بعد أن تفشت التهابات الكبد وخاصةً الوبائية منها بصورة خطيرة وتوطنت في الكثير من دول العالم سواء في صورها الحادة أو المزمنة وأصبحت تمثل مشكلة خطيرة على صحة الإنسان، عكف الباحثون على إجراء العديد من الأبحاث بهدف التوصل إلى الأسباب المؤدية إلى هذه الأمراض وإيجاد الطرق المناسبة للوقاية منها.
ففي إطار الأبحاث العلمية، حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء المختصين الصحيين والمرضى بخصوص حدوث أعراض جانبية خطيرة على الكبد لدى المرضى الذين يستخدمون علاج "يتوكونازول" على هيئة أقراص والمسوق في السعودية بالاسم التجاري "نيزورال".
ويستخدم مستحضر "نيزورال" عن طريق الفم لعلاج العديد من الالتهابات الفطرية في حال عدم قدرة المستحضرات الأخرى على علاجها أو عدم قدرة المرضى على تحمل تلك المستحضرات.
وقد تم رصد عدد من حالات الوفيات وكذلك حالات تطلبت زراعة كبد بالتزامن مع استخدام مستحضر "نيزورال، حيث أنه في بعض الحالات المرصودة لم يكن لدى المرضى أي عوامل خطورة أخرى قد تساهم في حدوث هذه الأعراض، طبقاً لما ورد بجريدة "الأقتصادية السعودية".
وتحدث هذه الأعراض لدى المرضى بمعدل حالة واحد لكل عشرة آلاف مريض يستخدمون المستحضر (1/10000) وقد تكون هذه الإحصائية أقل من ما هو عليه الحال نظراً لمحدودية عدد تقارير الأعراض الجانبية التي يتم الإبلاغ عنها من قبل المختصين الصحيين ويتراوح المدى الزمني لحدوث الأعراض الجانبية على الكبد مابين أسبوع إلى شهر منذ بدء استخدام المستحضر.
نصائح طبية
- نظراً لفرصة حدوث أعراض جانبية خطيرة على الكبد يجب مقارنة المنافع المرجوة بالمخاطر المتعلقة باستخدام مستحضر "نيزورال" مع الأخذ بعين الاعتبار توفر مستحضرات أخرى ذات فاعلية لعلاج الفطريات.
- فرصة حدوث أعراض جانبية خطيرة على الكبد تزداد عند استخدام أقراص "نيزورال" لمدة طويلة. لذلك يجب تقييم استجابة المرضى ومقارنة المنافع المرجوة بالمخاطر المتعلقة باستخدامه لمدة تزيد عن 10 أيام.
- يجب متابعة وظائف الكبد لجميع المرضى الذين يستخدمون أقراص "نيزوال" وذلك بعد أسبوعين وأربعة أسابيع من استخدام المستحضر وبشكل شهري بعد ذلك. على أن يتم إيقاف استخدام المستحضر في حالة وجد أي ارتفاع (3 أضعاف المعدل الطبيعي) في نتائج فحوصات وظائف الكبد.
- يمكن استخدام أقراص "نيزورال" في حالات الضرورة القصوى لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع في إنزيمات الكبد أو لديهم خلل في وظائف الكبد مسبقاً وذلك عند تكون المنافع المرجوة من استخدامه تفوق أعراضه الجانبية على الكبد. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار تقييم وظائف الكبد بشكل مكثف.
- يجب تثقيف المرضى بعلامات تضرر الكبد وحثهم على إيقاف استخدام المستحضر ومراجعتهم للطبيب عند حدوثها.
نصائح للمرضى
- يجب أن طبيبك على دراية في حالة وجود أي مشاكل أمراض بالكبد في الوقت الحالي أو حدثت مسبقاً.
- قد تحدث أعراض جانبية خطيرة على الكبد حتى عند استخدام أقراص "نيزورال" لمدة قصيرة.
- يجب أن توقف استخدام مستحضر "نيزورال" في حالة ظهور الأعراض التالية :
. وجود صداع شديد وبشكل مستمر أو تغير في وضوح الرؤية.
ب. حدوث فقدان للشهية بشكل كبير.
ج. حدوث نقص للوزن بشكل ملحوظ.
د. حدوث غثيان أو قيء.
هـ. الإحساس بالإعياء أو ارتفاع حرارة الجسم.
و. حدوث آلام بالمعدة.
ز. الإحساس بضعف في العضلات.
ح. اصفرار لون الجلد أو العينين.
ط. تغير لون البول إلى لون قاتم أو أن يكون لون البراز باهتاً.
أغذية مريض الكبد
اعتبرت الجمعية المصرية للدراسة المعدية وأمراض الكبد أن الغذاء المناسب لمرضى الكبد جزء من العلاج تماماً مثل الدواء، وبصفة عامة طالما أن كفاءة الكبد معقولة، فلا يجب أن يتجنب المريض أى طعام، أى أن الغذاء المناسب هو الذى يحتوى على كربوهيدرات وبروتينات ودهون ويحتوى على الفيتامينات والمعادن المهمة، وطبعاً الامتناع عن شرب الكحوليات.
وبالنسبة للالتهاب الكبدى المزمن لا توجد موانع لأكل البروتينات ويجب تشجيع المرضى على أكل البروتينات النباتية والحيوانية مع غذاء يحتوى على بقية العناصر الهامة.
