أفراح الأنجال أشهر زفاف في أسرة محمد علي
أ.د سيد علي إسماعيل
كلية الآداب – جامعة حلوان
عبارة "أفراح الأنجال"؛ مُتفق عليها تاريخياً، للتعبير عن احتفالات مصر بزواج أنجال الخديو إسماعيل الأربعة! تلك الاحتفالات التي بدأت في منتصف يناير 1873، واستمرت أربعين ليلة. وفيها تم زواج ولي عهد الخديوية الأمير محمد توفيق بالأميرة أمينة ابنة إلهامي باشا ابن والي مصر عباس باشا الأول. وزواج الأمير حسين كامل بالأميرة عين الحياة ابنة الأمير أحمد رفعت باشا ابن والي مصر إبراهيم باشا الأول. وزواج الأمير حسن باشا بالأميرة خديجة ابنة الأمير محمد علي الصغير ابن محمد علي باشا الكبير. وزواج الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل بالأمير طوسون باشا ابن والي مصر محمد سعيد باشا.
والجدير بالذكر إن أغلب الكتب التاريخية – التي تحدثت عن الخديو إسماعيل وعصره – تحدثت باقتضاب عن أفراح الأنجال، وكان اهتمامها الأساسي بمظاهر البذخ والإسراف أكثر من اهتمامها بذكر تفاصيل هذه الاحتفالات! والعجيب أن أغلب من كتبوا من المؤرخين - عن مظاهر الاحتفال بأفراح الأنجال – لم يكونوا من شهودها أو المعاصرين لها! وكل ما سجلوه، كان نقلاً عن الآخرين!! فعلى سبيل المثال نشر إلياس الأيوبي عام 1923 كتابه "تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل باشا"، وكتب فيه عن أفراح الأنجال التي حدثت عام 1873، دون أن يراها؛ لأنه من مواليد عام 1874، فاضطر إلى النقل من كتب أجنبية، ذكر بعضها، ومنها: كتاب "تذكارات عن أميرة شابة مصرية" لمربيتها مس تشنلز، وكتاب "مصر الخديوي" لأدون دي ليون، وكتاب "باريسي في القاهرة" لكارل دي بريير، وكتاب "حياة البلاط بمصر" لبتلر.
أما المؤرخ الآخر - الذي كتب عن أفراح الأنجال – فكان أحمد شفيق باشا (1860 – 1940) في كتابه "مذكراتي في نصف قرن"، الذي نشر جزءاً منه في مجلة الهلال - فبراير 1934 – بدأه قائلاً: "ومن الأفراح التي شاهدتها في عهد التلمذة أفراح الأنجال ..... ولمناسبة هذه الأفراح دعا إسماعيل تلاميذ جميع المدارس وطلبتها للاشتراك فيها بتناول الطعام ومشاهدة الألعاب وسماع الأغاني"؛ مما يعني أن عمره كان ثلاث عشرة سنة وقت هذه الأحداث! وهو عمر لا يجعله يعي بدقة التفاصيل التي ذكرها - وقت نشر المقالة عام 1934 - أي بعد مرور أكثر من ستين عاماً على أحداثها، مما يُرجح أنه نقلها أو سمعها عن الغير!!
الصحافة ووصف الأفراح
كان الأمل معقوداً أن أحصل على تفاصيل الاحتفال بأفراح الأنجال وقت حدوثها ومن شهود عيان، لا من مؤرخين لم يشاهدوا الأحداث، ونقلوا من كتابات السابقين!! وهذا الأمر لا يتوفر إلا في الصحف، التي كانت تصدر وقت الاحتفال فقط!! وإذا عدنا إلى عام 1873، سنجد الصحف المعاصرة، هي: الوقائع المصرية، ومجلة وادي النيل في مصر، ومجلتا الجنة والجنان في بيروت، وجريدة الجوائب في أسطنبول. أما الوقائع المصرية فلم أحصل على أعدادها في هذا التاريخ، والاحتمال الأرجح أنها لم تنشر تفاصيل هذه الأفراح؛ بدليل عدم اعتماد المؤرخين عليها. كذلك الأمر بالنسبة لمجلة (وادي النيل). أما (الجنة) و(الجنان) فلم أجد فيهما أي وصف لأفراح الأنجال عام 1873، ووجدت وصفاً تفصيلياً لأحد أفراح الأسرة الخديوية في العام التالي 1874.
لم يبق لنا سوى جريدة (الجوائب)، التي كان يصدرها الأديب أحمد فارس الشدياق في أسطنبول باللغة العربية، وكانت مفاجأة سارة عندما وجدتها نشرت تفاصيل التفاصيل لهذه الاحتفالات في أكثر من عدد!! ومن المعروف أن الشدياق صاحب الجريدة، كان يحظى بتقدير الخديوي إسماعيل، الذي كان يمنحه مبلغاً مالياً كل عام نظير الدفاع عنه وعن سياساته في أشهر وأهم وأخطر جريدة عربية تصدر في السلطنة العثمانية! وأكبر دليل على ذلك أن جريدة الجوائب، نشرت أخباراً تتعلق بأفراح الأنجال في ستة أعداد في ديسمبر 1872 ويناير 1873 – قبل بداية الاحتفالات الرسمية – أما تفاصيل الاحتفالات فنشرتها في أعدادها الستة التالية في يناير وفبراير 1873.
وصف جريدة الجوائب
بدأت الجريدة - قبل بداية الاحتفال بشهر - تعلن عن أهم الشخصيات التي ستحضر هذه الأفراح، ومنها: زيور بك رئيس قرناء الحضرة الشاهانية نائباً عن السلطان العثماني وعن صاحبة العصمة والدته، وحاملاً لهداياهما النفيسة من النياشين والمجوهرات. وزينب هانم حرم يوسف كامل باشا رئيس شورى الدولة العثمانية بالأستانة العلية. أما عمة الخديو إسماعيل فستحضر قادمة من أسطنبول في إحدى البواخر الخديوية. أما تفاصيل مراسم عقد زواج ولي عهد الخديوية الأمير محمد توفيق على الأميرة أمينة إلهامي باشا، فقد ذكرتها الجريدة في عددين.
الأول بتاريخ 5/2/1873، وفيه وصف عقد القران؛ حيث ذكرت الجريدة إن موكب الخديو إسماعيل وصل إلى سراية الحلمية – منزل أسرة العروس – ومعه كبار رجال الدولة والوزراء والأمراء وقناصل الدول والسفراء والعلماء. ولنقرأ معاً ما ذكرته الجريدة بعد ذلك، في عددها بتاريخ 7/2/1873، قائلة: "هذا اليوم الذي جرى فيه عقد زواج المشير المشار إليه يبقى مذكوراً على مدى الزمان إذ لم يقع له نظير بمصر بل في سائر الممالك الإسلامية فإن الخديو حرسه الله أرسل تذاكر دعوة إلى أمراء الحكومة السنية ورؤساء الديانة الإسلامية كالقضاة والمفتيّن وإلى نواب الدول وإلى الرؤساء الروحيين من طوائف مختلفة كالكاثوليك والروم والبروتستانت واليهود فتوجهوا إلى سراية القلعة العامرة حيث شرف أولاً الخديو المعظم وأنجاله الكرام وأصهاره الفخام وسائر رجال دولته وهناك قرئ كتاب عقد النكاح بغاية الاحتفال والإجلال ثم اطلقت المدافع تبشيراً بذلك وأخذت الرؤساء المشار إليهم في الدعاء ببقاء الحضرة الخديوية وبقاء أنجاله وأهله جميعاً ثم تقدمت نواب الدول وأبلغوا تهانئهم وأدعيتهم وقبل انصراف المدعوين وضع في كروسة [عربة يجرها حصان أو أحصنة] كل منهم شال حرير أبيض منطو على تحف وهدايا تذكاراً لذلك اليوم السعيد وأكرم رؤساء الملل زيادة على هذه الهدايا بمقدار من الدراهم".
