الحصص
كنت هنالك،
حين ازدهرت حنجرة أبيك علي المئذنة
مؤكدة أن الله هو الأكبر،
كنت هنالك
حين تكومت علي زنديه أمام القبلة،
وهو يربت بالكفين المعروقين
علي خديك المصقولين،
ويصفح عن قسوة أم
علمت ابنتها حصص المدرسة
وحجبت عنها حصص الدنيا،
فكأنْ أعطت شهوات العلم وأخذت شهوات الجسد،
فخار البيتُ،
هنالك كنتُ
أخبئ نفسي خلف الميضأة،
وأرقب حشرجة الروح المهتوكة
وهو يغادر سنوات الخدعة،
مسروراً أن يملأ عينيه المرهقتين بزهر صباك،
وكنت أهم بأن أهتف فيك:
«السيد ما مات»،
ولكن خروج السر الضائع كبلني
فبقيت وراء الميضأة
أسجل ميتته الثانية،
وأحسب عدد الدمعات السائلة
على خديك المصقولين.