نسمات وأعاصير
يا نديمَ الصباح أترع كئوسكْ = وأذب في شعاعها أتراحكْ
سوف تطوي كفُّ المساء عروسكْ = وتبكي مع الندامى صباحكْ
***
طُف بعينيك في الفضاء الفسيحِ = وتنسّمْ عطر الصفاءِ الرّوحِي
تَجد الأرض دُميةً أفرغ الشّـ = ـرّ عليها صبابة من قروحِ
***
أنت عندي كسيّدٍ مُستبدٍّ = خَفيتْ فيه ذلّةُ الأسراءِ
كلّما جئتني تنادين يا عَبْـ = ـدي وفي مقلتيك روحُ الولاءِ
***
نادِميني ولا تذُوقي الشّرابا = بعُيونٍ أصفى من الصّهباءِ
لا تقولي إشراق عيني غابا = ودعي ما ورثتِ عن حوّاءِ
***
أنت تخشى نار الغرام عليّا = وترجّى النّجاة من أنفاسهْ
يا صديقي أحسنْ ظُنونَك فيّا = أنا أرجو نداه من أقباسِهْ
***
أيها الحامل المتاع تمّهلْ = أيّ داعٍ يدعو إلى الإسراعِ
ليْسَ بُدّ من الفراقِ فدعني = أتمتّعْ بغيرِ هذا المتاعِ!!
***
يا حبيبي نيرانُ حُبّك شبّتْ = في فؤادي والماءُ ملءُ يمينكْ
إن نزرًا من الصفاءِ يُروّيـ = ـه ويُفنى شكوكه بيقينكْ
***
ضحكة الله في السموات رنّتْ = وبكاء الإنسان في الأرض رنّا
والمقاديرُ قُدّرتْ فاطمأَنّتْ = لا تُبالي ... ناح الوَرَى أمْ تغنّى
***
كِدتُ أرتاح للحديث عن الـ = ـقردِ...أبا أولا وأنكرُ آدمْ
بعدَ أن نَالَني بنُوهُ بما لمْ = أجنِ أسبابه فعِفتُ العالمْ
***
أيها المُضْجِرِي بما تدّعي من = وحدة في الوجود أو في الشهودِ
لا تصدّع رأسي فحسبيَ من عَيْـ = ـشي حُميّا كأْس ورنّةُ عودِ
***
يا معاني اللقاء يتّمَكِ الهجْـ = ـرُ فأصبحتِ من معاني الفراقِ
لستُ آسى على الحياة إذا ما = شمْتُها دون قُبْلة أو عناقِ
***
جوهرُ الكون صامتٌ في عُلاه = فلِماذا تحدّثُ الأعراضُ
إنّ هذا اللسانَ آفةُ هذا النـ = ـاسِ يندى وكلّه أمراضُ
***
مٌشكلات القضاء والأقدار = حيرت كل عاقل جبّارِ
والبرايا مضلّلون استقرّوا = بالأماني على شفيرٍ هارِ
***
أيها الآمل الصفاء مع الدهـ = ـر ترفّقْ بنفسكَ الوسْنانه
خُذْ أماناً من الزمان فإن ذُقْـ = تـَ صفاءً...فذاكَ منه أمانهْ
***
اُرقصوا رقصةَ الحياةِ أو الموْ = تِ إذا مات سيّدٌ أوْ زنيمُ
لن تزيدوهما على القبرِ قبراً = فيه ينْمازُ طاهر ورجيمُ
***
رجلٌ يشرب الحميم ليحيا = فيسمون صنعه تدجيلا
وأناس لم يمتطوا الأرض إلا = ليزيدوا أهل الحميم عويلا
***
أشعلوا في بيت المعرس ناراً = يتنشق دخانها التعساءُ
حكمة البؤس والرفاهة جُنّت = فتولى ترويضها الجهلاءُ
***
يا مطيّ القضاء أضناكم السيـ = ـر فثوروا بطبعكم لا بطبعهْ
أو فناموا وانسوا الشكاة فما تجْـ = ـدي ، ولم تجدِ آدماً بعد وقعهْ
***
هنأوا الأم بالوليد ومروا = بأبيه يكررون التهاني
وهمو لو دروا لعزّوه فيه = فلقد جاءه خريف الزمانِ
***
أعجب الأمر في التحية أن النّـ = ـاس يلقونها سلاما ورحمهْ
هيكل اللفظ فارقته المعاني = وهي نُساكه فأنتج عقمهْ
***
حسبوا الدهر غافلا عن خطاهم = فأقاموا مجانة الميلاد
رحمتا للأنيس يصنع سلوا = هُ ليقتصّ من عداء العوادي