حلمي النمنم يحلل لنفسه ما حرمه على غيره
مع الفارق الشاسع بينه وبين غيره علمياً
ــــــــــ
منذ سويعات قليلة نُشر بالفيسبوك في الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة المصرية، تحت عنوان (وزير الثقافة يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين دار الكتب والوثائق ومعهد المخطوطات العربية .. غداً) الآتي: يشهد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، بمقر مكتبه بالزمالك، توقيع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور شريف كامل شاهين، مذكرة تفاهم مع معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برئاسة الدكتورفيصل الحفيان في مجال التبادل الثقافي، وذلك في الثانية ظهر غدا الثلاثاء 30 أغسطس. تضم مذكرة التفاهم عددًا من البنود المهمة من بينها: تعاون الطرفين في مجال إدارة تبادل المطبوعات والفهارس، والمستنسخات الميكروفيلمية والرقمية من المخطوطات، بالإضافة إلى نشر النصوص التراثية ورقمنة المخطوطات، وحقوق الملكية الفكرية وحقوق إعادة الإنتاج للمواد التراثية المستخدمة، كما يشمل التعاون استقبال دار الكتب للطلبة المنتسبين لمعهد المخطوطات في برامجه الأكاديمية والتدريبية التي يقيمها في مجالات: فهرسة المخطوطات والرقمنة، الترميم وتحقيق النصوص، على أن يقوم معهد المخطوطات بتوفير منح دراسية للباحثين لدى دار الكتب، ويبدأ سريان هذه المذكرة بمجرد توقيعها وتظل سارية لمدة عام قابل للتجديد. جدير بالذكر إن دار الكتب والوثائق القومية لديها مركز ضخم لترميم الكتب والمخطوطات كما تشمل دار الكتب إدارة عامة للمخطوطات والبرديات و المسكوكات، وتعد مذكرة التفاهم حلقة في سلسلة متواصلة من التعاون مع هيئات مختلفة من بينها معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو بجامعة الدول العربية.
قرأت هذا الخبر وتذكرت ما حدث منذ عام تقريباً، عندما منع النمنم سفر معرض مستنسخات وثائق وصور مسرحية، كان سيشارك في مهرجان طنجة الدولي للمسرح في دورته الرابعة. وذكر النمنم أسباباً مضحكة للغاية لهذا المنع، جعلتني ألقنه درساً قاسياً، ليتعلم الفرق بين الوزير بدرجة موظف، وبين الأستاذ الجامعي الذي يرقي دكاترة الجامعات ... ومن الواضح أن لقب (دكتور) هو سبب الأزمة النفسية عند البعض منّا !! عموماً لا أريد أن أطيل عليكم، وسأنشر الدرس الذي لقنته للنمنم .. أقصد (المقالة) التي نشرتها في جريدة (مسرحنا) عدد 439 بتاريخ 11 يناير 2016، والتي لم يجرؤ النمنم على الرد عليها حتى الآن!! وها هي كاملة:
هذه حقيقة إنهاء انتدابي للمركز القومي للمسرح
د. سيد علي إسماعيل
كلية الآداب – جامعة حلوان
ــــــــــــ
مقالة الأستاذ يسري حسان الأسبوع الماضي، تحمل تصريحات حلمي النمنم وزير الثقافة، وهي تصريحات تتعلق بموضوعين: الأول عن السرقة العلمية، والآخر عن (سبب إنهاء ندبي عن رئاسة المركز القومي للمسرح)!! وبالنسبة لواقعة السرقة العلمية، التي قام بها الدكتور عبد الستار فتحي في مايو 2015، عندما اشترك في مؤتمر (الرقابة والمسرح) ببحث مسروق من كتاباتي المنشورة عن الرقابة عام 2011 ... إلخ! هذا الموضوع للأسف الشديد لا أستطيع الرد عليه هنا؛ لأنني قمت بالرد عليه فعلاً منذ أيام في موقع (الفرجة) بالإنترنت لصاحبته بشرى عمور؛ لأن معالي الوزير أرسل لها الموضوع عن طريق محمد مندور مستشاره الإعلامي فقامت بنشره قبل أن يُنشر في جريدة مسرحنا، وقمت بالرد عليه بصورة شافية وافية تحت عنوان (إلى حلمي النمنم وزير الثقافة .. قدم استقالتك)! وأتمنى أن يوافق الأستاذ يسري حسان في إعادة نشره الأسبوع القادم في مسرحنا، مع تعدلات وزيادات وفقاً للجديد في تصريحات النمنم - حيث إن ردي في موقع (الفرجة) لم يُنشر ورقياً حتى الآن - ويستطيع كل قارئ الاطلاع عليه في موقع الفرجة (http://alfurja.com)
أما الموضوع الآخر، وهو تصريحات حلمي النمنم بخصوص استبعاده أو إقصائه – كما صرح بألفاظه المنشورة - لي عن رئاسة المركز القومي للمسرح؛ لأنني ارتكبت مخالفة إدارية جسيمة، تمثلت في (إعلاني عن عرض وثائق مسرحية نادرة في أحد المهرجانات المسرحية بالمغرب، وهي وثائق ملك الوزارة لا يمكنني عرضها دون استئذان)!! وقبل أن أرد على هذا الكلام، يجب أن أذكر هذين التاريخين: الأول 19/9/2015، وهو تاريخ تولي النمنم وزارة الثقافة! والثاني 29/9/2015، وهو تاريخ صدور قرار النمنم باستبعادي عن رئاسة المركز!! مما يعني أنني عملت في وزارة النمنم (عشرة أيام فقط)، وفي هذه الأيام العشرة ارتكبت هذه المخالفة الإدارية الجسيمة، التي ذكرها النمنم، والتي استوجبت استبعادي! هذه المقدمة ضرورية؛ والآن أبدأ في الرد على ما ذكره النمنم في سبب استبعادي عن رئاسة المركز!!
