جيلكم مات فدسوا نعشه
(يا وطني ! لا أملك غير هذا القلم ، أنفث منه ثورتي الصامتة على جيلك .. وهو في غمرة التطاحن الحزبي لا يكاد يفيق!).
جيلكم شاب..فَوارُوا ضعفه = واحرقوه بلظى الدم الجديدْ
كفّنوهُ من بلى أيامهِ = وادفِنوهُ في ثرى الماضي البعيدْ
واذهبوا لا تندبوهُ للوجودْ
هوَ جيلٌ لعب القيد بهِ = منذ ما رنّ على أرض الحمى
فاصعقوهُ واحطموا أصفادهُ = وافرعوا بالعزم أبراجَ السما
شرعة الأغلال جاءت للعبيدْ
أمّكُمْ مصرُ وفي تاريخها = ما يَرُدُّ الغرب نديانَ الجبينْ
فاسألوها واسمعوا في تربها = يزعج الآفاق صوت الراقدينْ
من هنا تسطع أنوار الخلودْ
جيلكم مات فدسوا نعشهُ = فهو عارٌ في ضمير الزمنِ
مزّقت قلب الحمى أطماعهُ = فارجموه يا شباب الوطنِ
ولأحزاب الحمى شقّوا اللحُودْ
السياسات كلامٌ وصدًى = وزعاماتٌ وخلفٌ وخصامُ
والكراسيُّ إذا أبصرتها = موردٌ أقلق شطّيهِ الزحامُ
فهي تنعي من أساها وتميدْ
فانهضوا فالعصرُ وثّاب الخطا = ولكم من أمسكم أعلى مثلْ
وطن يطمح لو نال السها = وتخطّاها وأسرى بالأملْ
وعلا بالنيل في هام الوجودْ
شعر: محمود حسن إسماعيل