مرثية الفضاء ونخيله
تحطُّ العصافيرُ
في بقعةٍ تترجرج بين الرعايا وبين الرماح،
تحطُّ العصافيرُ: ليس لهذي العصافير إلا
تواريخُ مشروخةٌ وانطلاقُ النواح،
تحط العصافيرُ
في بقعةٍ تترجرجُ بين المَنَايا وهذا الصباحِ،
تحط العصافيرُ
كم يلزمُ الدربَ كي يغدَرَ السائرينَ
ويقلبهم بين وهمِ النواحِ وبين النواحِ؟
تحط العصافيرُ عند بزوغ جراحي.
* * *
أغني علي قُبَّرةٍ باتساعِ الدعاء:
يا مليحا وقتيلا
أيها المسّجي في ضيقِ الميادينِ الوسيعة
يا جميلاً في الفجيعة
غارقاً في اللظى، بليلا
يا مليحاً، وقتيلا.
* * *
فسّرِي بعض إعتامِ النخيل:
كنتِ ترشقينَ لحمي بفتنةِ الخالقين
وتحرِقين عَظْمَ روحي،
وأنتِ لا تُحرقين.
وتَدْلُقِين جسمي علي جثةِ العاشقين.
أأنتِ نهضةُ الشكِ في اليقين؟
* * *
وكان الفتي يلفُّ في البراري مرجَّعا:
أنت يا امرأةً من خيول المحبينَ
والراكضينَ إلي جهةٍ ليس يعرفُ شطآنَها غيرُ
من أبهجته الفجيعة، أو أطلقته المجامرُ في
لجَّةِ المستحيل.
وأنتِ باتساعِ المدائن
تطوفينَ في العروقِ
وراقصا كنتُ في الكمائن
موازياً لبرقةِ البروقِ
* * *
حادثة الاغتيال:
أكملتْ ضجيجها في ورودي
وبكتْ بكاءها الاعتيادي الأمين
وحين مارستْ طفولتها والغناء
أيقنتُ أن جسمها الذي يلوبُ شائقاً
هو عدوها الذي يشبُّ في الخفاء
فأكملتْ ضجيجها في ورودي
وحطمتْ قصيدتي.
* * *
حروف بارزة علي النخيل:
لملمي غناءكِ الموجعا
لن يرجعَ الزمانُ ماضيعا
مايو 1976