التعامل مع الأطفال المصابين بمتلازمة داون

قالت الدكتورة إيمان دويدار، استشاري الصحة النفسية للأطفال، إن الإصابة بـ"متلازمة داون"، أو ما يعرف فى مجتمعنا بالطفل المنغولي، تحدث نتيجة تغير فى الكروموسومات، بعد أن تبدأ الخلية فى الانقسام، عقب إخصاب البويضة بشكل مباشر فى الرحم.

وأضافت دويدار، فى تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن الخلايا الطبيعية فى جسم الطفل تحتوي على 46 كروموسوما، منها 23 للأم ومثلها للأب، موضحة أن 95 من حالات الأطفال المصابين بالداون تحدث نتيجة الاختلال فى الكروموسوم رقم 21، وهو النوع الأكثر شيوعا فى متلازمات داون.

وأوضحت أن هناك العديد من السمات التى تخص الاطفال المصابين بمتلازمة داون، التى يسهل تعرف الآباء والأمهات من خلالها عليها عقب ولادته مباشرة، ومن أهمها،"كبر حجم اللسان، واتساع العينين وتباعدهما، وميل العين إلى أعلى، وضعف العضلات، وقصر القامة".

وأشارت  استشاري الصحة النفسية للأطفال الى أن الدراسات أثبتت أن مستوى الذكاء لدى الطفل المصاب بمتلازمة داون يكون أقل من الطبيعي بالنسبة لاعمارهم بسبب إعاقتهم، إضافة الى أنهم أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الدم لكثرة المشاكل الصحية التي يعانون منها.

وأضافت أن الاطفال المصابين بمتلازمة داون، يعانون العديد من المشاكل الصحية، حيث ترتفع نسبة إصابتهم بأمراض القلب الخلقية، وتزيد نسبة إصابتهم بالالتهابات نظراً لانخفاض المناعة لديهم، فضلا عن معاناتهم لمشاكل فى التنفس، والهضم، واضطرابات الغدة الدرقية، ومشاكل ضعف السمع والبصر، وصعوبة الكلام، وتعدد مشاكل التغذية.

وتابعت: أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من الإصابة بمتلازمة داون واضطراب التوحد معا، يعانون من وجود تأخر فى النمو المعرفي والتطور الاجتماعي والعاطفي لديهم.

وناشدت استشاري الصحة النفسية للأطفال، المجتمع ككل الوقوف الى جانب الوالدين، فى توفير الرعاية الذاتية للأطفال المصابين بالداون، والاعتراف بحقوقهم، وتوفير جمعيات ومراكز متخصصة لاستقبال هذه الحالات، وتدريبهم بشكل مهني حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم فى كسب عيشهم، دون استغلال الآخرين لهم بشكل خاطئ.

وطالبت استشاري الصحة النفسية للأطفال، آباء وأمهات الأطفال المصابين بالداون، باللجوء السريع منذ الطفولة المبكرة الى المتخصصين فى علاج هذه الحالات بشكل دوري، وعلى نحو سليم، والعمل دائماً على تنمية مهاراته، فعلى رغم اختلافه عن بقية أقرانه فى مراحل نموه المختلفة، ولكنه يمتلك مواهب وقدرات خاصة ليست موجودة لدى غيره من الأطفال.

وقدمت استشاري الصحة النفسية للأطفال، بعض النصائح لكيفية تعامل الآباء والأمهات مع الأطفال المصابين بالداون:

 الابتعاد عن الإنكار، وتخطي مرحلة الصدمة والبدء فى التفكير فى كيفية مساعدته في أن يتعلم ويكتسب مهارات جديدة، ومنها كيفية تدريبه على خدمة نفسه فى المستقبل، والتعايش مع الواقع. يجب على الأم أن تحاول التقرب من طفلها المصاب بمتلازمة داون، لكى يمكنها التعرف على احتياجاته بدون طلب منه.  يجب على الأم إرضاع طفلها المصاب بمتلازمة رضاعه طبيعية، فذلك قد يقيه الإصابة بالأمراض.  اعلمى جيداً أن طفلك الداون طفل اجتماعي حنون ولديه حب للحياة فساعديه على ذلك.  حاولى دائماُ ان تبتكرى طُرقا جديدة فى تنمية المهارات المختلفة لديه مبكراً.