أولاً: إعلاني عن عرض وثائق مسرحية
ــــــــــــــــــ
نتفق منذ البداية أن النمنم يقصد بعبارة (إعلاني عن عرض وثائق مسرحية)؛ بأنني (أعلنت) ولم (أعرض بعد)!! ولكنه لم يذكر: أين أعلنت؟ ومتى أعلنت؟! ربما لا يهم أين أعلنت؛ ولكن المهم متى أعلنت! لأن من المؤكد أنني أعلنت في الفترة من 19 إلى 29 سبتمبر، أي خلال الأيام العشرة التي قضيتها في وزارة النمنم، فقرر استبعادي!! وهنا يجب أن أعترف بأنني بالفعل أعلنت عن هذا العرض ليس مرة أو مرتين بل ثلاث مرات: الأولى في جريدة (الأخبار) يوم 9/9/2015 تحت عنوان (مستنسخات المركز القومي للمسرح في طنجة)،
والثاني في مجلة (الكواكب) يوم 15/9/2015 تحت عنوان (معرض الوثائق والصور النادرة يمثل مصر بمهرجان طنجة المسرحي بالمغرب)،
والثالث في جريدة (الأهرام المسائي) يوم 17/9/2015 تحت عنوان (القومي للمسرح يشارك في مهرجان طنجة)!!
أتمنى أن يقرأ النمنم هذه التواريخ جيداً، حتى يكتشف أن إعلاني عن هذا المعرض تمّ قبل أن يصبح وزيراً للثقافة!! وهنا أسأل معالي الوزير النمنم: ما علاقتك بهذا الأمر؟!! هذا الأمر من اختصاص وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، الذي يعلم كل صغيرة وكبيرة عن هذا الموضوع!!
ثانياً: وثائق أم مستنسخات
ـــــــــــــ
زعمّ النمنم أنني أعلنت عن عرض (وثائق مسرحية)! وهنا أتعجب من أن النمنم - الذي كان يعمل في دار الوثائق القومية - لا يُفرق بين (الوثائق) و(مستنسخات الوثائق)، أي بين الأصول والصور!! فالجميع يعلم – والنمنم أولهم – بأنني أول من طبق عملياً فكرة معرض مستنسخات مقتنيات المركز القومي للمسرح، وأول معرض أقمته داخل مصر كان في الأوبرا والهناجر أيام المهرجان القومي للمسرح المصري في عهد وزير الثقافة السابق الدكتور عبد الواحد النبوي!! والجميع رأى وشاهد وقرأ والتقط الصور (لمعرض المستنسخات) وليس (لمعرض الوثائق): أي مستنسخات مصورة من الأصول!! وهذا المعرض حقق نجاحاً غير مسبوق في عهد النبوي، فكافأني النمنم عليه بالاستبعاد
(جانب من معرض المستنسخات، الذي عجز النمنم على تكراره)
ثالثاً: استئذان الجهات المسئولة
ــــــــــــــــ
يزعم النمنم بأنني أردت إقامة المعرض في المغرب دون استئذان!! لذلك أنشر له هذا المستند، وهو مذكرة رفعتها إلى (السلطة المختصة) وهو الدكتور سيد خاطر – رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي والمفوض بسلطات وزير الثقافة – برقم وارد (5971) في 11/8/2015، هذا نصها: " فبناءً على الخطاب، الخاص بدعوتي للمشاركة ببحث في ندوة (المسرح والمدينة)، وتوقيع أحد إصداراتي ضمن فعاليات مهرجان طنجة الدولي للمسرح في دورته الرابعة في