الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

 

جامعة الحاج لخضر باتنة

 

كلية الآداب والعلوم الإنسانية

قسم اللغة العربية

 

 

المؤتمر الدولي حول

اللغة العربية والعولمة

بحث في الواقع والمستقبل

25، 26 نوفمبر 2008م

ــــــــــــــــــــــــــــ

 

بحث بعنوان

 

إيجابيات الفصحى في قناة الجزيرة

برنامج " الاتجاه المعاكس " نموذجاً

 

الأستاذ الدكتور

سيد علي إسماعيل

 

 

مقدمة

مما لا شك فيه أن قناة الجزيرة الفضائية - منذ بثها وحتى الآن - تُعد القناة الإخبارية الأولى في العالم العربي، بل وتُعد من القنوات الإخبارية الأولى في العالم بأسره. وهذه المكانة لم تتبوَّءها القناة من فراغ، بل إن حرصها على النطق الفصيح للغة العربية كان من أهم أسباب شهرتها وانتشارها، ناهيك عن صدق أخبارها، ومهنيتها الفائقة في تناول موضوعاتها. ومما يُحسب لهذه القناة، أنها أصبحت نموذجاً تحتذيه بعض الدول بتأسيس قنوات مشابهة، كما قامت بعض القنوات الفضائية بتقليد بعض برامجها.

واللافت للنظر أن تأثير قناة الجزيرة كبير جداً في ثقافة المواطن العربي السياسية، وأعتقد أن نسبة كبيرة من ثقافة الشعوب العربية تمّ اكتسابها من برامج هذه القناة، وأن الوعي السياسي أصبح متاحاً ومفهوماً ومُمارساً عند العامي العربي قبل المثقف. وكفى بنا أن نسمع بعض عامة الشعوب العربية تتحدث بشغف أو بابتهاج أو بتعجب متسائلة فيما بينها: أسمعت خبر الجزيرة الأخير؟ أرأيت برنامج كذا في الجزيرة؟ هل سمعت رأي فلان في برنامج كذا بالجزيرة؟ ألم تتابع شهادة فلان؟ ... إلخ، وكأن الجزيرة وأخبارها وموادها وبرامجها أصبحت الشغل الشاغل للإنسان البسيط في العالم العربي؛ ومرجع ذلك - من وجهة نظري - أنها استطاعت أن تجيب عن أسئلته الحائرة، وأفصحت عما يخفيه الإعلام الآخر، وتحدثت بالمسكوت عنه في القنوات الأخرى.

هذه الإيجابيات المتنوعة لقناة الجزيرة بالنسبة لعامة الناس، ألا تُعد دليلاً على قيمة اللغة العربية الفصحى وأهميتها بالنسبة للشعوب؟! ألم تبث القناة جميع أخبارها وموادها وبرامجها بالفصحى؟! أليست هذه الفصحى مفهومة ومؤثرة في عامة الشعب العربي؟ ألا يُعد هذا الأمر دليلاً على أن أفضل لغة إعلامية عربية - رغم اختلاف لهجات الشعوب العربية - هي العربية الفصحى؟!

أولاً : الإطار العام

 

الموضوع

يتناول هذا البحث الأثر القوي للعربية الفصحى في وسائل الإعلام، لا سيما قناة الجزيرة الفضائية، متخذاً من برنامج (الاتجاه المعاكس) نموذجاً. حيث لوحظ أن هذا البرنامج - في بعض حلقاته - يستضيف ندين يتحاوران حول موضوع معين بين مؤيد ومعارض. وهذه الندية تظهر في حوارهما وألفاظهما، وفي بعض الأحيان في حدتهما! وفي بعض الحلقات يكون أحد المتحاورين متحدثاً بالفصحى، بينما يتحدث الآخر بالعامية.

والبحث سيتتبع الفروق الجوهرية بين المتحاورين في حوارهما (الفصيح والعامي)، راصداً حُجج وأساليب ومبررات المتحدث بالفصحى، وكذلك الأمر بالنسبة للمتحدث بالعامية. وسينتهي البحث إلى نتائج ربما تبين (قوة أو ضعف) استخدام الفصحى في شرح الفكرة، وتوضيحها، والبرهنة عليها، والدفاع عنها .. إلخ، والأمر نفسه سيتطرق إليه البحث بالنسبة إلى استخدام العامية في الحوار. وسيتناول البحث عينة من حلقات هذا البرنامج، بحيث تشمل أغلب الموضوعات المتناولة، من: اجتماعية، وثقافية، وسياسية، وقومية، وتاريخية .. إلخ.

أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع

تتمثل أهمية هذه الدراسة في كشفها النقاب عن المخزون الثقافي للمتناظرَين، واستخدامهما لهذا المخزون في الاستشهاد على وجهة نظرهما حيال الموضوع المطروح، ومهارتهما في إقامة الحُجّة بالبراهين والأدلة المتنوعة على صواب رأيهما. ومن خلال صراع المناظرة العلنية، تظهر - بقصد أو بدون قصد - صفات كل منهما. ومن خلال ذلك تُكوّن الدراسة رؤية لظاهرة استخدام العامية في المناظرة الشفاهية العلنية، وهي ظاهرة يكتنفها الغموض والحيرة جرّاء استخدام العامية من فئة، تُعدّ الأرقى في المجتمع علمياً وثقافياً، فيبرز السؤال: ما المبرر الذي يجعل أستاذاً جامعياً - أو مؤرخاً أو كاتباً أو نائباً في البرلمان - يستخدم العامية في مناظرة شفاهية، لا سيما وأن مناظرَه يتحدث الفصحى؟

المادة عينة الدراسة ومعايير الاختيار

بثت قناة الجزيرة طوال أكثر من عشر سنوات ما يزيد على خمسمائة حلقة من حلقات برنامجها (الاتجاه المعاكس). والأغلب الأعم من مادة هذه الحلقات متوفر في موقع القناة الإلكتروني، عدا حلقات عام 1997م، وبعض حلقات عام 1998م، وتحديداً منذ أواخر يونية إلى أواخر أكتوبر 1998م. وعدم توافر مادة هذه الحلقات، لا يُمثل إشكالية كبيرة في مادة الدراسة، حيث إن الدراسة ستقوم على تحليل حلقات البرنامج منذ عام 1998 إلى 2002م، أي خمس سنوات متواصلة، تُمثل تقريباً 50% من حلقات البرنامج طوال تاريخه، والذي وصل عددها إلى 217 حلقة.

وحيث إن الدراسة ستقوم بتتبع الحلقات المشتملة على مناظرَين: أحدهما يتحدث بالفصحى، والآخر بالعامية، فقد تمّ تصفية عدد الحلقات الـ(217) وفق هذا المعيار، ووجدنا أن عدد الحلقات المحققة له (21) حلقة، أي بواقع 10% تقريباً من مجموع الحلقات في فترة الخمس سنوات؛ وبقية الحلقات كانت بين مناظرَين يتحدثان بالفصحى أو بالعامية، وهو تصنيف خارج نطاق الدراسة.

الحلقات الإحدى والعشرون، تمّ تصنيفها موضوعياً، فوجدنا أن الحلقات السياسية وصل عددها إلى سبع حلقات، والقومية إلى خمس حلقات، وحلقتين لكل من: الاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، وحلقة واحدة لكل من: القانونية، والدينية، والاقتصادية. وهذا الاختلاف بين عدد الحلقات وموضوعاتها، سيؤثر في نتائج الدراسة سلباً، لذلك تمّ تحديد العينة بحلقتين لكل موضوع، بحيث تكون الحلقة الأولى متقدمة زمنياً، والأخرى متأخرة في الزمن داخل نطاق فترة الدراسة المحددة. وبالتالي تمّ حذف الموضوعات التي اشتملت على حلقة واحدة، وهي: القانونية، والدينية، والاقتصادية، وتمّ اختيار حلقتين فقط من الموضوعات المشتملة على عدد كبير - مثل السياسية والقومية - وهذا الاختيار جاء وفق ثلاثة معايير: الأول: التماثل في الموضوع، والثاني: أهميته بالنسبة للشعوب العربية، والثالث: ديمومته أو استمراريته حتى الآن.