ويُلاحظ على هذا الوصف أن من حضر عقد القران كان الأمراء والوزراء وكبار رجال الدين والقضاة وسفراء الدول .. إلخ، وكل فرد من هؤلاء قدّم هدية، ودفع مبلغاً من المال – المعروف بالنقوط – ولنا أن نتخيل قيمة هدايا هؤلاء لأبناء الخديو إسماعيل! ومن المؤكد أن كل هدية كانت تمثل مقام صاحبها، مما يعني أنها هدية نفيسة غالية الثمن! وهذا المعنى ينطبق أيضاً على مقدار مبلغ النقود (النقوط)! والهدف من إثارة هذا الأمر هو تبرير مظاهر البذخ في الاحتفال بأفراح الأنجال – كما سيأتي وصفه - الأمر الذي لم يبرره المؤرخون من أجل إلصاق صفة التبذير بالخديو إسماعيل!!
والمثال الدال على هذا هدايا السلطان العثماني، الذي جلبها زيور بك من الأستانة، وتحدثت عنها جريدة (الجوائب) بتاريخ 5/2/1873، قائلة عن زيور بك: ".... وبعد أن استراح قليلاً توجه إلى سراية عابدين وهناك حظى بمشاهدة الجناب الخديوي وحصل منه على غاية الإكرام وكان مما نقل عنه من الأخبار السارة التي تطرب كل محب للإسلام إنه قال له إن مولانا المعظم لما كان من طبعه أن يسر بما يسر به خاطرك ويطيب نفساً بما تطيب به نفسك أكرم حضرة دولتلو حسين باشا ثاني أنجالك وحضرة دولتلو حسن باشا ثالث أنجالك بالنيشان العثماني المرصع من الطبقة الأولى مع فرمانين لهما وأكرم كلاً من حضرة دولتلو طوسون باشا نجل المرحوم سعيد باشا وحضرة دولتلو إبراهيم باشا نجل المرحوم أحمد باشا بالنيشان المذكور من الطبقة المذكورة مع فرمانين لهما وقد أهدى إلى حضرة الست المصونة الكريمة بنت المرحوم إلهامي باشا تاجاً فاخراً ملوكياً مرصعاً بأنفس الحجارة وكذلك إلى الست الكريمة المصونة ابنة الخديو وسائر الستات المحترمات".
وتستكمل الجريدة بتاريخ 7/2/1873، وصفها لهدايا السلطان العثماني، قائلة: "وفي اليوم الثالث الذي هو يوم الاثنين تلقيت الهدايا المحسن بها من تلك الحضرة المعظمة السلطانية بغاية الاحترام ..... وهو علبة نشوق نفيسة مرصعة بجواهر الألماس الثمينة و(بروسن) ذو قيمة لكل من اختيه الكريمتين حضرتي دولتلو عصمتلو فاطمة هانم ودولتلو عصمتلو زينب هانم وحضرات الكريمات الخيرات زوجته وزوجتي أخويه حضرتي دولتلو حسين كامل باشا ودولتلو حسن باشا وذلك غير ما أهدى من حضرة والدة سلطان العلية الشأن وهو (بروسن) لدولتلو فاطمة هانم و(أسورة) لدولتلو زينب هانم وهذه الهدايا مع نفاستها وعلو قيمتها هي من النعم العظمى التي لا يمكن القيام بواجب شكرها لأنها دليل ظاهر على التعطفات السنية والتلطفات الخصوصية الشاهانية ومن بعد إجراء رسومها الاستقبالية رتبت وليمة مكملة بسراية عابدين العلية لحضرة زيور بك".
