نفائس المطبوعات في المكتبة التراثية القطرية
أ.د سيد علي إسماعيل
ـــــــــ
من المعروف أن المكتبات العالمية الشهيرة، تفتخر بمقتنياتها المطبوعة والمخطوطة، لا سيما القديم منها والنادر، وهذه المقتنيات تُعد من النفائس العلمية التي لا تُقدر بثمن. والباحث العربي يلهث دائماً وراء هذه النفائس، ويجوب البحار والبلدان أملاً في رؤيتها والاطلاع عليها، ظناً منه أن المكتبات العربية لا تشتمل على ضالته، ولا تحتفظ إلا بالمطبوعات الحديثة المتداولة، أو المطبوعات القديمة المعروفة. وهذا الظن ربما يتغير أو يتلاشى؛ عندما يتعرف القارئ على محتويات المكتبة التراثية في قطر، وهي مكتبة عامة تقع – حالياً - في منطقة (اللقطة) بالدوحة.
فمنذ أكثر من عشرين سنة، وجه الشيخ الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني اهتمامه العلمي شطر تجميع المصادر العلمية لتاريخ قطر، من خلال كتابات الرحالة والبحارة والمغامرين ومذكراتهم، ثم وسّع اهتمامه – بعد ذلك - ليشمل تاريخ الجزيرة العربية، وصولاً إلى قمة الاهتمام بتجميع أغلب المصادر العلمية المتعلقة بالحضارة العربية والإسلامية، التي وصلت من العناوين إلى ما يقرب من 85000 في مختلف الموضوعات المطبوعة والمخطوطة - النفيسة والنادرة - المتصلة بالتاريخ والتراث والثقافة، والتي ترجع في تاريخها إلى بداية الطباعة في أوروبا، أي إلى القرن الخامس عشر الميلادي. بالإضافة إلى 600 خريطة، و2000 مخطوطة. وهذه المقتنيات موجودة الآن في المكتبة التراثية بقطر، ومعروضة عرضاً جيداً في شكل متحف تراثي، يرقى إلى مراتب المتاحف العالمية، بفضل جهود مديرها الأستاذ محمد همام فكري. ولأهمية هذه المكتبة تم مؤخراً نقل ملكيتها إلى الدولة، وتبعيتها إلى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وتتهيأ الآن للانتقال إلى المدينة التعليمية؛ بعد الانتهاء من إنشاء مبناها الدائم؛ لتصبح مكتبة عامة تخدم أكبر كم من الباحثين على المستويين المحلي والعالمي.
جولة داخل المكتبة
أوائل المطبوعات العربية في أوروبا
تشتمل المكتبة التراثية على أوائل المطبوعات العربية، التي طُبعت في أوروبا - وهي في حالة جيدة بفضل أسلوب حفظها العلمي – مثل كتاب (فن تعلم اللغة العربية بسهولة) المطبوع عام 1505م بمدينة غرناطة الأسبانية، وهو أول كتاب عربي يُطبع باللغة العربية في العالم بإيعاز من الملك فرديناند وزوجته إيزابيلا لمساعدة المبشرين؛ وفق خطة تنصير مسلمي أسبانيا. والكتاب يشتمل على بعض قواعد اللغة العربية، وبعض الصلوات الكاثوليكية مترجمة إلى العربية. وتحتفظ المكتبة أيضاً بكتاب (مزامير جويستنياني) للأب الدومينكي أجوستينو؛ المطبوع بمدينة جنوة الإيطالية عام 1516م، وهو أول كتاب مطبوع للمزامير في العالم بعدة لغات منها العربية. ومن نفائس المكتبة في هذا المجال، احتفاظها بأول طبعة من القرآن الكريم كاملاً باللغة العربية في ألمانيا عام 1694م، مع مقدمة لاتينية، وتمّ طبعه بمطبعة هامبورج بإشراف المستشرق إبراهام هنكلمان.
