هل تحب الرحلات؟
هل تحب اكتشاف الأشياء الجديدة ؟
تعالوا نقوم برحلة إلي داخل أنفسنا.. تعالوا نكتشفها. عندما أسأل الناس عن مواهبهم وما يتميزون فيه، غالبا ما تأتيني الإجابات إما
بعدم المعرفة، أو تأتيني إجابات مشوشة وغير واثقة، وغير مقدرة نفسها حق قدرها. فأحزن لذلك، لأن مواهبنا وقدراتنا هي من أغلي ما نملك. لقد منحنا الله إياها لنعمر بها الأرض.. لننفع بها أنفسنا والآخرين. وسوف نُسأَل عنها أمام الله تبارك وتعالي ماذا عملنا بها؟ وإنني أعتبر عدَّ الإنسان نفسه مجرداً من المواهب جحوداً بنعمة الله. فأن تقول: لا أعرف قدراتي خير من أن تقول لست موهوباً. فأنت إن كنت لا تعرف، فعلي الأقل لديك الفرصة لكي تعرف.
ومع علمي بأهمية أن يكتشف الإنسان قدراته، ومع أنني علي دراية معقولة بقدراتي، وأكتشف نفسي أكثر مع الوقت، إلا أنني كنت أجد نفسي غير قادرة علي إسداء النصح لغيري بشأن اكتشافهم لقدراتهم.
ولذلك، شغلني هذا التساؤل منذ سنوات: كيف نكتشف أنفسنا؟ ومن وقتها، قررت أن أركز علي الوسائل التي تساعدني في اكتشاف نفسي لأنقلها إلي الآخرين، وكلما وجدت شيئا عن ذلك في كتاب نقلته في كراستي أو وضعت عليه علامة.
والآن تعالوا نبدأ الرحلة إلي الأعماق...
ما هي المواصلات التي يمكن أن نركبها خلال هذه الرحلة؟
هيا نكتشف..
الاختلاء بالنفس والتفكير
هل تستمتع بصحبة نفسك؟ هيا افعل.. اجلس بعض الوقت وحدك. قد يكون هذا الوقت في هدوء الصباح الباكر، أو عند خلودك إلي النوم ليلا، أو وقت العصر، أو وأنت تتمشي عائدا إلي بيتك أو متوجها إلي أي مكان، أو وأنت جالس إلي جانب الشرفة في المواصلات، أو مستقلاً سيارتك.
سل نفسك: ما الأشياء التي تتميز فيها؟ ما المهام التي نجحت فيها؟ ما المهام التي تسمتع بالقيام بها؟ ما هي الأشياء التي تقبل القيام بها حتي وإن لم تتقاضَ أجراً؟
العمل الجماعي التطوعي
إن العمل الجماعي يقوم علي التكامل بين أعضاء الفريق، فمن خلال تبينك لنقاط القوة عند الآخرين تري نقاط ضعفك. ومن العمل الجماعي أيضا، تتعرف علي ما يميزك عن الآخرين. ستعرف ذلك من خلال ميلك لنوعية معينة من الأنشطة، وشعورك بالتميز فيها عن الآخرين وإشادتهم بمجهوداتك فيها.
الانخراط في عدة أنشطة
إن تحركك ولو في الاتجاه الخاطيء أفضل علي كل حال من بقائك في مكانك لأنك علي الأقل ستكون عرفت أن هذا الاتجاه خطأ، ولأننا مادمنا نتحرك فحتما سنخطيء. إذن، لا داعي للخوف من الخطأ.
إن انخراطك في عدة أنشطة سيعطيك مؤشراً علي ما تميل إليه من خلال التجربة العملية، وسيثبت لك مدي صحة أوخطأ تصوراتك. ستكتشف في نفسك ما لم تكن تعرفه، ستكتشف ما تحبه وما لا تحبه.
وعن تجربة شخصية، هناك شيء ما كنت أظنه هو أكثر ما أحب، لدرجة أنني قررت أن أعمل فيه. وعندما بدأت أخطو خطوات عملية اكتشفت أن هذا المجال هو واحد من ضمن المجالات التي أحبها، ولكنه ليس أكبر نقطة تميز عندي، وأنه إذا زاد انخراطي فيه عن حد معين تلاشي شعوري بالاستمتاع به.
وشيء آخر كنت متخوفة من القيام به، ولكنني عندما تشجعت وقمت به تأكد لي ظني بأنني موهوبة في هذا المجال.
وكل ذلك ساعدني فيما بعد في اتخاذ قراراتي وفي اختيار نوعية الأنشطة التي أقدم علي المشاركة فيها.
سؤال الآخرين
قد يري الآخرون فينا ما لا نراه نحن في أنفسنا. لذا، سل الآخرين عن الأشياء التي يرونك متميزاً فيها. واحرص علي أن تسأل أناسا لهم أدوار مختلفة في حياتك لأن كلا منهم سيري جانبا من شخصيتك: أهلك، أصدقاءك، بعض زملائك في العمل أو الكلية.
الاختبارات الشخصية أيضاً يمكن أن تعطيك أيضاً بعض المؤشرات علي شخصيتك.
الوسائل لا تنتهي، وكل منا له تجربته الفريدة في اكتشاف نفسه.. المطلوب منك أن تضع أفكارك ومشاعرك تحت المجهر، كن طوال الوقت كمن يبحث عن شيء مصراً علي أن يعثر عليه. إنها رحلة تستحق.. ليس هذا فحسب، بل إنني أري أن سعيك لاكتشاف قدراتك واجب عليك، لأن الله إنما حباك بهذه القدرات لتنتفع وتنفع بها، وهي من نعم الله عليك، ومن شكر النعمة تسخيرها في طاعة الله عز وجلَّ.
من فضلك، لا تقلل من شأن نفسك، فأنت الصورة الوحيدة منك التي تمشي علي هذه الأرض! لذلك فهناك أمر ما يمكنك أنت فقط أن تقدمه لهذا العالم، وهذا أمر مثير! أليس كذلك؟
رحلة سعيدة وموفقة :)
ساحة النقاش