الفترة من (2-6 أكتوبر 2015)، أرجو من سيادتكم التكرم بالموافقة، علماً بأن الدعوة شاملة السفر بالطيران، والإقامة، والانتقالات الداخلية دون أي أعباء على وزارة الثقافة. وفي هذا الصدد، أقترحت على إدارة المهرجان أن أُقيم لهم معرضاً – يُصاحب المهرجان – لبعض مستنسخات المركز القومي للمسرح، فيما يتعلق برموز المسرح العربي، مطعماً ببعض الصور والوثائق التي تؤكد وتعضد التواصل المسرحي بين مصر والمغرب، على أن تقوم إدارة المهرجان بدعوة أحد موظفي المركز – على نفقتها - ليشرف على هذا المعرض، ويكون مسئولاً عن (بنرات) المستنسخات. وقد وافقت إدارة المهرجان على ذلك. وبناء على ما سبق، أرجو من سيادتكم التكرم بالموافقة على البدء في تحضير هذا المعرض – من الآن – بوصفه أول معرض يُقيمه المركز خارج مصر في أحد المهرجانات المسرحية الدولية". وفي اليوم التالي أرسل الدكتور سيد خاطر تأشيرته بالموافقة قائلاً: (أوافق على البدء في تحضير المعرض في ضوء المعروض).
رابعاً: خالد جلال السلطة المختصة
ـــــــــــــــــ
اكتمل معرض المستنسخات، وأصبحت البنرات جاهزة للسفر إلى المغرب، وتم استخراج التأشيرات وتذاكر السفر لي ولمحمد فاروق موظف المركز المسئول عن المعرض قبل يوم 24/8/2015، وهو آخر يوم للدكتور سيد خاطر قبل أن يترك منصبه رسمياً لبلوغه سن الستين، ويعود إلى الأكاديمية أستاذاً. جاء بعده خالد جلال يوم 31 أغسطس، وحددت معه أكثر من موعد للقاء، حتى أعلمه بالإجراءات السابقة؛ ولكنه كان يعتذر لانشغاله!! فأرسلت له جميع الأوراق الخاصة بالمهرجان ومعرض المستنسخات بمذكرة رسمية برقم قيد (936) في 10/9/2015، هذا نصها: "فبناء على المرفقات الخاصة بدعوتي للاشتراك في مهرجان طنجة المسرحي بالمغرب – الدورة الرابعة من 2 إلى 6 أكتوبر 2015 – أرجو العلم بأن مسئول المركز عن بنرات معرض المستنسخات المرافق لي، هو السيد/ محمد فاروق محمد – بإدارة متحف المركز – حيث إن كافة التكاليف من تذاكر الطيران والإقامة .. إلخ تقع على عاتق إدارة المهرجان، دون أي أعباء مالية على وزارة الثقافة. (المرفقات): خطاب الدعوة من إدارة مهرجان طنجة بتاريخ 29/7/2015، خطاب رئيس المركز إلى إدارة المهرجان بمقترح المعرض بتاريخ 8/8/2015، خطاب إدارة المهرجان بقبول المقترح السابق، خطاب عرض الأمر على السلطة المختصة وموافقتها بتاريخ 11/8/2015، خطاب إدارة المهرجان بالموافقة على كل ما سبق وتسمية اسم المرافق بتاريخ 9/9/2015". فأشر خالد جلال على المذكرة الشاملة بكلمة (نظر) مع توقيعه، ثم أعاد لي صورة من الأوراق برقم صادر (6977) في 15/9/2015 أي قبل أن يتولى حلمي النمنم الوزارة بأربعة أيام!