فعلى سبيل المثال، تم اختيار حلقتين من الموضوعات السياسية هما: (حزب الله .. فدائيون أم عملاء؟) أُذيعت يوم 9/2/1999، و(حركات المقاومة الإسلامية) أُذيعت يوم 14/8/2000. وهما حلقتان تحققان معايير الاختيار الثلاثة السابقة، حيث إنهما متماثلتان في الموضوع، وتقعان ضمن اهتمام الشعوب العربية، ومازال الحديث عنهما يلقى استجابة جماهيرية حتى الآن. وفي المقابل نحّت الدراسة جانباً حلقات سياسية لا تحقق هذه المعايير، مثل حلقة (هل هناك مؤامرة عربية على العراق)، التي أُذيعت يوم 2/2/1999، لأن موضوعها أصبح غير ذي أهمية للشعوب العربية بعد غزو العراق، وكذلك الأمر بالنسبة لحلقة (العرب والاحتفال بالقرن العشرين)، التي أُذيعت يوم 28/12/1999.

كما تمّ اختيار حلقتين من الموضوعات القومية، هما: (الصراع العربي الصهيوني) أُذيعت يوم 6/4/1999، و(التطبيع مع إسرائيل) أُذيعت يوم 18/1/2000، لاشتراكهما في معايير الاختيار، وتمّ تنحية حلقات مشابهة، هي: (جماعة كوبنهاجن)، و(المقاطعة العربية لإسرائيل)، و(التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الشامل).

 

وبناء على ما سبق - ووفق معايير الدراسة المحددة - تمثلت عينة البحث في الحلقات العشر التالية:

 

 

الموضوع

عنوان الحلقة

تاريخ إذاعتها

المتحدث بالفصحى

المتحدث بالعامية

اجتماعي

قضية المرأة في الوطن العربي

5/5/1998

الشيخ يوسف البدري

د.نوال السعداوي

 

الشارع العربي

16/4/2002

ياسر الزعاترة

مجدي خليل

 

ثقافي

الاحتفال بذكرى الحملة الفرنسية على مصر

26/5/1998

د.عبد المنعم تليمة

د.ليلى عنان

 

اللغة العربية

28/8/2000

نصر الدين البحرة

د.رفيق روحانة

سياسي

حزب الله: فدائيون أم عملاء؟

9/2/1999

زاهر الخطيب

فاطمة سيد أحمد

 

حركات المقاومة الإسلامية

14/8/2000

أسامة حمدان

جبران تويني

قومي

الصراع العربي الصهيوني

6/4/1999

زياد أبو غنيمة

علي سالم

 

التطبيع مع إسرائيل

18/1/2000

د.علي عقله عرسان

علي سالم

 

تاريخي

الخلافة العثمانية: نعمة أم نقمة؟

29/6/1999

د.أحمد أفكندوز

ناصر الدين النشاشيبي

 

تقييم ثورة يوليو

16/7/2000

أحمد الجمال

د.محمود جامع

المنهج والأدوات

سيتخذ البحث المنهج الوصفي منهجاً علمياً بغية تحقيق أهدافه المتوخاة، وذلك بدراسة الحقائق وجمع البيانات حول ظاهرة المناظرة الشفاهية بين الفصيح والعامي - في نطاق عينة الدراسة المحددة - ومن ثم تحليلها، وتفسيرها، لاستخلاص دلالاتها، وإصدار تعميمات بشأنها، تظهر في شكل نتائج للدراسة، لا سيما أن البحث يُعد بحثاً ميدانياً في تناوله.

أهداف الدراسة

إذا كان لكل عمل علمي أهداف يطمح إلى التحقق منها، فقد اختار الباحث هذا الموضوع على وجه الخصوص، وحدد العينة وفق معايير ثابتة، وعُني بالمنهج سالف الذكر، بُغية الوصول إلى:

أ - تتبع الاستشهادات النابعة من المخزون الثقافي للمناظرَين.

ب - تبين منطق إقامة الحُجة للمناظرَين.

ج - استكشاف صفات المناظرَين.

