الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

في مأتم الصعيد

 

(أبيات من قصيدة ضاع مطلعها ، ألهمتنيها نكبة الصعيد بوباء الملاريا في عام 1944) ، وكان قد سمع عن هذا الوباء من صديقه الشاعر محمد العديسي.

 

لَهْفَ نفسي والمنايا تلتظي   =  ما لجمْراتِ المنايا من خمودِ

صهرتها وهي كالغيم ندًى!    =    في لظى الحسرة أبناء الصعيدِ

معشر كانوا كأزهار الرُّبَا   =   رضعوا في المهد من أثداء جُودِ

دهم الموت عليهم دورهم   =   وأراهم بطش جبّار عنيدِ

شَرَعَ المِنْجَلَ في راحاتِهِ   =  وانبرى يعصف بالنّبْتِ الحصيدِ

كم فتاة هَدْهًدَتْ آمالها    =     وفتى عاش على حلم سعيدِ

وعَرُوسٍ كُفِّنت في ثوبها !   =   وعريس أدرجوه في البرودِ

نصب الموت لهم أشراكه   =  ودهاهم من قريب أو بعيدِ

لم يفرّق بين شيخ هرم  =   ورضيع في حِمى المهدِ وليدِ

فهمُ بين مريض جائع   =   يطلب الموت ..وعريان شريدِ

فههنا أمٌّ تناغي طفلها   =   وتمنّيه بخلاّب الوعودِ

كلما راود جفنيه الكرى    =    أشفقت من سفر فيه مديدِ

وإذا تاق إلى الثدي انحنت   =   فوقه تضرع لله المجيدِ

تُرعشُ الحُمّى حناياه فلا  =   تجد المهد..وأنّي بالمهودِ

تُشهد الليل على آلامها  =  وتروّي الأرض بالدمع النضيدِ

فإذا ما أقبل الصبح وفي  =  نوره أمنية العاني الطريدِ

أقبل الموت وفي إقباله  = تدبر الآمال من عيش الفقيدِ

فتُرى من هولها مصروعة   =    تحمل الطفل إلى القبر الجديدِ

وعليها من تهاويل الأسى =  مِسْحةٌ ترقص أحشاءَ الجليدِ

خبّلت أقدامها في خطوها   =    فهي تمشي كأسير في قيودِ

في سفوح يعزف الموت بها   =   لحنه المخمور من عصفِ الرعودِ

ويحه ما حطمت أسهمه =  دعوات الثكل من قبل ثمودِ

*   *    *

إخوتي في الله والدين وفى  =   وطن عانٍ من الخطب جهيدِ

لكم الله ...وفي الله غِنٍ   =  عن بياني ولساني وجهودي

أنا إن لم أبذل الروح لكم  =  وأُفَدّي بطريفي وتليدي

لا رَعَتْ مصر لقلبي أملاً  =   ورماني الدهر بالرُّزْءِ الشديدِ

 

شعر: صالح الشرنوبي

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 45 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

111,734