وقع اختياري على شخصية مصطفى ممتاز؛ لتكون موضوع هذا الكتاب. والسبب أن مصطفى ممتاز شخصية مجهولة في كتاباتنا المعاصرة التي تشير إلى أنه شارك توفيق الحكيم في اقتباس مسرحية (خاتم سليمان)؛ التي مثلتها فرقة أولاد عكاشة سنة 1924م. وبخلاف هذه المعلومة - التي سجلها الحكيم في مذكراته - لا يستطيع أي باحث أن يعرف شيئاً آخر عنه! وهذه المعلومة تشير إلى أن مصطفى ممتاز شارك الحكيم في اقتباس المسرحية .. أي إن الحكيم هو الأصل، ومصطفى ممتاز هو الفرع! فيا تُرى ما هو شعور القارئ عندما يكتشف أن العكس هو الصحيح!! فمصطفى ممتاز كان الأصل والحكيم هو الفرع ! مصطفى ممتاز كان المؤثر، وتوفيق الحكيم كان المتأثر! مصطفى ممتاز كتب ثماني مسرحيات - مثلتها الفرق المسرحية الكبرى بين عامي 1917 و1924م - قبل أن يخط الحكيم سطراً واحداً في كتاباته المسرحية المعروفة! مصطفى ممتاز هو الشاعر القدير صاحب الديوان المنشور بالإسكندرية عام 1918م، وهو مؤلف ومعرب ومترجم لعشرات المسرحيات، استطعنا إحصاء إحدى عشرة مسرحية منها، ونشرنا في هذا الكتاب خمسة نصوص مسرحية مخطوطة مجهولة .. ففي هذا الكتاب يخرج مصطفى ممتاز من قبره التاريخي، لتُعاد إليه حياته الأدبية المسرحية، وليسترد مكانته المسرحية التي سُلبت منه نسياناً وتجاهلاً من قبل الكُتّاب والنقاد
أ.د سيد علي إسماعيل
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش