حوت صغير له أسنان. والدَّلافين مثل كل الحيتان، ثدييات وليست أسماكًا. وتُغَذّي الثدييات صغارها ـ بعكس الأسماك ـ باللبن الناتج من جسم الأم. وأيضا بعكس الأسماك، فإن للدّلفين رئة، وهي ذات دم حار؛ أي أن درجة حرارة جسمها تبقى دائمًا ثابتة، بغض النظر عن درجة الحرارة المحيطة بها. ويعتقد كثير من العلماء أن الدَّلافين من أكثر الحيوانات ذكاءً كقرود الشَّمبانزي والكلاب. تكوّن الدَّلافين والحيتان مجموعة من الثدييَّات المسمّاة الحيتانيات. وتبحث هذه المقالة في الدلافين البحريّة. يعيش معظم أنواع الدلافين البحرية في المياه المالحة فقط. وبإمكان هذه الحيوانات أن توجد في كل المحيطات تقريبًا. ويبقى كثير من الأنواع قريبًا من اليابسة معظم حياته، ولكن بعض الدلافين البحرية تعيش في عرض البحر. وتعيش فصيلة أخرى من مجموعة الحيتان، تسمى دلافين النهر، في المياه العذبة أو قليلة الملوحة. وتشير كلمة دلفين أيضًا إلى سمكة كبيرة تُصادُ على سبيل الرياضة.

ودلافين البحر قريبة جدًا من خنازير البحر، وهي مجموعة أخرى من ثدييَّات البحر. ويصنف معظم علماء الحيوان الدلافين البحرية وخنازير البحر، ضمن فصيلة واحدة مكونة من نَحْوِ 40 نوعًا. وتوجد الاختلافات الجوهرية بين الدلافين وخنازير البحر في الأنف والأسنان. فالدلافين "الحقيقية" لكلٍ منها أنف يشبه المنقار، وأسنان مخروطية الشكل. أما خنازير البحر الحقيقية فلكل منها خطم مدوّر وأسنان مسطحة أو شبه مجرافية (جاروفية). ومع ذلك فإن هذه الصفات لا توجد في كل الأنواع. ويفرق بعض العلماء بين الدلافين وخنازير البحر، بينما يستعمل خبراء آخرون المصطلح دلفين أو المصطلح خنزير البحر لكل أفراد الفصيلين. وفي هذه المقالة فإن كلمة دلفين تشير إلى كل أفراد عائلة الدلافين وخنازير البحر.

أنواع الدلافين

تتراوح أطوال الأنواع المختلفة من الدلافين بين متر ونصف وتسعة أمتار، وتزن من 45كجم إلى 4,5 طن متري. وتشمل أكثر الأنواع المألوفة الدلافين قنينية الأنف والدلافين العادية وخنازير البحر العادية.

الدلافين قنينية الأنف. هي أكثر الأنواع شهرة وانتشاراً، ويعطي الخطم القصير لهذه الدلافين تعبيرًا يشبه الابتسامة. ومعظم الدلافين التي تقوم بالاستعراض في حدائق التسلية والأحواض المائية وحدائق الحيوانات من نوع الدلافين قنينية الأنف. ويصل طول أفراد هذا النوع إلى 4,5م ووزنها إلى 200كجم. ولونها رماديٌّ ولكن ظهورها أكثر قتامة من بطونها.

والدلافين قنينية الأنف معروفة تمامًا بصداقتها الحميمة للإنسان، وكثيرًا ما تسبح بجانب السفن. ويبدو أنها أيضًا تتأقلم جيدًا مع حياة الأسْر، ولكن بعض محبي الحيوان يشك في هذه الحقيقة.

تعيش هذه الدلافين في المياه الدافئة أو المدارية. ويبقى معظمها بعيدا عن اليابسة بحوالي 150كم. ويعيش كثير منها في الخلجان والمداخل المحمية، حيث تكون المياه ضحلة وتتجول شمالاً حتى اليابان والنرويج، وجنوبًا حتى الأرجنتين ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا.

الدلافين العاديَّة. لها ملامح مميزة عديدة، فعلى سبيل المثال يوجد شريطٌ قاتم حول عينيها، يمتد إلى نهاية خطمها الطويل الضيق. للدلافين العادية أيضًا ظهور سوداء وجوانب سفلية بيضاء وخطوط رماديَّة واضحة وبُنَّيّة مصْفرَّة على جوانبها. وتنمو هذه الدلافين حتى يصل طولها إلى ما بين 2 و2,5م ووزنها يصل إلى نحو 75 كجم.

تعيش الدلافين العاديَّة في المياه الدافئة والمدارية، وكثيرًا ما تسبح على شكل قطعان كبيرة، وتُشاهد مرارًا في المحيط الواسع. وأحيانًا تلاحق الدلافين العادية السفن لكيلو مترات عدة، وأثناء قيامها بذلك ربما تقفز هذه الدلافين اللعوبة من الماء وتقوم بحركات رشيقة.