ثانياً : الدراسة

الموضوعات المطروحة

ستتناول الدراسة حلقتين من الموضوعات الاجتماعية: الأولى: بعنوان (قضية المرأة في الوطن العربي) ([1]). وهذه الحلقة تدور مناظرتها حول المرأة العربية، التي تطالب بأبسط حقوقها، حيث إنها مكبَّلة بإرث ثقيل من القيود، وبالتالي ظهرت عدة أسئلة، جاءت في مقدمة الحلقة، منها: هل القضية صراع بين الرجل والمرأة؟ هل يلعب الدين دوراً في اضطهاد المرأة؟ ولماذا فشلت حركات تحرير المرأة في الوطن العربي؟ ولماذا أصبح الدفاع عن المرأة في بعض الأحيان أشبه بعملية كفاح ضد الاستعمار والاستعباد؟ وهل فكرة تحرير المرأة فكرة مشبوهة، وجزء من الغزو الثقافي الغربي؟ ولماذا تموِّل الدول الغربية بعض المؤتمرات النسائية في الدول العربية؟ وهل وضع المرأة الغربية أفضل بكثير من وضع المرأة العربية؟ ألم تتراجع الحركات النسائية الغربية عن الكثير من مفاهيمها، التي طرحتها لتحرير المرأة؟ هذه الأسئلة تمّ طرحها على المناظرين: الشيخ يوسف البدري - المتحدث بالفصحى - عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة دار العلوم في باكستان. والدكتورة نوال السعداوي - المتحدثة بالعامية - الكاتبة والروائية والطبيبة المصرية رئيسة جمعية تضامن المرأة العربية.

والحلقة الاجتماعية الأخرى بعنوان (الشارع العربي) ([2])، وتدور حول مظاهرات الشارع العربي لمساندة القضية الفلسطينية، حيث أثبت الشارع العربي أنه قنبلة موقوتة وليس وهماً أو أكذوبة. كما أبانت مقدمة الحلقة بأن الصمود الفلسطيني أحدث فرزاً واضحاً بين الأنظمة والشعوب، فمعسكر الأنظمة يمثل التخاذل والفساد والديكتاتورية والتواطؤ مع العدوان، ومعسكر الشعوب يمثل الصحوة والطموح من أجل الكرامة والديمقراطية والحريات والسيادة الحقيقية. وهذا الجانب تبناه في المناظرة (ياسر الزعاترة) الكاتب والمحلل السياسي المتحدث بالفصحى. وفي مقابل هذا الجانب هناك من لا يرى في الشارع العربي سوى ظاهرة صوتية بائسة، فهو شارع مناسبات، ففي أوقات المحن والنكبات نجده يطلق الشعارات والهتافات وينظم الكرنفالات، ثم يصمت فجأة، إنه شارع جبان ورعديد، ويتساءل المشككون: لماذا يصمد الفلسطيني مجرداً من أي خوف في وجه الدبابات والطائرات والصواريخ الصهيونية بينما يفر الطلبة العرب وهم في عنفوان شبابهم أمام هراوة شرطي عربي واحد؟ وهذا التوجه الفكري تبناه المتحدث بالعامية (مجدي خليل) الكاتب والباحث.

كما سيتناول البحث حلقتين أيضاً من الموضوعات الثقافية: الأولى: بعنوان (الاحتفال بذكرى الحملة الفرنسية على مصر) ([3])، وتدور حول احتفالات مصر بالذكرى المئوية الثانية للحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون! ومن الأسئلة المُثارة في مقدمة الحلقة: هل يصح أن تحتفل مصر بذكرى استعمارها وقتل أكثر من ثلاثمائة ألف من أبنائها على يد نابليون؟ ولكن البعض يعتقد أن الحملة كانت بعثاً حضارياً رائعاً أخرجت مصر من عصر الجهل والتخلف والظلام إلى النور والتطور! ولهذا لا مانع من الاحتفال والاعتراف بفضل الفرنسيين على مصر في هذا الجانب. فنابليون برأيهم لم يأتِ إلى مصر بالمدافع والبارود فقط بل جاءهم بالمطبعة والعلماء والعلوم والفكر. وفي المقابل هناك من يدحض كل هذا الكلام فالمطبعة التي جاء بها نابليون كانت لخدمة جيشه المستعمر وترويج أكاذيبه ناهيك عن أن الفرنسيين أخذوا المطبعة معهم عندما رحلوا، أما كتاب وصف مصر فكان لتمكين المستعمر من معرفة البلاد وتشديد قبضته عليها وحجر رشيد اكتُشف صدفةً. وهذا الموضوع تناظر فيه الدكتور عبد المنعم تليمة - المتحدث بالفصحى - أستاذ الأدب العربي في جامعة القاهرة، والدكتورة ليلى عنان - المتحدثة بالعامية - أستاذة الحضارة الفرنسية في جامعة القاهرة.