ومن المطبوعات العربية النادرة أيضاً، كتاب الطوسي (شرح العناصر عند إقليدس) المُسمى (تحرير الأصول) المطبوع بالعربية عام 1594م بمطبعة رايموندي، وكتاب (رسائل الرسول باولو) لجون أنتودي بلشبونة عام 1612م، وكتاب (نماذج من آداب اللغة العربية) عام 1637م، وكتاب (الدين والعبادات الإسلامية) لأدرين ريلاند عام 1705م، وكتاب (موجز قواعد اللغة العربية) لدي سوسا المطبوع في لشبونة عام 1765م، وكتاب (وصف مصر لأبي الفداء) تقديم جونس ديفيد المطبوع عام 1776م بالدانمارك، وكتاب (مورد اللطافة) لابن تغري بردي ترجمة كارليلي عام 1792م، وكتاب (ذكر الأندلس) للشريف الأندلسي المطبوع في مدريد عام 1794م.
وهذه الكتب النادرة تمد الباحثين بمعلومات قيمة في مجالات شتى، وتؤرخ في الوقت نفسه لحركة الطباعة العربية في أوروبا، وتبين عن مدى اهتمام الغرب بالتراثين العربي والإسلامي. ويستطيع الباحث الاستفادة من هذه الكتب في تتبع حركة التبشير الأوروبية، والوقوف على الآداب العربية من وجهة النظر الغربية، وموقف الغرب من الدين الإسلامي وعباداته، ومدى معرفة الغرب بقواعد اللغة العربية، وشغف أوروبا بوصف البلدان العربية والإسلامية مثل مصر والأندلس.
أوائل المطبوعات المترجمة عن العربية
تحتفظ المكتبة التراثية بقطر بمجموعة نادرة من الكتب العربية المترجمة إلى اللغات الأجنبية، والتي تعتبر كنزاً علمياً نفيساً، مثل: كتاب (القانون في الطب) لابن سينا ترجمة سينيسس عام 1498م، وترجمة أركولوني عام 1560م، وترجمة أودي أودو عام 1575م. وكتاب (المسائل في علم النجوم) لأبي حفص عمر محمد الطبري عام 1503م، وكتاب (في الطب) لأبي زكريا يوحنا بن ماسويه – طبيب هارون الرشيد – عام 1504، وكتاب (المدخل الكبير في علم الفلك والأبراج) لأبي معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي عام 1506م، وكتاب (الطب عند العرب) ليوحنا الإشبيلي عام 1511م، وكتاب (في علم الفلك والميقات) لأبي الصقر عبد العزيز بن عثمان بن علي القبيسي عام 1523م، وكتاب (الأول في الطب) ليوحنا بن سرابيون عام 1531م، وكتاب (في الكيمياء) لجابر بن حيان عام 1531م، وكتاب (الحاوي في الطب) للرازي عام 1539م، وكتاب (علم الفلك) للطوسي ترجمة جريفز عام 1649م بلندن، وكتاب (في الحركة السماوية وجوامع علم النجوم) لأبي العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرجاني المطبوع عام 1669م بأمستردام، وكتاب (العلاج) لابن سينا ترجمة ولش عام 1674م، وكتاب (الزيج والفلك) لمحمد تورغلي بك المطبوع في أكسفورد عام 1767م، وكتاب (في الكرة الأرضية) لأبي العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرجاني عام 1790م.
ومقتنيات المكتبة من الكتب العربية المترجمة؛ تفتح الباب على مصراعيه أمام الباحثين للبحث والتنقيب وإبداء الرأي في ترجمة العلوم العربية إلى اللغات الأجنبية. فكتاب (القانون في الطب) لابن سينا تُرجم ثلاث مرات، ويستطيع الباحث مقارنة هذه الترجمات للخروج بوجهة نظر في مصداقية الترجمة والنقل، بل وإبداء الرأي في تقدم الغرب طبياً اعتماداً على هذا الكتاب. والأمر نفسه ينطبق على كتب (في الطب) لابن ماسويه، و(الطب عند العرب) ليوحنا الإشبيلي، و(الحاوي في الطب) للرازي. وهذا المنهج أيضاً يصلح للتطبيق على بقية العلوم العربية المترجمة في مجال الكيمياء والفلك وعلم النجوم .. إلخ.
