الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

زيــارة

كيف لم أنتبه إلى أن زائرةً
حطّتْ رحالها بعد وعثاءِ السَّفر؟
رغم أنني عاينتُ
كيف لم تقُمْ ساقُ زاهية
بنقلها من قاعة الخزين
إلى حظيرة البهائم،
ومسحتُ قيأها الفيّاضَ فوق الكليم،
(مثلما فعلتْ سيدةٌ معاصرةٌ
مع القيء الحديث).
نعم، عَزَوتُ تيبُّسَ ساقِه
إلى كثافةِ الطرقات
نعم، عَزَوتُ سيلولةَ العضُد
إلى مَغبّةِ قطفِ خوخةٍ
من شجرة المؤذِّن،
نعم، عزوتُ انبعاجةَ الصوت
إلى شهوةِ أن تكونَ دوبليراً
ليمامةٍ.
مع أن الصيدلانيةَ الشّابةَ
شدّدتْ مراراً على فحص قاعِ العين،
والسيدةَ المعاصرةَ
أكلتْ شفتيْها حينما اهتزَّ في يدي القَدَحُ،
ورتلتْ لي على جبلٍ:
«يا ليلُ، الّصبُّ متى غدُه
ينزفُ عبدٌ في السّفحِ،
وفي السِّدرة ينزفُ سيّدُه
يشقي المحبوبُ ببسمةِ عاشقِه
لكن المحنةَ تسعده».
فكيف لم ألقطْ الإشاراتِ الإلهيةَ؟:
لمعةَ السّمانةِ، اصفرارَ البؤبؤ،
تعسيلةَ الرّنجة، الغُصَّةَ المفاجئةَ في
الأهالي، تهافتَ الرسغ
بعد سطرين من مقالة «كاتم الصوت».
هل كان يلزمني أبو حيان التوحيدي نفسُه
لكي أنتبه
إلى أن زائرةً
حطّتْ رحالها بعد وعثاءِ السَّفر؟
وأنا الذي قلتُ:
«ليتَ أمي راقبتْ
ميزانَ سُكرَّها المطفَّفِ في الدماء،
ولم تضئْ».

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,203