ترقبوا
في سالفِ الأَزْمانِ كانوا قَد أَحالوا الأرضَ قَبرًا والسَّماءْ
قدْ صَيَّرُوهُ النَّجمَ بحرًا مِن رثاءْ
- أَيْقنتُ أنَّكِ لي عيونٌ راحلاتٌ لِلْغَدِ
في هُدبِها عَاشتْ عَصافيرٌ -
وتعطَّروا عطرَ النِّساءْ
فانكبَّ من خوفِ الليالي قابضًا جمرَ الحياءْ
وانْتابهُ الوعدُ الرِّياءْ
خطَّ الأماني مهرجَانًا لِلبُكاءْ
ثمَّ الأَغاني قدْ نسَى فِيها حكاياتِ الرّجاءْ
ما عادَ منِّي موضعٌ إلاّ و أَنَّاتُ البقاءْ
قد رَاوَدتْ عنهُ الضياءْ
لستُ الذي تبغينَ أَنِّي قد وُلِدْتُ الآنَ منْ رحمِ البقاءْ
عيْني دعاءُ المجدِ إنْ عزَّ الفناءْ
والرِّيْحُ تعرفُ طلعتي والشمسُ والبحرُ الرُّخاءْ
والشعرُ قد أَضنيْتُهُ الأوزانَ في حرفِ الثَّناءْ
إنِّي أنا المصريُّ قد عرَّفتُ نفسي عزةٌ فيها الفداءْ
فتَرَقَّبوا مجدي فقد فاضَ السَّناءْ
وأظلَّ وقتي وقتَ أَرضٍ لمْ تكُنْ لي من رخاءْ
فَتَرَقَّبوا طلْعِي بهيًّا فوق أعناقِ الفضاءْ
عودًا نديًّا فوق أغصانِ الشَّقاءْ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
15 يناير 2013