أوائل المطبوعات العربية
تحتفظ المكتبة بكم هائل من الكتب العربية المطبوعة في البلدان العربية، مثل: أول طبعة للإنجيل في المطابع العربية عام 1706م، وكتاب (فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب) للشيخ ناصيف اليازجي المطبوع في بيروت عام 1836م، وكتاب (أرزة لبنان) لمارون النقاش المطبوع في بيروت عام 1869م، وديوان الشيخ مصطفى البابي الحلبي المطبوع في بيروت عام 1872م، وكتاب (حلبة الكميت) المطبوع في بيروت عام 1873م، وكتاب (الدر المكنون في الصنائع والفنون) لجرجس طنوس عون المطبوع في بيروت عام 1873م، وكتاب (قانون التجارة) لنقولا النقاش عام 1880م، وديوان (نزهة النفوس وزينة الطروس) لإسكندر أبكاريوس المطبوع في مصر عام 1883م، وقصة (اليتيمة المسكوبية) لشاكر شقير المطبوع في بيروت عام 1885م، وكتاب (المرآة الوضية في الكرة الأرضية) لكرنليوس فان ديك المطبوع في بيروت عام 1886م.
والجدير بالذكر أن أغلب هذه الكتب من الصعب الحصول عليها في المكتبات العامة، وأغلب الباحثين يسمعون عنها أو يقرأون عناوينها في الكتب والفهارس دون الاطلاع عليها، وهنا تكمن أهمية المكتبة التراثية؛ لأنها تحتفظ بكم كبير من هذه المطبوعات، التي أصبحت نادرة. فالمكتبة – دون مبالغة – تحتفظ بأغلب – إن لم يكن كل - المطبوعات العربية التي طبعت في البدان العربية منذ ظهور الطباعة العربية في أوائل القرن التاسع عشر.
كتب الرحالة
تُعتبر كتب الرحالة والبحارة والمغامرين الأجانب إلى بلاد الشرق درّة المكتبة التراثية. فالمكتبة تحوي نفائس رحلات ومذكرات الرحالة، التي تنقسم إلى قسمين: الأول كتب الرحالة إلى دول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، والآخر كتب الرحالة إلى بلاد الشرق العربي والإسلامي. ومن كتب القسم الأول (مذكرات أول حاج بريطاني) لجوزيف بيتس 1704م، المشتملة على حقائق الإسلام كما شاهدها وعايشها جوزيف في رحلته إلى الأراضي الحجازية. و(رحلات الفارس دي آرفيو في صحراء شبة الجزيرة العربية) لدي لاروك دي آرفيو المطبوع في لندن عام 1718م. و(سلسلة من المغامرات أثناء رحلة حتى البحر الأحمر على سواحل شبه الجزيرة العربية ومصر) لإيليس إيرون المطبوع في لندن عام 1780م. و(رحلات علي بك العباسي) عام 1816م إلى مصر والحجاز وسورية وتركيا. و(رحلات في شبه الجزيرة العربية) لبركهارت المطبوع في لندن عام 1829م. و(رحلة اكتشاف لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية) لتوماس بوتلر المطبوع في لندن عام 1835م. و(رحلة في شبه الجزيرة العربية) لموريس تاميزيير المطبوع في باريس عام 1840م. و(رحلات في مصر وشبه الجزيرة العربية والأراضي المقدسة) لستيفن أولين المطبوع في نيويورك عام 1843م. و(رحلات فارتيما في مصر وسورية والجزيرة العربية وبلاد فارس والهند وأثيوبيا) لجيه بليو جونز المطبوع في لندن عام 1863م. و(سجل لرحلة في شبه الجزيرة العربية) لتشارلز هوبر المطبوع في باريس عام 1891م. و(دليل الخليج العربي ووسط الجزيرة وعمان) للوريمر المطبوع في كلكتا بالهند عام 1908م.
