الحلاج
محترفو دَقِّ مساميرَ،
لذلك دَقُّوا المسمارَ وراء المسمار بحنكةِ مبتهلينَ،
المستوظفُ ساءلني : من أنتَ ؟
أجبتُ: أنا الشخصانِ بشخصٍ،
ورفيقي صاحَ : لماذا بُحتَ ؟
أجبتُ: يدقّون المسمارَ وراء المسمار بحنكةِ مبتهلينَ،
- فماذا تملكُ ؟
- ما في الجبّة غير بُقُولٍ وقراقيشَ .
الكاتدرائياتُ انتشرتْ في الصّدرِ ،
فصار المحرومونَ عديدينَ،
ليتوهّج وجدُ المخبر ،
فيدقُّ المسمارَ وراءَ المسمار بحنكةِ مبتهلٍ ،
- ما الرؤيةُ ؟
- شُفتُ سماسرةً برياشٍ ،
فهمستُ لمن في الجُبّة أن الوسطاءَ سيمتنعونَ ،
- وصحبٌكَ؟
فأجبتُ : الشّْبلي ، ماسينيون ، عبده وازن ، وأبو سعدة ، وصلاحُ ، الشيبى ، محمود مرسى ، وفتاةُ الأرك ، وسبعينيو مصر.
يخطُّ التكعيبيّون على الحائط : تمّتْ مأساةُ السيد ،
والسيدُ يحفرُ :
عاينتُ وجوداً يتوحَّدُ ووجوداً يتبدّدُ ،
وأنا بينهما أنزفُ حتى تختلطَ دمائي بمساميري ،
إذ دقُّوا المسمارَ وراءَ المسمار بحنكةِ مبتهلينَ،
المستوظفُ سألَ : ومن أهلُكَ ؟
- أصحابُ الدير ، وأصحابُ المعبدِ ، أصحابُ الجامع ،
والبوذيّون ، تلاميذُ زرادشت ،طلائعُ هيجلَ ، ورعاةُ النصِّ
الآلي، وعُبَّادُ البقرةِ، وعمائمُ قُمْ.
سيناصرني رجلٌ إن قال : أنا النقطةُ تحت الباء ،
ويحميني مجذوبٌ يبحث عن كشفٍ يحتاج إلى كشفٍ.
لم يكُ سهواً أن يضعوا اسمي في قائمةِ المطلوبينَ بتهمةِ إنكار العِرْقِ ،
ولم يكُ سهواً أن يضعوا رسمي في لائحةِ المشبوهينَ
بجُرمِ مطارحةِ الرّب هياماً بهيامٍ،
لم يكُ سهواً أن تزدهرَ مساميرُ التقوى ،
فيدقونَ المسمارَ وراء المسمار بحنكةِ مبتهلينَ،
ويسألني المستوظفُ : ردُّكَ ؟
فأتمتمُ : لاتضعوا لي تمثالاً في مبنى الشمع ،
فعندي تمتزج الأنثى بالملكوتِ،
ويمتزج الغُنجُ
بميكائيل ،
ويمتزج الفخذُ العريانُ برضوانَ.
المستشرقُ قدمني لأكاديميينَ ونظيفينَ ،
فجفلوا من مرآي،
وراحوا يبتكرون بحوثاً عن روحِ المتصوفِ.
فازدادتْ في الأرض مساميرُ المبتهلينَ:
على باحةِ فرساي مساميرُ ،
وفوق البرج مساميرُ ،
وخلف خطاب الليبراليّينَ مساميرُ،
وتحت السوتيان مساميرُ.
الكلُّ تحنّكَ كالمبتهلينَ،
وهذا العصرُ صليبٌ فوقَ صليب.