الجديد في نشأة المسرح العربي في مصر

 

إسهاماً مني في إقرار الحقائق العلمية التاريخية للمسرح العربي، وهي الحقائق المعتمدة على الوثائق والوقائع والمنهج العلمي في البحث والتوثيق والتأريخ، سأنشر اليوم للعالم في فضاء الإنترنت نسخة إلكترونية (pdf) من كتابي (الجديد في نشأة المسرح العربي في مصر)، الذي تُرجم إلى خمس لغات غير العربية، وهي: (اللغة العبرية وقام بها الدكتور أحمد راوي، واللغة الإيطالية للدكتورة وفاء رؤوف، واللغة الروسية للدكتور مؤيد حمزة، واللغة البولندية للدكتور سباستيان جادومسكي، واللغة الفارسية للدكتور علي أكبر مراديان قبادي).

وهذا الكتاب ينفي بصورة علمية ريادة (جيمس سنوا أو يعقوب صنوع) للمسرح العربي في مصر، كما يعتقد البعض؛ وذلك للأسباب الآتية: إذا كانت ريادة المسرح العربي في مصر، محددة بالسبق التاريخي للكتابة المسرحية بالفصحى أو العامية، فإن هذه الريادة من حق الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي؛ بوصفه صاحب أول نص مكتوب ومنشور باللغة العربية في مصر – وفي العالم العربي – عام 1868، وهو نص (هيلين الجميلة)، المترجم من اللغة الفرنسية. وإذا كانت ريادة المسرح العربي في مصر، محددة بالسبق التاريخي لأول مسرحية مؤلفة بالعربية ومنشورة – وليست مترجمة - فإن هذه الريادة من حق محمد عبد الفتاح، الذي ألف ونشر مسرحية (نزهة الأدب في شجاعة العرب المبهجة للأعين الزكية في حديقة الأزبكية) المنشورة عام 1872. وإذا كانت ريادة المسرح العربي في مصر، محددة بالسبق التاريخي لأول مسرحية مُمثلة بالعربية، فإن هذه الريادة من حق من قاموا بتمثيل مسرحية (الإسكندر في الهند) عام 1870، أو من حق عائلة قطاوي التي أشرفت وقدمت الدعم لبعض العروض المسرحية العربية عام 1870 أيضاً.

وفي مقابل ذلك أثبت الكتاب نجاح سليم خليل النقاش في إنشاء المسرح العربي في مصر عام 1876، عندما استدعته الحكومة المصرية من بيروت ليكون له الفضل الأول في إنشاء المسرح العربي في مصر. وعندما نجح في الإنشاء؛ ترك أمر فرقته إلى يوسف الخياط، الذي تولي قيادتها عدة سنوات، مما دفع الآخرين إلى تكوين فرق مسرحية عربية أخرى في مصر، طوال الربع الأخير من القرن التاسع عشر. فظهرت فرقة سليمان الحداد، ثم فرقة سليمان القرداحي، ثم فرقة أبي خليل القباني، ثم فرقة إسكندر فرح، ثم فرقة ميخائيل جرجس .. إلخ.

ولو تتبعنا تاريخ هذه الفرق، وما أنتجته من فرق أخرى، سنجدنا نصل بالتاريخ إلى الفرق المسرحية الموجودة في مصر حتى الآن!! وهذا يعني أن سليم النقاش، هو الرائد الحقيقي للمسرح العربي في مصر؛ سواء بالسبق أو بالتأثير والتأثر!! فمن ناحية السبق، لم نجد مشروعاً مكتملاً ناجحاً لإنشاء المسرح العربي في مصر – وفقاً لتخطيط الحكومة المصرية - غير مشروعه!! ومن ناحية التأثير والتأثر، فالتاريخ أثبت كيف أثر سليم النقاش بفرقته المسرحية في مصر، وكيف تأثرت مصر به وبأعماله، حيث توالت الفرق المسرحية، التي خرجت من فرقته، أو التي ظهرت بتأثير من فرقته!! وريادة سليم خليل النقاش للمسرح العربي في مصر؛ ذكرها المعاصرون لها، وذكرها من جاءوا بعدها، وذكرها من سمعوا بها من معاصريها، دون أن يذكروا رائداً آخر للمسرح العربي في مصر غير سليم خليل النقاش!! ومن هؤلاء: جرجي زيدان، ومحمد تيمور، وخليل مطران، وطه حسين، وعبد العزيز البشري، وأحمد أمين، وزكي طليمات!!

 

 

 

sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

815,161