الدولفين وعلاج الاكتئاب

أحدث دراسة تم الإعلان عنها لمعالجة الاكتئاب هي أن يقوم الشخص المكتئب بالسباحة مع  الدولفين الذي يعشقه الجميع، ويحبون مشاهدته في حدائق الحيوانات.أتذكر عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة الأمريكية أنني زرت أكبر حديقة حيوانات في العالم والموجودة في مدينة سانت دييجو بولاية كاليفورنيا، وشاهدت كيف أن كثيراً من الزائرين للحديقة كانوا يستمتعون بعروض  الدولفين، وتمنيت أنا وغيري لو أننا استطعنا أن نلعب مع الدولفين ونسبح معه، لكن قوانين الحديقة كانت تمنع ذلك.

والشخص المكتئب الذي لا يستطيع أن يسبح مع الدولفين يمكن أن يعالج نفسه عن طريق الزهور.. فقد ظهرت دراسة تزامنت مع دراسة السباحة مع الدولفين تشير إلي أن رؤية الزهور ولمسها وشمها تعزز أحاسيس السعادة عند الإنسان المكتئب، وتقوي قدراته علي التواصل الاجتماعي مع الآخرين.

تذكر الدراسة أن الزهور قدمت لـ 200 شخص مكتئب من الجنسين، فما كان منهم إلا أن عبروا عن أملهم وتفاؤلهم بالاستمتاع بالحياة، مشيرين إلي أن السعادة قد اجتاحت أحاسيسهم وكيانهم، وتخلصوا من الاكتئاب الذي كان ينتابهم، وأضافت الدراسة أن الزهور ساعدت في تحسين مزاج كل من تلقاها، وسربت إلي نفوسهم مشاعر الغبطة والسعادة.

وبمناسبة الحديث عن أحدث الدراسات لعلاج الاكتئاب، فقد أثبتت عدة دراسات أن ثمة أنواعاً محددة من الأطعمة تخلص المكتئب من اكتئابه، وهذه الأطعمة هي البندق والبنجر وسمك السلمون، كما أشارت إلي ذلك مجلة علم النفس البيولوجي الأمريكية.

ووجدت الدراسات أن المجتمعات التي تتناول كميات كبيرة من السمك في وجباتها اليومية تكون نسبة الاصابات بالاكتئاب بين أفرادها أقل بكثير من غيرها.

وتفيد احصائيات المؤسسة الوطنية للصحة النفسية بالولايات المتحدة الأمريكية أن هناك أكثر من 20 مليون شخص يصابون بالاكتئاب كل عام في أمريكا، ويعود ذلك إلي كون السمك لا يعتبر طعاماً أساسياً لديهم، وأتذكر أن السمك لم يكن الطبق المفضل لدي الأمريكان بل كانوا يفضلون دائماً أكل الدجاج واللحوم والبطاطا المقلية.

والاكتئاب- عزيزي القاريء- اضطراب نفسي تتمثل أعراضه الأولية في صعوبة التركيز، والتردد، وتوهم الأمراض، وهذا الاضطراب ينقسم إلي اضطراب عاطفي، واضطراب ادراكي كالإحساس بتأنيب الضمير، واضطراب جسدي كفقدان الشهية، واضطراب حركي كالكسل.

وأما أسباب الاكتئاب فكثيرة منها: العامل الوراثي، والعوامل البيئية والأسرية، والعوامل البيولوجية الكيميائية خصوصاً في الجهاز العصبي، ويمكن علاجه بالعقاقير، وكذلك بما ذكرته في بداية المقال من تناول المأكولات البحرية، والسباحة مع الدولفين، ورؤية الزهور وشمها.