ومن نماذج كتب القسم الثاني: (رحلات بحرية حقيقية إلى المشرق) لإم تيفيونو المطبوع في باريس عام 1665م. و(رحلات بيترو ديلافال) المطبوع في لندن عام 1665م، وهو وصف لرحلة نبيل روماني إلى الهند والصحراء العربية. و(رحلات عبر جزء من أوروبا وآسيا الصغرى وسورية وفلسطين ومصر وجبل سيناء) لجون هيمان وفان أيجمونت المطبوع في لندن عام 1759م. و(رحلات عبر قبرص وسورية وفلسطين) لآبي ماريتي المطبوع في لندن عام 1791م. و(رحلات في مصر العليا والوجه البحري) لسونني المطبوع في لندن عام 1800م، وهو كتاب يشتمل على لوحات ورسومات ومخططات توضيحية لمصر القديمة. و(رحلات في الأجزاء الداخلية من أفريقيا: من رأس الرجاء الصالح إلى مراكش) لسي إس دامبيرج المطبوع في لندن عام 1801م. و(رحلات بيرتراندون دي لابروكوير إلى فلسطين وعودته من القدس براً إلى فرنسا في عامي 1432 و1433م) للوجراند دوسي المطبوع عام 1804م. و(رحلة إلى رأس الرجاء الصالح حتى البحر الأحمر) لرينشو المطبوع في أمستردام عام 1804م. و(رحلات إلى الهند وسيلان والبحر الأحمر والحبشة ومصر) لجورج فيسكونت فالنتيا المطبوع في لندن عام 1809م. و(رحلات في النوبة) لبركهارت المطبوع في لندن عام 1819م. و(رحلات إدوارد دي مونتول في مصر) المطبوع في لندن عام 1821م. و(مغامرات في رحلات بيلزوني في مصر والنوبة) لسارة آتكنز المطبوع في لندن عام 1822م. و(رحلات في تركيا ومصر والنوبة وفلسطين) لمادين المطبوع في لندن عام 1833م. و(مصر ومحمد علي: رحلات في قرى النيل) لجيمس جون المطبوع في لندن عام 1834م. و(رحلات إلى القدس والأراضي المقدسة عبر مصر) لفريدرك شوبيرل المطبوع في لندن عام 1835م. و(رحلات في فلسطين وسوريا) لجورج روبنسون المطبوع في لندن عام 1837م. و(رحلات في الأراضي المقدسة ومصر) لويليم راي ويلسون المطبوع في لندن عام 1847م. و(رحلات في أسبانيا ومراكش عام 1848) لديفيد أوركوهارت المطبوع في لندن عام 1850م. و(رحلات واكتشافات في شمال ووسط أفريقيا) لهنري بارث المطبوع في لندن عام 1857م. و(رحلات في بلاد الإسلام) لهيبيسلي مارش 1877م، من خلال رحلته إلى فارس وأفغانستان والهند. و(رحلات دكتور هيلفر وزوجته في سورية وميسوبوتاميا وبورما وجزر أخرى) لجورج ستورج المطبوع في لندن عام 1878م. و(رحلات في المحيط الأطلسي وجنوب المغرب) المطبوع في لندن عام 1889م.
ورغم هذا الكم الهائل من كتب الرحالة، إلا أن هذه الكتب ما هي إلا نماذج من مخزون المكتبة الضخم في هذا المجال! وهذه الكتب أغلبها لم يُترجم حتى الآن إلى العربية، وهنا تكمن الأهمية العلمية لمقتنيات المكتبة! فالباحث أمامه فرصة ذهبية للاطلاع على مشاهدات وآراء الرحالة لدول الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، ليطلع على أمور جديدة لم تكن معروفة، من الممكن أن تسهم في إثراء تاريخ الخليج وثقافته. كذلك الأمر بالنسبة لبلاد المشرق العربي والإسلامي. وعسى أن يهتم المترجمون بترجمة الكتب التي لم تترجم إلى العربية، ليتسع المجال أمام الباحثين المهتمين بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ليدلو بدلوهم في إثراء البحوث العربية اعتماداً على هذه الكتب النادرة.
