*أربع قصائد في المقاربات*
يؤذن مغرب
يُؤَذِن مغَرِبٌ
فتحطُ عاشقةٌ إِزاراً فوق أبيضها الرهيفِ,
وتنحني.
في الماءِ ترقبُ شكلها شهباً وأعشاباً
بلون رجالها الفانين والآتين
تكشف خطوةً في الصمت,
يسألها الرُّعاةُ عن الخليل.
تحطُّ فوق أبيضها المخبوءِ حُمُّصًةٌ,
وترحلُ.
في نوافذها القريبة كنتُ أسمحُ للفتى أن يختلي بالنرجسات
الخُضرِ,
يخلع عن مواقتها الأصائلَ,
ثم يبكي فوق شاهدها الشهيِّ,
ويترك الأثواب عندي.
من منائرها يؤذن مغرب.
فألمُّ أوراقي من المقهى
وأحلمُ بالنجيل يحوط حمصة بمائدةٍ
تشيل إزار عاشقةٍ
ترامت فوق كفِّ الغائبين مدىً.
و أحلم بالنجيل,
يؤذن الحزن البسيط فأنحني عند المياه:
الشكل صنو الشكل,
لكن الفتاةَ تلمُّ غامضَها,
وتقضي نحبَها اليوميَّ قرب المغرب المعلوم فِيَّ,
وتنتفي تحت الموائد,
عُريُّها ينحلُّ فوق الأسطر المكتومةِ,
انتبهت,
فخانت خاطري وخطاي.
كان المغربُ الفَضَّاح أذًّنَ,
فانتشلت قصيدتي ملموسة بمسيرها.
كانت عشيقتنا تلملم نثرها خلفَ المكان.
(نوفمبر 1984)