<!--<!--<!--

ماذا تضع تحت المجهر؟

أحياناً تمر بنا في يومنا أشياء نكره حدوثها، فنظل نفكر فيها ونحكي عنها فنشعر بمشاعر سلبية. هذا علي الرغم من أن نسبة هذه الأشياء التي نكرهها (وعسي أن تكون خيراً) قد تكون أقل بكثير من تلك الأشياء التي أحببنا حدوثها. ولكن تركيزنا علي ما نكره يكون بمثابة العدسة المكبرة التي تجعل هذه الأشياء أكبر من حجمها، وتجعلنا نري تفاصيل أخري تزيد من من مشاعرنا السلبية نتيجة تفكيرنا وكلامنا عنها مرات ومرات.

وهذه المشاعر السلبية تولد لدينا أفكاراً سلبية، فسلوكيات سلبية، ويظل كل من الفكر والشعور والسلوك يغذي الآخر في دائرة مفرغة.

والحل لكسر هذه الدائرة هو أن ننتبه إلي أفكارنا، ونحول تركيزنا عما يضايقنا إلي ما أحببنا ونشكر الله عليه، ونضعه تحت المجهر، فنفكر في تفاصيله، وفي تبعات هذه الأحداث الجميلة، وفي كيفية توفيق الله لنا. وستتحول مشاعرنا تماما.

معرفة الناس كنوز

كثير منا لا يتحدثون عن أهدافهم، والأسباب تختلف: فبعضنا ليس لديه هدف أصلاً، وبعضنا لا يري هدفه بوضوح، وبعضنا يخاف من الحسد ويتبع المثل القائل "داري علي شمعتك تقيد"، وبعضنا قد يظن أن التحدث عن نفسه هو نوع نت الغرور وبعضنا يخجل من هدفه!

ما اكتشفته هو أن الإنسان عندما يتحدث عن هدفه فإن هدفه أولاً يزداد وضوحاً بالنسبة له، ويزداد هو إيماناً بهدفه. كما يفتح الله أمامه الكثير من الفرص التي لم يكن يتخيلها. هذه الفرص قد تكون قريبة منه ولكنه لا يراها، أي أن أناساً حوله يمكن أن يساعدوه ولكنه لا يعرف إلا عندما يتكلم.

وهنا قد يتبادر إلي أذهانكم سؤال: ألم يقل النبي (صلي الله عليه وسلم): "استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود" (رواه الطبراني)؟

أظن – والله أعلم – أننا لا نتحدث مع كل شخص نقابله عن تفاصيل الخطوات التي نخطوها نحو أهدافنا. قد نتحدث عن هذه التفاصيل مع من يستطيع مساعدتنا أو مع المقربين منا فقط. أما الأطر العامة للأهداف فلنتحدث عنها. وهذا ما علمتنيه الحياة إلي الآن.

إلي اللقاء :)

المصدر: إعداد/ هدي الرافعي
  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 157 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

5,017