من أحلام الصيف
(ليت ما فيها حقيقة)
خطرت كالنسمة السكرى بأنداء الصباحِ
فكرةٌ من فكر الحُسْن تجلّت في وشاحِ
عبقريّ النسجِ رفّاف كأحلام الملاحِ
تُفعَم الأنسام إن مرّت بها عشقا وطيبا
وهي تختال على الشطِّ لتصطاد القلوبا
وتغنّي الشمسَ لحنًا خفِرَ النغْم طروبا
مثلما ناغمَ محبوبٌ على البعد حبيبا
ظنّها الموجُ تحيّيه...فحيّي قدمَيْها
وترامى رغْوُهُ العاشق منسابًا إليها
فجَرَت تسبقه نحوي وعاطتني يديها
قلت لا لوم على الموج إذا أرغى وأزبَدْ
شفّه الحرمان من ضمّك حينا ..فتجلَّدْ
ثم أقبلت فأيقظتْ هواه فتنّهدْ
ورأى شغلك عنه بسواه...فتمرّد
وضحكنا ...واحتسى الكون رحيقًا عبقريّا
ورأتني شاعر النّظرة فارتاحت إليّا
ومشينا فانتشى الرمل..ويمّمنا النّديّا
واغتبقنا ساعةً ..خمر الأحاديث العذابِ
ساعةً تعدل أحلامي وعمري ورغابي
وهي تسقيني وأسقيها...شبابا بشبابِ
لا شفاهًا بشفاهٍ أو رضابا برضابِ
* * *
ثم قالت دَنَتِ الفرقة والليل سجَا
وغدًا نروي من القلبين شوقًا لاعجا
ونغنّي الموج لَحْنيْنا ..فيرغى هائجا
واستدارت شفتاها ...في حنانٍ وحنينِ
وأطارت قبلةً في الجوِّ ...خرساءَ الرنينِ
وانثنت ترقُبُ مسراها بمسحور الجفونِ
فاستقرّت في فمي وامتلأت منها عيوني
* * *
إيه يا فاتنة الشطِّ أألقاكِ غدَا؟
أم يصير الوعدُ جمرًا بعد أن كان نَدَى؟
آه ما أقساك إن ضَيَّعتِ أحلامي سُدى؟
أنت دنياي التي أنشدها في خلواتي
أنت حلم سابحٌ في مائج من صبواتي
أنت كأْس الوحي في حانة أيام حياتي
فاقبليني عابدًا...أفْنِ هوًى في صلواتي
شعر: صالح الشرنوبي