الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

الشعر وجمهوره

لقاء العدد مع الشاعر

حلمي سالم

إبداعات ومواقف – كتاب غير دوري – العدد الرابع – ديسمبر 1985

*قانون الفن –  خبرة الشاعر –  قانون الواقع الاجتماعي........... محاور ثلاثة قد تستطيع من خلالها أن نناقش قضية الغموض.  كيف ترى المسألة؟

 

مسألة ((الغموض)) مسألة مركبة, ذات أبعاد متداخلة عديدة, ذلك أن كل كتابة إبداعية هي عملية مشروطة, فالإبداع مشروط بالتعبير عن عصره وواقعه وقضايا لحظته المحيطة: اجتماعيا وسياسيا ووجوديا.

الشرط هنا شرط موضوعي. والشاعر لا يبدع في فراغ. والإبداع مشروط بخصائص وقوانين الفن, من حيث نوعية المعرفة التي يقدمها النشاط الإبداعي بالنسبة لأشكال المعرفة المختلفة.

الشرط هنا شرط جمالي. والشاعر إنما يقدم معرفة مفننة. والإبداع مشروط بالتجاوز والتجدد, إذ أن كل نشاط إبداعي هو ذو رصيد (تقني-تاريخي) متأت من مسيرته الطويلة التي عركته فيها أيدي المبدعين على مر السنين.

والشاعر مطالب بأن يضيف إلى هذا الرصيد جديدا, مطالب بأن يستند إليه ليتخطاه, بالبناء عليه لا منه: بتمثله وتجاوزه في آن واحد.

الشرط هنا شرط تاريخي. والشاعر لا يبدع من فراغ. في هذا الشرط تصبح علاقة المبدع المجدد برصيده علاقة: اتصال وانفصال. هي علاقة اتصال من حيث أن المبدع الحداثي لا يستطيع أن ينخلع عن الميراث الإبداعي لمسيرة شكله الفني. كيف له هذا الانخلاع بينما الحداثة نفسها هي مفهوم (نسبي – تاريخي) يتحدد معيارها على ضوء سياقها التاريخي بالنسبة إلى ما سبق (في الماضي أو في الراهن) إنجازه من إبداع.

وهي علاقة انفصال من حيث ضرورة انقطاع المبدع عن "الذائقة الجمالية" المستقرة في هذا الرصيد الطويل, لتأسيس ذائقات جمالية جديدة. إنه مطالب بانطلاق من أسس الإبداع الرصيدية إلى بناء أسس جديدة لا الاستغراق في هذه الأسس واعتبارها مثالا منشودا في كل زمان. وهنا يتعين أن نشير إلى أن تأسيس ذائقات جمالية جديدة يصبح في حالة شعرنا العربي أكثر مشقة ومخاطرة وإثارة لسوء التفاهم والاضطراب ذلك أن هذا الشعر العربي على عكس كثير غيره من أجناس الشعر العالمي – هو الشعر الذي ظلت أسسه وخصائصه الفنية والجمالية سائدة ثابتة على مدى ما يزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان.

هذه الخصوصية التي ينفرد بها شعرنا العربي (وليس المقام مقام تفسيرها تاريخيا واجتماعيا وثقافيا) جعلت المشكل الذي يواجهه الشاعر الحداثي وهو يمارس جدل الاتصال – الانفصال يكتسب بعدا إضافيا يزيده مشقة  ومخاطرة .

إن الشاعر الحداثي العربي  يواجه – حينئذ – ذائقة جمالية ونقدية بلغ عمرها قرونا وقرونا – لا سنوات أو عقودا –يتعين عليه الانقطاع عنها لتجديدها وهو ينشئ عمله الشعري.

يمكن القول إذن إن الذين يطالبون الشاعر المجدد بالإبداع من خلال المرجع الإبداعي المستقر لقرون عديدة, إنما يطالبون بإعادة إنتاج ما ينبغي تخطيه: تاريخيا, واجتماعيا, وفنيا, إنهم يطالبونه بالأحرى بنفي الإبداع. نعود فنقول إن هذه العناصر التي أشرنا أليها هي بعض من العناصر التي تشرط العملية الإبداعية  الرهنة. والواقع أن صراع أو تفاعل هذه العناصر الشارطة بعضها مع بعض في جدل عنيف مركب داخلي ودفين هو امتحان كل شاعر حق وهو في الوقت نفسه ما يخلق في القصيدة هذه الحالة التي يسميها بعض أصحاب الذائقة الجمالية المستقرة المألوفة أو بعض دعاتها الغموض.

إن أصحاب وهم الاعتقاد بغموض القصيدة الجديدة هم الذين لا ينظرون إلى العملية الإبداعية في تفاعل شروطها المتصارعة والمتجادلة, فلا يرون من هذه العملية المركبة سوى شرطها الموضوعي, المتصل بالتعبير عن الواقع (الاجتماعي والإنساني) المحيط وهي بذلك نظرة أحادية ضيقة ومضللة ليس ثمة إذن غموض في القصيدة الجديدة. ثمة جدل كبير بين عناصرها الشارطة المختلفة يجعل الشاعر يستهدف صياغة هذه العناصر جميعها معا, لا الاقتصار على بعضها دون البعض الأخر.

العملية الإبداعية إذن عملية مركبة لا غامضة.

 

*هل القصيدة الجديدة تمر بأزمة فيما يخص قضية التوصيل للجماهير العريضة. وما تصورك للجذور الموضوعية لتلك الأزمة؟

 

في إطار المعاني التي سبقت فإن القصيدة فعلا تمر بأزمة كبيرة ولكنها ليست أزمة في القصيدة بل هي أزمة نظر إلى القصيدة.

 

* إذن فلا أزمة في القصيدة ذاتها؟

 

إن الأزمة الحقيقية

 

  

 

 

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,125