خنازير البحر العادية

 من أصغر أنواع الدلافين، ونادرًا ما يتجاوز طول الواحد منها مترين، ووزنها يتراوح بين 45 و55كجم. وهذه الدلافين التي تسمى أحيانا خنازير الميناء، عادة ما تبحر منفردة أو على شكل مجموعات صغيرة. تتجنب خنازير البحر العادية الناس، وينقصها مزاح بعض الأنواع الأخرى من الدلافين ولهوها.

ولخنازير البحر العادية ظهور سوداء وجوانب سفلية بيضاء. ويعيش كثير منها في المياه الباردة للمحيط الأطلسي الشمالي وفي محيطات أخرى، ولكنها نادرًا ما تُرَى في المناطق الاستوائية. وتعوم أحيانًا بعض أفراد هذا النوع إلى أعلى الأنهار باحثة عن الطعام. وقد شوهدت في عدة أنهار رئيسية أوروبية بما فيها التايمز في إنجلترا والسين في فرنسا.

أنواع أخرى. تشمل أكبر الدلافين التي تسمى الحيتان القاتلة. ويصل طولها إلى تسعة أمتار، وربما يصل وزنها إلى أربعة أطنان مترية ونصف. وتنمو أفراد أنواع أخرى معروفة باسم الحوت المرشد أو التوتوج حتى يصل طولها ما بين 4,5 و6م.

وللحيتان المرشدة ظهور وجوانب رمادية أو سوداء. وتختلف عن الدلافين الأخرى الكبيرة بسبب بروز جبهتها. ومن بين أكثر أنواع الدلافين عددًا نجد الحيتان الطائرة، وتدور هذه الحيوانات الرشيقة أحيانًا بسرعة حول جنبيها عندما تقفز من الماء. ولمعظم أنواع الدلافين ألوان مميزة أو علامات أخرى. فمثلا دلافين رسّو بنيّة ورمادية، ومعظمها له كثير من الخطوط البيضاء غير المنتظمة. للحيتان بيضاء الجانب خطوط رمادية وبيضاء وصفراء على جوانبها. وتجعلها العلامات المزركشة جذَّابة ومحبوبة في كثير من الأحواض المائية وحدائق الحيوانات. وقد سميت الدلافين الرقطاء بذلك الاسم بسبب نقطها البيضاء، وللدلافين الرقطاء خطوط سوداء على جوانبها السفلية. ويتم التعرف على الخنزير البحري ¸دال· بوساطة جسمه الأسود وجانبيه الأبيضين. وهذه الحيوانات أكبر قليلاً من الخنازير البحرية العادية.

أجسام الدلافين

أجسام جميع الدلافين تشبه الطوربيد، وهذا ما يساعدها على التحرك في المياه بسرعة وبسهولة. ولها زوج من الأطراف الأمامية مجدافية الشكل تسمى الزعانف، ولكن لا توجد لديها أطراف خلفية. ولمعظم أنواع الدلافين أيضًا زعنفة ظهرية على ظهرها. وتساعد هذه الزعنفة الظهرية مع الزعنفتين الأماميتين، في المحافظة على اتزان الحيوان أثناء العوم. وتدفع الزعنفة الذيلية القوية المسماة فصّا الذَّنب الدلافين خلال الماء.

 

جلود الدلافين ناعمة ومطاطية. وتوجد طبقة من الدهن تُسَمَّى دهن الحوت تحت الجلد مباشرة. ويحفظ هذا الدهن الدلفين دافئًا، كما يخزن به الطعام. وهو أخف من الماء، وربما يساعد الدلافين على البقاء طافية.

وللدلافين رئات مثل بقية الثدييات الأخرى، وهذا مايفرض عليها الخروج إلى سطح الماء بانتظام لاستنشاق الهواء، وتفعل ذلك عادة مرة أو مرتين في الدقيقة. ويتنفس الدلفين من خلال فتحتي الأنف، ويوجد المنخر في أعلى رأسه. ويغلق الحيوان فتحة الأنف بوساطة عضلات قوية معظم الوقت أثناء وجوده تحت الماء.

للدلافين حاسَّة سمع قوية جدًا، فبإمكانها سماع مدى واسع من الأصوات منخفضة وعالية الطبقات، بما في ذلك كثير من الأصوات خارج مجال السمع الإنساني. وللدلافين أيضًا حاسَّة بصر جيدة، وللسطح الكلي لأجسامها حاسة لمس قوية. وتؤدي هذه الحواس وظائفها بكفاءة فوق سطح الماء.

للدلافين نظام طبيعي للموجات الصوتية يسمى تحديد موقع الصدى، يساعدها في تحديد موقع الأشياء تحت سطح الماء أثناء عومها.

