خمار الشعر
غرامُ البحرِ بالأُنثى
كمينٌ فيهِ يَختبأُ
قطارُ الرِّيحِ والبدرِ
وفيهِ الهمسُ يكْتَئِبُ
يقولُ القولَ أشعارا
ويَخفي عن مجالسنا
هيامَ العينِ بالعينِ
ويَنتقبُ
كأَنِّي من خِمارٍ جئتُ مبهورا
على أسقامِ دُنيايَ
فقد مرَّت سنونُ القهرِ من دربي
وظلَّ العمر يرتقبُ
فتاةً كُنتُ أخفيها
بسردابِ المزاراتِ
وأنتحبُ
إذا غنَّتْ لغير الحبِّ أوتاري
أُناديها خيالاتٍ
تَزُورُ الصّبحَ باللّيلِ
وتَنتخبُ
وتَذوي في شراييني
وقلبُ العاشقِ الملهوفِ يَنتفضُ
ويَصْحَبُنِي على وهجي عبيرُ الخوفِ والظَّنِّ
على أَنِّي أقيمُ الشِّعرَ باللُّغةِ
دلالاتٍ
بلاغاتٍ
فعطرُ الشِّعرِ من أُنثى
ولحنُ الشعر من لُغتي
بحرفٍ فيهِ أسراري
خمارُ الشِّعرِ مكنونٌ بأجفاني
لعقدِ الفُلِّ في شَعْرٍ لِسمْراءِ
على أَطرافِ مانلا
ولكنِّي برغمِ الهجرِ يَسْكُنُني
ورغم اللّيلِ يَقتربُ
سأمشي في غواياتي
فحلمُ الشعرِ أن يأتي
على بحرٍ
على خطوٍ
على حرفٍ
جديدٌ في دلالاتي
فهل قولي سيأخُذُنِي لِغيماتٍ
وأنواءِ الفصاحاتِ
وهل أذكارُ أحبابي
ستفنى في تراكيبي
وتلتهبُ.
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
21 ديسمبر 2012