مقتنيات أخرى
تشتمل المكتبة - خلافاً لما سبق ذكره – على مئات المخطوطات العربية والتركية والفارسية في مجالات عديدة، مثل: الرياضيات، والفلك، والنبات، والحيوان، والفيزياء، والكيمياء. كذلك مجموعة لا بأس بها من المصاحف المخطوطة النادرة ذات الزخارف النباتية والهندسية. وتحتفظ المكتبة كذلك بمئات الدوريات العربية القديمة مثل: المقتطف، والهلال، والرسالة، والآداب، وأبولو، واللطائف، والثقافة، والنحلة، والفلاح، وأم القرى، وصوت الحجاز، وبريد الحجاز، والقبلة، والبلاد السعودية، والمدينة المنورة، وصوت البحرين، ولغة العرب، وفتاة الشرق، والرائد، والبعثة الكويتية.
وفي هذا المجال تقدم المكتبة خدمة جليلة للباحثين الراغبين في تحقيق المخطوطات؛ التي تسهم إسهاماً علمياً كبيراً في الحفاظ على تراث العرب والمسلمين في مجالات: الرياضيات، والفلك، والنبات، والحيوان، والفيزياء، والكيمياء. ويستطيع الباحث الاطلاع على فنون الخط العربي بأنواعه وأشكاله المختلفة. أما الدوريات فهي إشكالية دائمة أمام الباحثين، لصعوبة الاطلاع عليها في المكتبات العامة؛ بسبب تهالكها وتمزقها وعدم صلاحية الاطلاع عليها أو تصويرها. أما الدوريات المحفوظة في المكتبة التراثية، فهي محفوظة بصورة جيدة، وصالحة للاطلاع والتصوير، وبذلك تستطيع المكتبة التراثية أن تحلّ هذه الإشكالية أمام الباحثين.
ومن مقتنيات المكتبة أيضاً بعض الكتب النادرة التي تحمل رسوماً لأشهر الفنانين المستشرقين، الذين سجلوا دقائق الحياة الاجتماعية في الشرق، ناهيك عن تسجيلهم لآثار البلدان العربية والإسلامية، مثل: ديفيد روبرتس، وبريس دافن، ولويس كاساس، وريتشارد تيمبل، وإيتيان دينيه. ويُضاف إلى هذا المجال الطبعة الأولى من كتاب (وصف مصر) المطبوع في باريس (1809 – 1822م)، حيث إن المكتبة تحتفظ بنسخة كاملة منه. وهذا المجال يخدم الباحثين - بجانب كتب الرحالة – في الاطلاع على صور الحياة الاجتماعية، ومشاهدات الرحالة لتراث العرب والمسلمين، وتسجيلهم لآثار البلدان المختلفة بألوانها الطبيعية، وهذه الأمور تعتبر تجسيداً لمشاهدات حيّة قبل اختراع التصوير الفوتغرافي.
كذلك تحتفظ المكتبة بأدوات ومعدات نادرة للرحالة والبحارة والمغامرين مثل: الميكرسكوب والبوصلة ونماذج متنوعة من الكرة الأرضية يصل تاريخ صنعها إلى القرن السابع عشر، بالإضافة إلى أدوات القياس القديمة وبعض الأطالس .. إلخ الأجهزة العلمية والأدوات التي كانوا يستخدمونها في رحلاتهم. أما الخرائط المخطوطة والمطبوعة، فالمكتبة تحتفظ بأكثر من 600 خريطة – بعضها لم يُنشر حتى الآن - تمثل تأريخاً لعلم الجغرافيا ومادة علمية غنية للتطورات السياسية وتقسيم الدول والبلدان، مثل: خريطة بطليموس لشبه الجزيرة العربية عام 1477م، وهي اللوحة السادسة لقارة آسيا في أطلس بطليموس، وخريطة نيبور للخليج العربي عام 1763م، وخريطة البحر الأحمر للقنصل الفرنسي في الإسكندرية دو جلاتيني. وهذه الأدوات والمعدات والخرائط والأطالس ما هي إلا قيمة علمية حيّة ملموسة، يستطيع الباحث دراستها والاستفادة منها في أبحاثه: الجغرافية، والفلكية، والتاريخية، والسياسية.
هذه جولة سريعة بين أروقة المكتبة التراثية في قطر، تعكس مدى المجهود المضني الذي بذله الشيخ الدكتور حسن بن محمد بن علي آل ثاني؛ في سبيل اقتناء محتويات المكتبة النادرة والنفيسة، خدمة للباحثين.
ساحة النقاش