الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

ريحــانـة

عاصرتْ كل سحائب الأسرة،
كأنها تخصصّتْ في الشهادة على
جرثومةٍ في الصُّلْبِ
تسير من جيلٍ لجيل،
كعلامةٍ على تكاتف القبيلة.
الفتاة التي رافقتْ طبيبَ الديوان
كي يوقفَ النزيفَ في رأسِ زاهية،
هي نفسُها التي
هبطتْ من المطار إلى عنبر المخّ،
كي ترفعَ الذراعَ المُدّلاةَ لابن زاهية،
وتتأملَ اضطرابَ ساقه
التي أضنتْها المشاوير،
وتتقصّي أثرَ سيدةِ النبع
على طريقته في نُطق حروفِ العطف،
وفي طي صفحةِ الكتابِ المقدس.
ذات ليلٍ تركتْ ولائمَ المَنْسَف،
كي تعمل في تمريض عمّال مصر،
كلونٍ من الرواية الضد،
مع أنها ودعت الصحابة،
وأرّقتْها روائحُ البيت،
حيث تري ريحانةَ الأبِّ مشنوقةً
على سور حديدي،
وحيث تري الواحدَ في عتمته
على هيئة تجار لؤلؤٍ مضبَّبينَ
يخطفون الصغار من مضاجعِهم
ويعلِّقونهم على سواري مراكب الصيد
فيصيروا متوحدين،
وتظل أمهاتهم يبكين على الفنارة
كلما قرأن قصيدةً عن عمر.
رتوشُ لوحتها خفيفةٌ،
عكسَ الندبة التي في القلب،
لأنها لم تدر أنها منذورةٌ
لإضحاك المصدورين،
رغم أنها تعاني ضيقاً في التنفس،
ولم ينقذها أحدٌ
من شعراء السبعينات،
فراحت تخرج من سرادقٍ إلى سرادقٍ،
كطّوافٍ في السيرة الهلالية،
الفتاةُ التي رافقتْ طبيبَ الديوان
كي يوقف النزيفَ في رأس زاهية،
مع أنها أحوجُ ماتكون
إلى برتقالةٍ.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,248