وصف الشوار
اهتمت جريدة (الجوائب) بوصف موكب شوار الأنجال - جهاز العروس – فأفردت لهذا الوصف موضعين، قالت في الأول بتاريخ 22/1/1873: " .. موكب فاخر لإرسال هدايا الجهاز من سراية عابدين إلى سراية الحلمية التي فيها حضرة الكريمة المشار إليها [أي أمينة إلهامي] وإلى مقر كريمة أفندينا الخديو المعظم [أي فاطمة] التي يتأهل بها الأمير الجليل حضرة دولتلو طوسون نجل المرحوم سعيد باشا طاب ثراه. وكان هذا الموكب مؤلفاً من نحو ألفي نفر من العساكر فخرجوا من سراية عابدين ومروا بالموسكي وكان أمامهم نحو عشرين فارساً من الخيالة الخاصة وبعدهم أصحاب الموسيقى العسكرية وهم يضربون بآلات الطرب وبعدهم ست صواني كبيرة يحمل كل منها أربعة من العسكر ففي الصينية الأولى تاج فاخر باهر مرصع بالألماس النفيس يرى لمعانه من مسافة بعيدة وهو تاج ملوكي من صنع باريس من أول طبقة وبعده صينيتان عليهما تاجان آخران مرصعان بحجارة ثمينة جديران بأن يهديا إلى أية ملكة كانت وفي الصينيتين الأخريين قطع من الحلي مرصعة بالماس والجواهر الفاخرة مما يعز وجوده إلا عند الملوك والسلاطين وبعدهم مشى نحو مائتي نفر ثم الخيالة الخاصة ثم أصحاب الموسيقى ثم ثماني صواني أخر يحمل كلاً منها أربعة من العسكر وعلى كل منها قطع حلي من الماس والجواهر البهية فكان منظرها يدهش الناظرين وكانت مغطاة بقماش رفيع جداً لكن القماش لم يخف لمعانها المتتابع ثم جآت أصحاب الموسيقى ثم سائر العساكر ثم صينية أخرى عليها تاج من الماس بهي المنظر جداً ثم مائة وعشر صواني كبار يحمل كلاً منها ستة من العساكر وعلى كل منها صحون وشمعدانات وكاسات ونحو ذلك بعضها من الذهب وبعضها من الفضة مما لا يمكن وصفه".
والوصف الآخر، نشرته الجريدة في 5/2/1873، قائلة: "... سارا معاً من تلك السراية بالهيبة والوقار وكمال الأبهة ومزيد الاعتبار والوجه الفائق الرائق الذي هو بشأن الأعاظم لائق والعساكر صفان بالطول محيطان بعساكر مصطفة بالعرض خمسة بين كل صفين منهم اثنان من العساكر النظامية يحملان صينية من الفضة من جملة صواني النيشانين الست عشرة الممتلئة بأنواع الجواهر الثمينة وأربعة منهم يحملون طبلية من طبالي الجهاز المائة والثلاثة الموضوعة عليها أواني بالفضة المتنوعة المفروش تحتها الورق المذهب المغطاة كالأولى بالبرنجق أو صينية من صوانيه الفضة الأربع الكبيرة الموضوع فيها أنواع الزهور المصنوعة البهجة ومع هؤلاء خامس كالملاحظ وأمام الموكبين العساكر الخيالة تترنم موسيقاهم واستمرا على السير على هذا الوجه إلى الأزبكية ثم العتبة الخضراء ثم الموسكي إلى أن انتهيا إلى جامع السلطان الأشرف ثم توجه موكب النيشانين إلى سرايتي الحلمية والسيوفية وموكب الجهاز جهة العباسية".
وصف الأفراح
أما مظاهر الاحتفال التي تمت في القصر العالي الخاص بالوالدة باشا – والدة الخديوي إسماعيل – والتي أنيرت بأنوار وفوانيس لمدة أربعين يوماً، لدرجة أن المنطقة سُميت بالمنيرة، والتي مازالت حتى الآن مُسماه بهذا الاسم – فقد نشرت جريدة (الجوائب) هذه المظاهر تحت عنوان (الأفراح بمصر) في 7/2/1873، قائلة:
"... بقى الآن ذكر ما جرى من الزينة والبهجة في قصر حضرة السيدة الجليلة ذات الفواضل الجزيلة والمآثر الجميلة حضرة والدة الخديو المعظم أطال الله عمرها وزاد فخرها وهو يبعد عن مصر ثلاثة أميال إلا أن السائر إليه يود لو أن مسافته تطول عليه لما يجد من الارتياح في سيره والتنعم بزهو هذا المنظر ونضيره فإن وسع طريقه نحو عشرين متراً وأنوار الغاز عن اليمين والشمال متألقة والأشجار مظللة باسقة ومسافة هذه السراية عشرة آلاف ذراع طولاً في مثلها عرضاً وهي مسورة بسور من خشب ولها أربعة أبواب كبار في كل جهة باب وكان عند أحد الأبواب ثمانون نفراً من النظام يضربون آلات الطرب العسكرية على الألحان العربية وفوج آخر عند باب آخر يعزفون بالآلات البلدية وفي الأغاني العوالم يغنين بالأغاني المطربة والناس يتلذذون بسماع أصواتهن وفي داخل السراية ألوف من الفوانيس المتنوعة الأنوار وفي حوشها إناس يلعبون بجميع أنواع اللعب وناهيك أن جميع بهلوانية الأستانة العلية قد حضروا في هذا العيد لإجراء ألعابهم وكانت السواريخ تصعد في الجو الأعلى من العشاء إلى نصف الليل وموائد الأكل تميد بما عليها من ألوان الطعام الفاخر فكفت ألوفاً من الناس وكل منهم حامد شاكر وقد نصب هناك نحو أربعين خيمة مبطنة بالحرير الخيمة الأولى لحضرة عيلة الحضرة الخديوية والثانية لأرباب المجلس الخاص والثالثة لنواب الدول وكان لكل من أرباب الوزارة والدواوين خيمة مخصوصة وفي بعض هذه الخيام آلات الطرب وفي بعضها الألعاب وكان الدخول إلى هذه المواضع خاصاً بمن له إذن مرقوم في تذكرة غير أن الخديو أدام الله علاه وبلغه مناه أباحه لكل من شاء لأنه قال إن البالو مقصور على الخاصة دون العامة فليس من الإنصاف أن تحرم العامة من دخول هذا المحل حتى يكون لكل واحد من الناس نصيب من الفرح ولهذا أقبل ألوف من الناس وهم شاكرون لفضله وأمر أيضاً بأن هذه الأفراح تدوم أربعة أسابيع متوالية ..... وفي اليوم الرابع والعشرين جرى موكب عظيم من سراية عابدين إلى سراية القبة في جهة العباسية وهي التي بناها جناب الخديو المعظم لولي عهده الأفخم على ما أخبرتكم به سابقاً وكان ذلك خاصاً بإيصال (زفاف) حضرة الست المحترمة أمينة خانم بنت المرحوم إلهامي باشا إلى مقرها العالي وكان أهل مصر والغرباء قد ساروا أفواجاً إلى الوجه الذي يمر منه هذا الموكب فأول ما مر عدة كروسات فيها حرم رجال الحكومة الفخام والذوات الكرام ثم بلوك من الخيالة مدرعاً على هيئة عساكر بروسية ثم بلوك آخر مدرعاً أيضاً بدروع بيض وعلى رؤسهم خوذ من الفولاذ اللامع ثم بلوك آخر مدرعاً أيضاً بدروع من النحاس الأصفر ثم عدة من الضباط وأمراء الآلايات راكبين الخيل المطهمة ثم الماجد الأكرم حضرة سعادة خليل أغا باش أغاوات دائرة والدة الخديو المعظم ثم كروسة فاخرة بهية تجرها أربعة أفراس من الخيل الجياد فيها حضرة الست والدة الست العروس ثم عربية أخرى لا نظير لها في الحسن يجرها ستة أفراس وفيها ذات العروس المحترمة وكانت الكروسة مقفولة الشبابيك ومغطاة بالشيلان الكشميرية النفيسة ووراءها كروسة مثلها في البهجة والرونق تجرها ستة أفراس فيها حرم الخديو المحترم ووراءها كروسات أخر جميلة فيها ستات من ذوات الشأن وفي آخر الموكب رجال الحكومة وكانت آلات الطرب معزوفاً بها إلى أن وصلوا إلى السراية المذكورة وهناك استقبلت ستات التشريفات الست العروس بالاحترام والتوقير".
هذا هو ملخص الاحتفال بأفراح الأنجال كما وصفته لنا جريدة (الجوائب)، بوصفها الجريدة العربية الوحيدة التي وثقت لنا هذا الحدث الفريد في تاريخ الاحتفالات العربية!! وما ذكرته لنا هذه الجريدة غير موجود – بهذه التفاصيل – في أغلب كتب التاريخ التي تحدثت عن هذه الأفراح!
ساحة النقاش