وبالنسبة لمرضى الكبد بصفة عامة يجب الاهتمام بالسلطة الخضراء والخضار الغير كامل التسبيك "نئ × نئ" والفاكهة، حيث أثبتت الأبحاث وجود مضادات الأكسدة فى هذه الأغذية والتى تساعد الجسم على مقاومة أمراض الكبد، فالغذاء الذى يحتوى على كمية كبيرة من الخضروات والفاكهة وقليل من الدهون يمكن أن يقلل من نسبة حدوث أورام بالكبد، كذلك يفضل استعمال زيت الزيتون وذلك لعدم وجود فطريات به والتى قد تفرز مادة الأفلاتوكسين والتى قد تساعد على حدوث الأورام الكبدية.
وتحذر الجمعية مرضى الكبد بعدم تناول الأغذية والأطباق التى تستعمل فيها طرق طهى لا تتحملها (مثل المسبك)، أما بالنسبة لسوء الهضم والانتفاخ، فيجب أن يمتنعوا فقط عن الأغذية التى قد تسبب الانتفاخ... فمثلا لو كانت السبانخ تسبب متاعب لك ابتعد عنها، كما تنصح المرضى بتدوين أنواع الأطعمة التى تسبب لهم متاعب، وبذلك يصلون إلى قائمة بالطعام المناسب والغير مناسب لهم.
أما عن الأطعمة التي قد تسبب الانتفاخ بالنسبة لمرضى الكبد فهى الحبوب، الكرنب، الفلفل الحلو، البصل، زعتر، عيش الغراب، الكرات، الكرنب، سلاطة البطاطس، البيض المسلوق كاملاً، الأكلات المحمرة، والمدهنة والأكلات المدخنة، والشاى الثقيل أو القهوة الدوبل، والمكسرات "البندق ، اللوز، الجوز، عين الجمل" ، الكريمة، الفاكهة بالبذور "مثل العنب، الجوافة".
وتشير الجمعية المصرية إلى أن علامات سوء التغذية لمريض الكبد تتمثل في نقص الوزن الظاهر، وزيادة نسبة الدهون عن نسبة العضلات، وتورم القدم وانتفاخ بالبطن، وكذلك ضعف العضلات وضمورها، ويمكن ملاحظة ذلك فى عضلات الذراع والفخذ.
وعن دور البروتينات "اللحوم" بالنسبة لمرضى الكبد، تؤكد الجمعية أن البروتينات هى المفتاح للغذاء الجيد لهؤلاء المرضى بصورة عامة، وأيضاً هى الطريق لحدوث مضاعفات الكبد والمتعلقة بإلاضطرابات العصبية فى الحالات المتقدمة.
فعندما يتناول الإنسان اللحوم، يتم هضمها وامتصاص أصغر جزئياتها فى الدم فى صورة أحماض أمينية ... ولكن بعض البروتينات لا يتم امتصاصها وتتغذى عليها البكتريا التى تعيش فى داخل الأمعاء، وينتج عن هذه البكتريا بعض السموم والتى يتم امتصاصها داخل الكبد، ناهيك عن تكسير البروتينات وامتصاص مكونات التكسير مثل الأمونيا فى الدم وتذهب هذه المواد إلى مخ المريض وتسبب له الاضطرابات العصبية.
ويجب أن نعرف أن البروتين يتكون من أحماض أمينية، ونحن نحتاج هذه الأحماض الأمينية لتكوين العضلات وجسم الانسان نفسه "حتى نسيج الكبد" وهى أيضاً مهمة لتكوين الهرمونات والأنزيمات التى يحتاجها الجسم للعمليات الحيوية المختلفة، ويجب أن نعرف أن البروتين يصعب تكوينه من الدهون والكربوهيدرات.
ويعطى مريض الكبد والذى يشكو من أعراض عدم القدرة على التركيز والدوخة ورعشة فى اليد حوالي 40 جم بروتين فى اليوم، ويستحب بين الحين والآخر زيادتها إلى 60جم فى اليوم، ويجب منع البروتينات نهائياً فى حالات الغيبوبة الكبدية.. أما الانسان النباتى الذى لا يأكل اللحوم ويعتمد على الغذاء النباتى "الخضار" يحصل على 30 جم بروتين فى اليوم على الأقل من الخضروات.
وتنصح الجمعية مرضى الكبد بالامتناع عن ملح الطعام فى حالة تورم القدمين والاستسقاء بالبطن، ويجب أن يعلم المريض أن لتر من اللبن الحليب يحتوى على 102 جم ملح، وأيضاً المياه المعدنية تحتوى على ملح واستعمال الخضار والفاكهة يعطى غذاء قليل الملح .
وعن بدائل استعمال الملح، فينصح الأطباء باستعمال سلطة خضراء طازجة بدون إضافة ملح، واستعمال الفواكه الطازجة، والليمون والخل، والأعشاب والبهارات، والثوم، والبصل، والطماطم، وكذلك الغذاء غير كامل التسبيك "نئ × نئ"، واستعمال مستردة والجرجير والكرات، وأيضاً يمكن استعمال بدائل الملح مثل كلوريد البوتاسيوم أو الملح الطبي.
ساحة النقاش