، وكان المستأجرون لا يرغبون حتى في رؤية مالكي المركز التجاري ؛ حيث اعتبروهم إحدى المشكلات التي يتعين عليهم مواجهتها .

وأثناء عملي في هذه المؤسسة لفترة عام ونصف العام ، رصدت ارتفاعاً يبلغ حوالي 20% وهو يمثل زيادة تربو على أربعة أضعاف ، وبالإضافة إلى ذلك فقد غيروا من دورهم ، لقد أصبحوا مستمعين ، ومدربين ، واستشاريين للمستأجرين ، وسادت تعاملاتهم المشتركة بالطاقة الايجابية .

كان الأثر الناجم شديد الفاعلية والعمق ، وعن طريق التركيز على العلاقات وعلى النتائج بدلاً من الوقت والأساليب ، ارتفعت الأرقام ، واعتبط المستأجرون بالنتائج  التي أبدعتها الأفكار والمهارات الجديدة ، وأصبح مدراء مركز التسوق أكثر فاعلية ورضا ، وامتلأت قوائمهم بالراغبين في الاستئجار بعوائد الإيجارات نتيجة لارتفاع المبيعات لدى المتاجر , لقد كفوا عن القيام بدور رجال الشرطة أو مراقبين عن بعد . لقد أصبحوا معاونيين ومقدمين الحلول للمشاكل .

وسواء كنت طالباً بالجامعة ، أو عاملاً في خط تجميع في المصنع ، أو ربة بيت ، أو مصمم أزياء ، أو رئيساً لشركة ، فإنني اعتقد أنه إذا كان عليك أن تتساءل عما هو وراء المربع رقم (2) ، وأن تسوس الايجابية وتتعهدها لأن تتبعها ، فلسوف تحصل على نفس النتائج ، وسوف تتصاعد فاعليتك بصورة درامية في حين أزماتك ومشكلاتك ستنكمش إلى حدود " قابلة للسيطرة عليها ؛ نظراً لأنك ستحصر تفكيرك فيما هو قادم مركزاً على الجذور ، متخذاً الخطوات الوقائية التي تحول ، في المقام الأول ، دون تطور المواقف إلى أزمات ، وفي مصطلحات إدارة الوقت ، يطلق على هذا الأمر " مبدأ باريتو " – حيث تنبثق 80% من النتائج من 20% من الأنشطة .

 

ما الذي يتكلفه قول " لا " / 218

إن المكان الوحيد للحصول على وقت للمربع رقم (2) في البداية هو من المربعين (3) و (4) إنك لا تستطيع التجاهل للأنشطة الهامة والعجلة للمربع رقم (1) ، على الرغم أنه سينكمش في الحجم كلما قضيت وقتاً أطول مع الوقاية والاستعداد في المربع رقم (2) ، غير أن الوقت المبدئي للمربع رقن (2) يتعين أن ينبثق من الربعين (3) و (4) .

ويجب عليك أن تكون إيجابياً للعمل في إطار المربع (2) ؛ حيث إن المربعين (1) و (3) يعملان للتأثير عليك ، ومن أجل أن تقول " نعم " للأولويات الهامة للمربع (2) ، يجب أن تتعلم قول " لا " للأنشطة الأخرى ، واحياناً على ما يبدو للأشياء العاجلة .

وفي وقت سابق ، دعيت زوجتي لترأس لجنة ما إطار جهد اجتماعي . وكان لديها عدد لا بأس به من الأمور الهامة التي كانت<

المصدر: جوته
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 80 مشاهدة

ساحة النقاش

موقع التنمية البشرية

shababaliraq
مجموعة من المثقفين والمختصين والمدربين هدفنا نشر الثقافة التنموية وتطوير القابليات الاجتماعية ودعم الاستشارات النفسية والتربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,339

الحياة مع المهارات اجمل

 هل تعلم بان الكثير منا لايزال يخاف خوض بعض التجارب الحياتية التي ينبغي خوضها .. وفقا للمرحلة العمرية والادراكية التي وصل اليها..لكنه يتراجع خوفا من الفشل..الفشل المر..
ولكن لانعرف بان الفشل هو طريق النجاح 
وسلم التقدم والارتقاء للكثيرين!!
 الذين اخترعوا وابتكروا واصبحوا روادا في صناعة حضارتنا الانسانية ... فشلوا قبل ذلك في حياتهم عشرات المرات!! بل مئات المرات..
ولكن الفرق الذي بيننا وبينهم...هم ينهضون ويبدؤون من جديد ، ونحن نندب حظنا ونبكي ...لما فشلنا ولما؟ ولما...؟
ويسير قطار العمر .. الى ان يأتي يوم ندفن طموحنا وهممنا واحلامنا معنا في المقابر...
هذه هي الحقيقة ..