الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

العــزلــة

كنا نعرف أن الراديكاليّةَ جزءٌ
من أدواتِ الشُّغل،
فسلمَّنا له بإلقاء البيضِ الممشّش
على وجوه المطربين.
وعندما شاهدَ المرأةَ التي تشتهيها
عيونُ خمسةِ أجيالٍ،
مفحومةً على الريفي
الذي يربطون معصمَه إلى المَصْل،
صاح: هل نحتاج إلى سحابةٍ في المخّ
حتى يرقَّ قلبُ المؤنثاتِ؟
مزيجٌ من المَوَدّاتِ والمكائدِ
يختفي تحت هذا الشارب الكَثِّ،
لكنه قامَ من دفءِ الفراش في الهزيع،
لكي يساعدَ القروي في خلع الحذاء
حتى يريحَ ساقيه على السرير الجِلْد،
ولم يكن أتمَّ هندامَه
حينما جري كي يسندَ نصفَ صاحبه
في الذهاب إلى معمل الرنين،
صاحبِه الذي يصطاد الصقورَ
وهي في طريقها إلى الشارب الكثّ.
تقمّص السيّابَ وقال لسيدة النبع:
« أحبيني،
فكلُّ من أحببتُ قبلَكِ لم يحبُّوني»،
ثم صار يذهب إلى الكنائس
في صحبةِ المعذّباتِ في الأرضِ،
لعل الهدايةَ تنزلُ
على الأفئدة والأفخاذ،
وبعدها راح ينتقي الطّوبَ من مخلّفاتِ البناء،
كي يرأبَ كُوَّةً في النفَّس.
مزيجٌ من المودات والمكائد،
يختفي تحت هذا الشارب الكثّ،
ويخلِّفُ نسمةَ التراجيديا:
الطيبُ الذي فشل مراتٍ،
في تمثيل دور شريرين على المسرح،
والمثقَلُ الذي فشل مراتٍ،
في إتقانِ مشهدِ السذاجةِ في
سامرِ الطفل،
ربَّتَ على كتف المشدوهةِ التي توقنُ
أن جسمَها نتوءٌ في النص،
ثم دعاها إلى كأسين من بوظةٍ
بعد أن يهجع المستيقظون
في عنبر النزلاء،
وعندما رأي صاحبَه
يمشي على ساقين سليمتيْن،
ويتلو مقطعاً من ضرورةِ أن تكون
النهاياتُ حاسمةً،
بنبرةٍ مقبولةِ المخارج والفونيم،
أدرك أن هناك أكثرَ من سببٍ
للعزلة،
وأن الدموعَ هي الأبقى
بين الاشتراكيين القدماء.

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

112,125