شعر
شعرٌ لو انّ الجنَّ تسمعُ شدوهُ = سجدت لدى جن الصدى أرواحها
ولو انّ همس نشيده في حانةٍ = خشع الندام وكبّرت أقداحُها
ولو انّ سحر بيانهِ بمفازةٍ = لمضى يسلسل لحنهُ صفّاحها
ولو ان تهويل الخيال بساحةٍ = خلف الغيوب لفزعت أشباحها
قد سابق الأرواح في وثباتها = وشأي فعطّلَ عن صداهُ جماحُها
فإذا يرقّ حسبته قمريّةً = قد هاج أحلام الضحى تصداحُها
أو نغمةً في ثغر حادٍ مدلجٍ = بين الكرى والصحو ذاب صُداحُها
عذب الحفيف على القلوب كأنّهُ = دُنيا أمانٍ قد زها إصبَاحُها
خمرٌ تحدّ الخمر فيهِ وقلْ لها = ما كرمةُ الدنيا وما تُفّاحُها
وإذا يثورُ بجنّةٍ مُخضلّةٍ = زأرتْ بأنفاس اللهيبِ بِطاحُها
نورٌ ونارٌ روضةٌ وجهنمٌ = وسطورُ فنٍّ معجزٌ إفصاحُها
هذا الّذِي يا نَايُ تجدُ سحرَهُ = دنيا تئزُّ بجانبيَّ جراحُها
شعر: محمود حسن إسماعيل