تثير الطريقة التي يمكن أن تستخدم وفقها هذه المادة دهشة الخبراء والمختصين، تماما كما تثيرهم الخصائص التي تتمتع بها.
جرى تصوير مادة الغرافين المأخوذة من الكربون على أنها "الشيء الكبير المقبل" في عالم التكنولوجيا، حتى قبل أن يفوز العالمان الرائدان في مجال البحث فيها بجائزة نوبل للفيزياء العام الماضي، إذ يعتقد البعض أنها قد تنهي دور مادة السليكون، وتغيِّر مستقبل صناعة وشكل الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى وإلى الأبد.
المادة المعجزة للقرن الحادي والعشرين
قيل إنها أقوى مادة سبق أن جرى قياس قوتها، وهي تُعتبر شكلا لهذه المادة أكثر تطورا من مادة السليكون، وقد تكون بديلا لها في المستقبل، وأهم مادة موصلة عرفها الإنسان في تاريخه، لطالما "دوَّخت" خصائصها الباهرة العاملين في مجال العلوم، وبالتالي أهل الإعلام.
وقال أحد العلماء الذين أجروا بحوثا على المادة، وهو أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كولومبيا، جيمس هون: "يثبت البحث الذي أجريناه أن الغرافين هي المادة التي سبق أن جرى قياسها من قبل، فهى أقوى بـ 200 مرََّة من مادة الفولاذ".
وأضاف هون قائلا: "يحتاج الأمر إلى وقوف فيل على قلم رصاص لاختراق صفيحة من الغرافين لا تتجاوز سماكتها سماكة رقاقة الساران التي تُستخدم في عمليات التغليف".
وتثير الطريقة التي يمكن أن تستخدم وفقها هذه المادة دهشة الخبراء والمختصين، تماما كما تثيرهم الخصائص التي تتمتع بها.
يقول الدكتور غيم: "ليس لمادة الغرافين مجرَّد تطبيق واحد، كما أنها ليست حتى مجرَّد مادة واحدة فحسب. إنها طيف هائل من المواد. وأفضل مقارنة تساعدنا على فهم استخداماتها هو مقارنتها بالاستخدامات الواسعة للبلاستيك".
ما هي مادة الغرافين؟
-
مأخوذة من الغرافيت، والمكوَّن بدوره من طبقات ضعيفة التماسك من الغرافين
-
مكوَّنة من ذرات الكربون المرتَّبة على هيئة أشكال سداسية محكمة، وهي بسماكة ذرة واحدة
-
وضع ثلاثة ملايين صفيحة من الغرافين فوق بعضها البعض ينجم عنه صفيحة بسماكة ملمتر واحد فقط
-
في عام 1947، كان عالم الفيزياء النظرية الكندي، فيليب راسل ووليس، هو أول من وضع تصوُّرا لشكل حزمة الغرافيت، وذلك على الرغم من أنه كان يُعتقد أنه من المستحيل أن توجد مثل تلك الحزمة في عالمنا الحقيقي
-
نظرا لتوقيت مثل هذا الاكتشاف، فقد ربط بعض أصحاب نظريات المؤامرة بين مادة الغرافين وبين المواد التي تم العثور عليها في موقع روزويل في نيو مكسيكو، حيث قيل في حينها إن جسما غريبا كان قد تحطَّم فيه في عام 1947
-
- في عام 2004، بيَّنت فرق من الباحثين، بينهم العالمان الدكتور أندريه غيم وقنسطنطين نوفوسيلوف، كيف أن الطبقات المفردة يمكن عزلها، الأمر الذي قاد إلى فوز العالمين المذكورين بجائز نوبل للفيزياء عام 2010
-
هي ناقل جيد للحرارة والكهرباء، ويمكن استخدامها لتطوير دارات كهربائية شبه ناقلة وقطع غيار كمبيوتر. وقد أثبتت التجارب أن المادة قوية بشكل لا يُصدَّق.
ساحة النقاش