يعرف الدلفين موقع مثل هذه الأشياء عن طريق إصدار سلسلة من أصوات الطقطقة والصفير، وتصدر هذه الأصوات عن جسم الدلفين عن طريق جزء بطيخي الشكل، وهو عضو في أعلى الرأس، يتكون من نسيج دهني خاص يوجه الأصوات إلى الأمام. وتنتج الأصداء عند انعكاس الأصوات من جسم ما أمام الدلفين ويحدد الحيوان مكان هذا الشيء عن طريق إصغائه إلى الأصداء.

لمعظم أنواع الدلافين عدد كبير من الأسنان، فبعض الأنواع له أكثر من 200 سن. وتستعمل الدلافين أسنانها فقط للإمساك بفريستها التي تكون أساسًا الأسماك وحيوانات تشبه الأخطبوط تسمى الحبَّار. وتبتلع الدلافين غذاءها دفعة واحدة، وعادة ما تلتهم رأس الفريسة أولاً.

حياة الدلافين

يتزاوج معظم الدلافين في الربيع وبداية الصيف. وخلال المغازلة تقوم الذكور بمداعبة الإناث وذلك بصدم رؤوسها وتشارك أيضًا في طقوس أخرى. وتستغرق فترة الحمل في معظم أنواع الدلافين من عشرة إلى اثني عشر شهرًا. وتلد الإناث دائمًا مولودًا واحدًا في المرة الواحدة يُسمَّى العجل وعادة تساعد واحدة أو أكثر من إناث الدلافين الأم أثناء الوضع.

يخرج ذيل العجل أولا، ولحظة ولادته يمارس السباحة بكفاءة، ولكن من المهم أن يعوم العجل لحظة الولادة إلى السطح، ليتنفس للمرة الأولى ويتم ذلك بمساعدة أمه أحيانًا. يبلغ طول الدلفين حديث الولادة نحو ثلث طول أمه.

صغار الدلافين تولد في الماء. وتدفع الأم وإناث الدلافين الأخرى المولود إلى السطح من أجل أن يتنفس الهواء. وتربي الأم وليدها باللبن حوالي العام. تتنفس الدلافين من منخرهاالموجود في قمة رأسها.

ولإناث الدلافين، مثل إناث الثدييات كلها، غدد خاصة تنتج اللبن. ويشرب العجل اللبن من حلمات ثدي أمه. وتُربي الأنثى صغيرها وتحميه لمدة تزيد على العام. ولا تؤدي ذكور الدلافين دورًا في العناية بصغارها.

تعيش معظم أنواع الدلافين 25 عامًا على الأقل. وتصل بعض أنواع الحيتان (الحوت المرشد) إلى عمر 50 عامًا. وأَسماك القرش هي الأعداء الرئيسية الطبيعية للدلافين.

تموت بعض الدلافين بعد عومها في مياه ضحلة جدًا وجنوحها إلى الشاطئ. ولا تستطيع هذه الحيوانات العيش لمدة طويلة خارج الماء، لأن درجة حرارة أجسامها ترتفع بدرجة مفرطة. ولا يعرف العلماء لماذا تجنح  الدلافين إلى الشاطئ، غير أن بعض العلماء يعزو ذلك الجنوح إلى قصور في نظام تحديد الموقع بوساطة الصَّدى.

حياة المجموعة. جاءت معظم المعلومات عن عادات الدلافين ومعيشتها من الأحواض المائية وحدائق الحيوانات. ويبدو أن للحيتان القاتلة مجموعات عائلية حميمة الصلة، يتكون معظمها من عدة حيوانات تصل إلى 17 أو 18 حيوانًا في كل عائلة. وتعيش الدلافين قـنِّيـنـيّـة الأنف في شكل مجموعات، وكل مجموعة تتألف من 12 حيوانًا. ومنَ بين بعض الأنواع نجد أن وحدات العائلة تضم قطعانًا يتراوح عددها بين 100 و1,000 دلفين.

تتكون معظم مجموعات العائلة من ذكر مسيطر وعدة إناث مع صغارها، وقليل من الدلافين غير المكتملة النمو من الجنسين. وتلعب الحيوانات في المجموعة معًا وتصيد غذاءها معاً، وتساعد باقي أفراد المجموعة عند الحاجة كذلك. وأحيانًا تستعمل الدلافين ظهورها أو زعانفها للمحافظة على دلفين مريض أو جريح بالقرب من سطح الماء حتى يتمكن من التنفس.

تتصل الدلافين بعضها ببعض بوساطة سلاسل معقدة من الأصوات تسمى إخراج الأصوات الكلامية. وتُصْدِر الحيوانات هذه الأصوات من أكياس مليئة بالهواء متصلة بمناخيرها. ويشبه إخراج الأصوات الكلامية أصوات الطقطقة والصفير في تحديد الموقع باستخدام الصَّدى.

