عكازات
يجلس مبتسماً
يرقبُ عُكّازاتِ المارّينَ،
يحاول وضعَ الأطوار البشريّةِ في نسقٍ،
أضنتْه الفلسفةُ فمالَ على جانبه الأيمنِ
ليرى الثورات العربيةَ من منظورٍ أفقىٍّ:
كانت أقوامٌ تذهبُ وتجيء،
وأبنيةٌ تهوى،
وصحيحونَ يعانونَ الفالجَ،
ورحىً تطحن صِبياناَ فيذريهم ربُّهمُ على الأمكنةِ
فيغدونَ ضمائرَ جَمْع،
فيما يجلس مبتسماً
والآتونَ مع القَدَر،
يعرُّونَ مؤخرةَ الآتينَ مع القَدَر،
فينسى وضع الأطوار البشريّةِ في نَسَقٍ،
يُحصى عددَ العّكازاتِ المصفوفةِ،
ويضاهيها بشجيراتٍ من عنبٍ جَمَّعه المصريونَ،
ويرشف كأساً:
أنبيذٌ،
أم دمُ شابٍ من كفر الزيات ؟