لامني
لامني أنّي أموسقُ شَعرَها نثرًا طويلا
أجدلُ البحرَ الجميلا
ليلةً، ظلُّ القصائدِ موجُها هزَّ النَّخيلا
أَربكتني لحظةُ التَّقييمِ لحظًا
من سراجٍ أَرَّخَ التَّقويمَ لفظًا
في انفلاتِ الحرفِ منِّي سلسبيلا
شقَّ صدري عن كيانِ الخاطئينَ
بدَّل المكنونَ فيَّ
أَخرجَ اللّيلَ الخفيَّ
من سويداءِ الفؤادِ
أسودًا صارَ السَّبيلا
حدَّثتني مُهجةٌ عن نبضها الآتي غريبًا
من غرامِ المُنشدينَ
أَنَّ جَرْسًا من بحورِ الشِّعرِ جاءَ
راقصًا فوق المرايا
غازلاً بعد الضُّحى جفنًا ثقيلا
سائلاً رنَّات صوتي
زقزقاتٍ فَخَّختْ للطَّيرِ وكرا
كانَ طيري ظَنَّهُ الرَّوضَ الخميلا
فاستعادَ الحسَّ نبضيْ
حين فنِّي
فرَّقَ الأشياءَ فوضى
قالَ عنها مخلَصيَّ
ثورةٌ في النَّظْمِ فاقتْ مُخْلَصيَّ
واستوى في الرِّيحِ عَصْفي
غدوةً صارتْ أَصيلا
قُلتُ للمفتونِ بالصَّمتِ الرَّهيبِ:
تلك أنغامُ الرَّبابِ
أينعتْ فوق الدُّروبِ
لَمَّهَا نَسْجُ الخليلِ
لوعةٌ من لحنِ عودِ
لوْ أَطَلَّتْ بهجتي نايًا جليلا
فتنةُ الحرفِ الرَّشيقِ
وَكَّلتْ للصَّفحِ نثرا
ثمَّ أَغفتْ فوق أسرابِ الهديلِ
تنقر الأوتارَ نقرًا مُستحيلا
واستخفَّ النَّقرُ خيلي
فارتضيتُ اللَّومَ شوقًا لِلغناءِ
رنَّمَ العصفورُ لحني واشتكى اللَّونُ المعاني
قد مضينا غُرَّدًا - يا لائمي - لحنًا خَميلا
نَسْبقُ الأحداثَ ظَنًّا أَنَّنا جيلٌ توارى
في قوافٍى قوقعاتٍ
هَدَّها اللَّحنُ السَّريعُ
شَفَّنا حلمُ الصَّعودِ
منطقٌ فيهِ البديعُ
مركبٌ قد نَجَّرَتْهُ العادياتُ
من كمانٍ للبيانِ
قد نسينا أنَّنا نمضي معًا جيلاً فجيلا
لامني أنِّي أموْسقُ شَعْرَها نَثْرًا طَويلا.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
14 يناير 2013