والحلقة الثقافية الأخرى كانت بعنوان (اللغة العربية) ([4])، ويدور موضوعها - كما جاء في مقدمة الحلقة - حول إلحاق الهزيمة الثقافية بالعرب، وتحديداً الهزيمة اللغوية! حيث إن اللغة العربية تحتضر بين أيدينا، ونحن نمعن في تمزيقها والتنكيل بها. فهناك تقرير عالمي يُشير إلى أن مئات اللغات ستنقرض هذا القرن، فهل تكون اللغة العربية من بين تلك اللغات التي ستوارى الثرى؟ هل مازالت اللغة العربية لغة حية أصلاً، أم أنها في طريقها إلى الاندثار، إن لم تكن قد ماتت؟ هل تصبح لغتنا كاللغة اللاتينية لغة طقوس دينية وعبادة فقط؟ لماذا أحيا اليهود لغتهم العبرية وجعلوها لغة علم ومعرفة، بينما نبصق نحن العرب في وجه لغتنا العربية، ونركلها يميناً وشمالاً، وندفع بها إلى القبر؟ لماذا لم تعد اللغة العربية اللغة الرسمية في بعض الدول العربية؟ ألا يتراجع استخدام العربية الفصحى بشكل فاضح وخاصة في وسائل الإعلام العربية وحتى المعاملات الرسمية؟ فكيف تعيش اللغة في هذه الحالة؟ ألم تظهر جمعيات لحماية اللغة العربية على غرار الجمعيات المدافعة عن الحيوانات المهددة بالانقراض؟ لماذا أصبحت اللهجات العامية منتشرة على نطاق هائل؟ لماذا يمعن البعض في الدفاع عن هذه اللهجات ويكرسها؟ أليس التمسك باللهجات المحلية محاولة مفضوحة لدق الإسفين الأخير في نعش العروبة والقومية العربية؟ لماذا يحاولون تمزيقنا لغوياً بعد أن نجحوا في تشتيتنا سياسياً؟ أم أن هناك الكثير من المبالغة في الخوف على مستقبل اللغة العربية؟ أليست العربية لغة صامدة منذ أربعة عشر قرناً بفضل توثيقها بالقرآن الكريم؟ هذه الأسئلة تمّ طرحها على المناظرين: الأديب السوري الدكتور نصر الدين البحرة متحدثاً بالفصحى، والكاتب والشاعر اللبناني الدكتور رفيق روحانة متحدثاً بالعامية.

وبالنسبة للموضوعات السياسية، سيتناول البحث حلقتين: الأولى بعنوان (حزب الله .. فدائيون أم عملاء؟) ([5])، وموضوعها - كما جاء في مقدمة الحلقة - يتناول عدة استفسارات، منها: لماذا يساند البعض جماعة متطرفة على أنها مقاومة؟ لماذا يقتنع البعض بأن عدداً من الصواريخ والعمليات التي تفجر من جنوب لبنان وتؤثر في شمال إسرائيل هي شيء مطلوب؟ ولماذا تزعم جماعة متطرفة أنها تنوب عن ملايين العرب والمسلمين في محاربة إسرائيل في حين أنها تفعل ذلك كجزء من تحرك سري وعلني لإيران في المنطقة؟ إلى أي مدى يمكن أن يساند الشارع العربي حين يداعب هؤلاء أحلامه، ثم لا يحققون إلا الدمار ويعرقلون السلام؟ هل يدرك حزب الله أن إيران يمكن أن تبيعه في لحظة مقابل صفقة مع الولايات المتحدة؟ وهل لهذا السبب يحاول الحزب أن يخلق له دوراً سياسياً على الساحة اللبنانية؟! ألا تدعم إيران حزب الله كي تحافظ على وجود مؤثر يحفظ مركزها في المنطقة، ويزيد من رصيدها على المستوى الدولي؟! هل حصدت إيران ثمار حزب الله الذي زرعته في جنوب لبنان؟! وفي المقابل: هل أصبحت المقاومة إرهاباً؟! والبطولة تطرفاً! والشهادة دماراً؟! ألا يجب أن نشكر إيران جزيل الشكر على وقوفها إلى جانب المقاومة العربية في وجه إسرائيل، بدلاً من تلويث سمعتها بالأكاذيب والأباطيل؟ هل ينتقص دعم إيران لحزب الله من قيمة الحركة؟! ألم تثبت حركات المقاومة الإسلامية التي تدعمه�

المصدر: بحث قُدم في الملتقى الدولي الثاني حول (اللغة العربية والعولمة)، الذي أقامه قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة باتنة بالجمهورية الجزائرية، في الفترة 25-26/11/2008.
sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

816,497