السباحة والغوص

تسبح الدلافين بتحريك فَصَّي الذَنِب إلى أعلى وأسفل. ويختلف ذلك الأسلوب عن الأسماك التي تدفع جسمها عبر الماء عن طريق هز زعانف ذيلها من جنب لآخر. وتستعمل الدلافين فصَّيْ ذنبها للقيام بانعطافات حادة ووقفات فجائية. وتستطيع الحيتان القاتلة وبعض الأنواع الأصغر من الدلافين السباحة بسرعة تتراوح بين 30 و40كم/س، ولكنها تحافظ على هذه السرعة فقط لوقت قصير. وتسبح معظم الدلافين أبطأ من ذلك بكثير.

لا تغوص الدلافين عميقًا عادة، رغم أَنها قادرة على ذلك. وقد دُرِّبَتْ بعض الدلافين على الغوص أكثر من 300 متر. وعندما يغوص الدلفين، تصاب رئته بضعف شديد، ويقل معدل ضربات القلب. وتسمح هذه الإجراءات لجسم الحيوان بالتواؤم مع الضغط المتزايد أثناء الغوص إلى عمق أكثر تحت الماء.

الدلافين تتحرك في مجموعات تسمى القطعان. ويقوم الدلفين بتحريك ذيله والجزء الخلفي من جسمه إلى أعلى وإلى أسفل. ويقلّل جسم الحيوان الانسيابي الشكل وجلده الناعم من الاحتكاك بالماء.

الدلافين والناس

يعود الارتباط الحميم بين الدلافين والناس لآلاف السنين، فقد زين الإغريق العملات والآنية الفخارية والحوائط بصور الدلافين، فظهرت الحيوانات في الأساطير الإغريقية والرومانية. وعَدَّ الإغريق الدلفين العادي مقدسًا ورمزًا لعبادة أبولّو. واعتبر البحارة لقرون عديدة أن وجود الدلافين قرب السفن علامة على رحلة طيبة سلسة. من ناحية أُخرى، يقتل الصيادون من عدة أقطار آلافًا من الدلافين سنويًا. وتوفر الدلافين اللحم الذي يأكله الناس والحيوانات الأليفة في هذه الأقطار، وقد استعمل الزيت المستخرج من أجسامها مخفِّفًا للاحتكاك.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت ملايين الدلافين في شباك الصيد المخصَّصة لصيد أسماك القد والماكريل والسالمون والأنواع الأخرى من الأسماك. وصيد أسماك التونة في المحيط الهادئ المداري مسؤول عن العدد الكبير لهذه الوفيات. وكثيرًا ما تعوم الدلافين فوق قطعان كبيرة من أسماك التونة لسبب غير معروف. ونتيجة لذلك، فإن الشباك المخصَّصة لصيد التُّونة توقع بالكثير من الدلافين أيضًا. وقد سنَّت بعض الحكومات قوانين تحدد عدد الدلافين الممكن قتلها سنويًا بوساطة ملاحي صيد التونة. كما قلَّلت التقنية المحسنِّة لصيد الأسماك عدد الدلافين المقتولة بدون قصد الإنسان.

ومنذ منتصف القرن العشرين، دُرّبت آلاف الدلافين على تأدية الحيل والألعاب البهلوانية في عروض قدّمتها الأحواض المائية وحدائق الحيوانات ومتنزهات التسَّلية.

وقد أجرى العلماء مختلف أنواع البحث على الدلافين لمعرفة أسرار نظم الاتصالات المعقدة التي تستخدمها هذه الحيوانات.

الأبحاث على الدلافين

يُسِّرت هذه الأبحاث نتيجة لاستجابة الحيوانات للتجارب، وقد ركز معظم البحث على ظاهرة تحديد الموقع باستخدام الصَّدى ونظم الاتصال. فعلى سبيل المثال، فإن الدلافين التي عُصبَت أعينها تستعمل طريقة تحديد الموقع باستخدام الصَّدَى، لتحدد حتى الفروق الصغيرة في شكل الأشياء وحجمها وسمكها.

تتصل الدلافين بعضها ببعض بإصدار أنواع مختلفة وكثيرة من الأصوات، ويبدو أن أصواتًا معينة مرتبطة ذهنيًا بأوضاع محددة، فعلى سبيل المثال، يعتقد بعض علماء الحيوان أن الدلافين تصدر صوتًا معينًا حينما تكون في مأزق، رغم أن النداءات التي تصدرها في حالات الكرب عمومًا متفاوتة. وأخيرًا، يأمل الباحثون في اكتشاف الجوهر الصحيح للمعلومات التي يبدو أن الدلافين تنقلها فيما بينها.


seaworld

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

seaworld
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

367,890