الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

فلسطين

 

سَيَظَلُّ يَنْهَشُ فِيْ عُرُوْقِيْ ثَارُهَا = حَتَّىْ تُكَبِّرَ لِلصَّبَاحِ دِيَارُهَا

حتى يعود الليل فوق ترابها = أشلاء ليلٍ شبَّ فيه نهارُهَا

حتى تذوب مع الظلام خيامها = وتعود تكتسح الدجى أسوارُها

حتى يداهمها الضحى بيمينهِ = وبها يفكُّ من القود إسارُها

حتى يراق دمي على جنباتها = وبه منَ التاريخ يُغسلُ عارُها

حتى يهلل فرحةً شهداؤها = للبعثِ يحمل فجرهُ أحرارُها

حتى يبيد الغاصبون بأرضها = وتبيد طيَّ رفاتهم أوزارُها

حتى تُزمجر بالفيالقِ حومةٌ = عربيةٌ لا يستريح أُوارُهَا

حتى تعود إلى الديار غريبةٌ = لكتائب الأبطال تظمأُ نارُهَا

ويكبر الجبل الحزين لموكبٍ = تهفو إليه سهولها وقفارُها

ويدُ العروبةِ في السماءِ كأنها = بشرى من الرحمنِ عاد مزارُها

فيها مع الأقدار موعد أمةٍ = غضبت وأضرم نارَها ثوَّارُها

فيها مصير عصابة يفنى المدى = والتيه كان وما يزال شعارُها

فيها فناء الغاصبين وإنَّهُ = لنهايةٌ للظلمِ حان قرارُها

فيها فلسطين الجريحة أجهشتْ = بقضيَّةٍ في البغي طال حِوارُها

فيها ليوم الزحف غضبة ماردٍ = يبلي الطغاة المعتدين شرارها

قل يا جمالُ ونحن شلاّل اللظى = نحن المنايا جددت أعمارها

الوحدة الكبرى طريق نضالنا = للنصر مهما كابدت أسفارها

سنسير نقتحم العواصف والدجى = مهما تكاثف حولنا أستارُها

سنسير نخترق السدود وننبري = حتى كهوف الكيد نحن دمارُها

نهوي عليها باتحاد صفوفنا = فيعودها قبل اللقاء خَسارها

شقت كلوباترا التآمر مثلما = شق المحيط المدلهمَّ فنارُها

صمدت لحيات المكائد آيةً = للبأس كلَّلَ كل حرٍّ غارُها

وقفت لها كل العروبة وقفةً = جبَّارَةً غذت النضال ثمارُها

فسقى لها النصر الأبيُّ وذاب في = فشل الدسائس ما أراد حِصارُها

وغدًا لإسرائيل غضبةُ زاحفٍ = بالهول يفهق بالجحيم سعارُها

غصبت تراب الأنبياء برجسها = وهي التي أغرى بهم أشرارها

ما زال في خشب الصليب وقدسهِ = عار الجريمة دقَّةُ مسمارُها

أرض السرى والقدس كيف يدوسها = رجسٌ ويخفق في ثراه منارُها

أرض النبوات التي لولا الضحى = من كفها طمس العقول غبارُها

كانتمصابيح الوجود وظلمةٌ = في الغرب يصخبُ كالخضمِّ مدارها

كانت نهارًا عالمًا من حولهِ = ليلاتُ جهلٍ ما يُزاح ستارُها

غذت الحياةَ ونوَّرت أرجاءَها = وعلى الضياء تفتَّحتْ أبصارُها

دارَ الزمانُ بغدرهِ وببطشهِ = وطغى الدجى وتألبَّ استعمارُها

وأتى الصباح وتلك أيةُ فجرهِ = للعرب يسطع في الظلام نهارها

في كل يوم للقيود مقابرٌ = ومغاورٌ يهوي بها فُجَّارُها

وقيامةٌ تشد الدجى عربيةٌ = في الوحدة الشماء هبَّ مسارُها

يحدو مقالدها وتحدو خطوةُ = عينُ السَّما وتُعينه أَقْدارُهَا

 

15 مايو 1960

 

 

شعر:   محمود حسن اسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

118,180