أن الأعاجيب المدهشة التي يقوم بها المتكلمون من بطونهم مبينة على نفس خصائص السمع التي تحدثنا عنها في موضوعات خداع السمع و عجائب السمع.
لقد كتب البروفيسور جامبسون ما يلي ( إذا سار احد الأشخاص على قمة السطح فإن صوته يحدث في داخل الدار همسا خافتا . وكلما ابتعد عن القمة باتجاه الحافة, زاد خفوت الهمس. وإذا جلسنا في إحدى غرف الدار, فإن أذننا لا تستطيع تمييز اتجاه الصوت وبعد مصدره عنا. ولكن تبعا لتغير الصوت يستنتج عقلنا بأن مصدره يبتعد عنا أما إذا اخبرنا الصوت بالذات بأن صاحبه يسير فوق السطح فإننا سنصدق ذلك بسهولة وأخيرا. إذا تحدث احد الأشخاص مع الشخص صاحب الصوت.من خارج ذلك المكان وحصل منه على بعض الأجوبة التوضيحية لكانت الصورة واضحة أمامنا تماما.
وهذه هي الشروط التي تلاءم عمل المتكلم من بطنه. وعندما يأتي دور الكلام إلى الشخص الموجود فوق السطح . فإن الشخص المتكلم من بطنه يدمدم بصوت خافت. أما عندما يصله الدور في الكلام فإنه يتكلم بصوت واضح وقوى لكي يخفى التباين مع بقية الأصوات. أن محتوى ملاحظاته وأجوبة محدثه المزعوم. تقوى الصورة الخيالية. أن نقطة الضعف الوحيدة في هذه الخدعة, ربما تكون بادية من كون الصوت الموهوم للشخص الموجود في الخارج يصدر في الواقع عن شخص موجود على خشبة المسرح, أي يكون اتجاهه مزورا.
(( ويجب كذلك أن نلاحظ بأن اسم المتكلم من بطنه هو اسم لا يلاءم واقع الحال ويجب على المتكلم من بطنه لن يخفى عن مستمعيه تلك الحقيقة التي تظهر عندما يأتي دور الكلام إلى زميله يقوم هو بالكلام في الواقع ولهذا الغرض يستخدم مختلف الحيل . ويحاول بالاستعانة بمختلف أنواع الإشارات أن يصرف عنه انتباه المستمعين وعندما ينحني جانبا ويقرب يده من أذنيه كما لو كان يسترق السمع فإنه يحاول إخفاء شفتيه عن الأنظار قدر استطاعته وعندما لا يستطيع إخفاء وجهه فإنه يحاول القيام بحركات الشفاه الضرورية فقط .ومما يساعده على ذلك هو أن الشيء المطلوب في معظم الأحيان يعتبر همسا خافتا غير واضح .وتخفى حركات الشفاه بصورة جيدة بحيث تجعل بعض الناس يعتقدون بأن صوت الفنان يخرج من مكان ما فى جوفه_ومن هنا اشتق اسم:المتكلم من بطنه.
وهكذا نرى أن العجائب المزعومة للتكلم من البطن مبينة كليا على أساس أننا لا نستطيع أن نحدد اتجاه الصوت بدقة أو بعد مصدره عنا. وفى الأحوال العادية نتوصل إلى ذلك بصورة تقريبية فقط ولكننا إذا كنا في وضعية غير طبيعية لتقبل الصوت فسوف نرتكب خطأ كبيرا فيما يتعلق بتعيين مصدر الصوت.وعندما كنت شخصيا أراقب الشخص الذي يتكلم من بطنه لم يكن بمقدوري أن اشك في الخدعة بالرغم في اطلاعي التام على جلية الأمر.
ساحة النقاش