هناك أناس يعيشون بيننا قد لا نكتشف وجودهم من فرط حرصهم على ألا يزعجوا الآخرين بأنينهم وسخطهم ورغباتهم وتطلعاتهم وصغائرهم,فيعبروا الحياة كما تعبر النسمة الرطيبة الوجوه فتلطفها فى شدة القيظ بغير أن نراها, ثم نحس فجأة بعمق خسارتنا فيهم,وبأهمية ما كانوا يمثلونه فى حياتنا من النبل الإنسانى,وبمدى ما خلفوه وراءهم من فراغ سحيق ,عندما يرحلون عن الحياة فى صمت بعد أن أعطوها الكثير وبغير أن يأخذوا منها الكثير, كأنما خلقوا ليكونوا أشجار للصبر تؤكد سمو الحياة المطرد وخيرتها والأمل ففيها