هجاء
"حينما كنت ثائرا على نفسي راضيا عنها"
لك يا وجهي التعيسُ هجائي = في صباحي ومغربي وعشائي
أنت يا متحف الدمامة والقبح = تنزّهت عن صفات البهاءِ
مع سبق الإصرار صاغك ربّي = لعنةً في نواظر الأحياءِ
حسب عيشي من سوء خلْـ = ـقك نحساً وبلاءاً مزوّدا ببلاء
إنّني كلما لقيت فتاةً = صفعتني بالنظرة الشزراء
وهي لو تنشد الحقائق جنّت = بغرامي وتيّمت بلقائي
ورأتني روحاً معطّرة الحسْـ = ـنِ وقلبا مجمعا من نقاءِ
غير أ،ّ العيون كالنّاس لا تحْـ = ـفل إلاّ ببهرجٍ وطلاء
وعيون الجهال يبهرها القشْـ = ـرُ ولِلّبِ أعينُ الحكماء
فاعفُ عني إذا هجوتك يا وجْـ = ـهي فلا زلت قدوةَ الصرحاء
إن تجهمت فالحياة عبوسٌ = أو تهللت فهي نبع صفاء
وكفاني أني أعيش بوجه = واحد في السراء والضراء
ولغيري من الأناسيّ أن ينشر في = الأرضِ مذهبَ الحرباء
مذهب الواغلين في كل عرض = والمجلّين في سباق الرياء
****
إيهِ يا وجهيَ المُقَبَّح عُذرًا = فهجائي من صنعة الشعراء
ليس دأْبي الاطراء إلاّ لغيري = وحرامٌ على فمي إطرائي
عش لنفسي خباءَها فهي عذرا = ء ومجد العذراء ستر الخباء
لا يغرّنك ما يزينه الناس من الحْـ = ـن فهو محض هباء
كم قبيحٍ شأَى بأخلاقه الْـ = ـغُرِّ جميلاً يتيهُ بالعوراءِ
شعر: صالح الشرنوبي