خامساً: من أوحى إليك معالي الوزير بذلك؟
ـــــــــــــــــــــ
أسألك يا معالي الوزير: من أوهمك بأنني ارتكبت مخالفة إدارية جسيمة؟! جميع الإجراءات السابقة تمت على أعلى مستوى من الإدارة والاحتراف العلمي قبل أن تتولى أنت الوزارة!! وهذه الأوراق موجودة ومحفوظة في (قطاع شئون الإنتاج الثقافي – السلطة المختطة)!! ولكن هناك من لعب بك وأخفى عنك هذه المستندات، ولم يخبرك بأي إجراء تم قبل أن تصبح وزيراً، وبعد أن أصبحت وزيراً! وإليك هذا المستند الرسمي الوحيد في هذا الموضوع، والذي وقعته أنا بصفتي رئيساً للمركز أثناء توليك أنت الوزارة:
أرسلت خطاباً برقم قيد (965) في 28/9/2015 إلى الدكتورة كاميليا صبحي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية - التي استلمته سكرتيرتها شيرين في اليوم نفسه ومرفق صورة سركي الاستلام - هذا نصه: "أتشرف بإحاطة سيادتكم علماً بأنني قد تلقيت دعوة للمشاركة في مهرجان طنجة المسرحي بالمغرب خلال الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر 2015، وأنني سأسافر في زيارة رسمية برفقة السيد/ محمد فاروق محمد بإدارة المتحف بالمركز. ومن المقرر أن يشارك المركز القومي للمسرح ضمن فعاليات المهرجان بمعرض مستنسخات يشمل 30 بانر و2 ستاند عرض، وعدد 2 كاميرا فيديو وفوتوغرافيا. وإلقاء بحث بعنوان: مسرح زيزينيا بمدينة الإسكندرية في ندوة المهرجان. وتوقيع آخر إصدار للدكتور سيد علي إسماعيل بعنوان (هيلانة الجميلة). علماً بأن المهرجان يتحمل كافة نفقات السفر والإقامة والإعاشة والانتقالات الداخلية، ودون أن تتحمل موازنة وزارة الثقافة أية نفقات. وفي ضوء كتاب السيد رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي 1232 في 21/9/2015 بضرورة التنسيق المسبق مع وزارة الخارجية قبل قيام أية وفود رسمية بزيارات للخارج حتى يتسنى لوزارة الخارجية توجيه سفاراتنا المعنية باتخاذ ما يلزم من ترتيبات الإعداد، ونظراً لتلقي هذا الخطاب أمس فأتشرف بتفضل سيادتكم بالإحاطة والتوجيه بمخاطبة الجهات المعنية".
أرسلت هذا الخطاب يوم 28 سبتمبر، وفي اليوم التالي 29 سبتمبر – وقبل سفري بيومين مع المسئول عن معرض المستنسخات مع المستنسخات - استلمت قرار إنهاء ندبي من رئاسة المركز!!
سادساً: تصريح مدير مهرجان طنجة
ــــــــــــــــــ
سافرت مهرجان طنجة، وألقيت بحثي ووقعت على كتابي في احتفال كبير. وعندما شاهدت القاعة المخصصة للمعرض فارغة ومغلقة، وقرأت مطبوعات المهرجان وفيها مكان معرض المستنسخات ومراسم افتتاحه، وتوقيت زيارته .. إلخ، اعتذرت للأستاذ طارق الرامي – مدير المهرجان، لأن وزير الثقافة أنهى ندبي قبل المهرجان بيومين، فلم أستطع أن أجلب معي الموظف المسئول عن معرض المستنسخات ومعه بنرات المعرض
فرد عليّ مدير المهرجان بصورة عملية، من خلال إصداره تصريحاً - في وسائل الإعلام المغربية – هذا نصه:
"عندما دعونا د.سيد علي إسماعيل لحضور المهرجان والاشتراك فيه ببحث علمي وتوقيع آخر إصداراته المسرحية العلمية، دعوناه (فقط) لقيمته العلمية والتاريخية والبحثية والتوثيقية، لأنه المؤرخ المسرحي والموثق المسرحي الأول في العالم العربي، بشهادة أغلب المسرحيين في العالم العربي والعالمي .. وهو من تفضل واقترح علينا معرض مستنسخات المركز القومي للمسرح ليكون أول معرض مسرحي باسم وزارة الثقافة يُقام خارج مصر في مهرجان مسرحي دولي تأكيداً على وطنيته وحبه لمصر وإعلاءً لاسمها الكبير وصورتها الرائعة بوصفها أم الدنيا .. ولكن أعداء النجاح أنهوا رئاسته للمركز قبل المهرجان بيومين، ومنعوا مسئول المعرض، وهو الموظف محمد فاروق من السفر بالمعرض المطبوع والجاهز والموجود في المركز منذ أسبوع!! أي أنهم أهدروا المال العام، وغامروا باسم مصر في هذا العرس المسرحي بالمملكة المغربية .. ولكن الحمد لله أن في مصر الدكتور سيد علي إسماعيل الذي جاء وشرفنا بقيمته وتاريخه بوصفه أستاذاً كبيراً في كلية الآداب جامعة حلوان، فكان خير ممثل لمصر وللمسرح المصري".
ساحة النقاش